![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
![]() |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
![]() لا تَلْتَفِتْ لِبُنَيَّاتِ الطَّرِيق ![]() الطريق وبُنَيّاتُهَا يحكى أن الأمير ابن طولون أراد أن يؤدّب ولده ، وكان الولد أكولاً نهماً ؛ فأرسل الوزيرَ في ساعة من الليل, وقال له : ائتني به فوراً , ولا تسمح له بأكل شيء قبل أن تشخصه إليّ ، ذهب الوزير, وقال للولد : أجب الأمير ، قال أمهلني قليلاً لآكل ، قال : أجب الأمير فوراً على هيئتك الآن ، وذهب الولد ، فجلس في قاعة انتظار حتى طال به الجلوس واشتد به الجوع ، قال والده : أدخلوه الغرفة ؛ فدخل ووجد على الخوان ألواناً من الأطعمة اليسيرة التي نسميها (مقبّلات) الجرجير والبقول والسلطات وما شابه ، فوقع عليها أكلاً حتى شبع وهدأت نفسه ، ثم أمر الأمير أن يؤذن للولد على مائدة من أجود أنواع الأطعمة مما لذ وطاب من الوجبات الرئيسة ، وعليها الأمير ووزراؤه وحاشيته ، فأكلوا وانقبض الولد .. سأله أبوه : لماذا لا تأكل ؟ قال : قد شبعت ، ولم أعلم أن ثمت طعاماً آخر هو ألذ وأطيب .. قال الأمير : إنما أحضرتك لألقنك درساً في حياتك ، ليس لك إلا بطن واحد, فإذا ملأته بالبقول والأطعمة الأولية؛ لم تجد نفسك في الطعام الذي هو أكثر نفعاً وأعظم لذة ، وهكذا إذا ملأت وقتك بالأمور الصغيرة ضاق عن جلائل الأعمال وفضائلها .. (العقد الفريد) ![]() أرى في درس ابن طولون بعداً أوسع يتعلق بالاهتمام والتفكير ، الذي هو محرك العمل ودافعه في حياة الإنسان ، فإذا سيطرت على المرء انشغالات ذهنية جانبية أو صغيرة أو جزئية واهتم بها ، أصبحت مدار الإنجاز؛ فيها يفكر ، وعنها يبحث ، وحولها يحاور ، ولا يضرب المثل إلا بها ، وقد يتحدث عن غيرها وهو يريد أن يجر الحديث إليها ، مثل ذلك الساذج الذي ذهب إلى كاتب العرائض , وقال له : اكتب لي عريضة للمسؤول, وحاول أن تضع فيها كلمة (ولا سيما)! لقد سمع هذه الكلمة وراقت له ، فأحسّ أنها تعطي للمعروض قيمة زائدة .. ![]() ليس للمرء إلا عقل واحد ، وقلب واحد (مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ) ، وليس صحيحاً أن المرء كلما عوتب في الإفراط في التفاصيل الحياتية أو اللغوية أو الاجتماعية قال : لا تعارض نهتم بهذا وهذا .. نظرياً لا تعارض ، بيد أنه من الجهة العملية طاقة الإنسان محدودة ، وإذا صرف هذه الطاقة في أمرٍ ، فلن يستطيع صرفها مرة أخرى ، وفي الوقت ذاته في أمر أهم أو أعظم . ولا تعارض بين هذا ومبدأ آخر تصل به ، وهو التخصص ؛ فإن تخصص الإنسان في شيء مدعاة إلى المعرفة والفهم والإبداع وتحصيل الخبرة ، وكل ميسر لما خلق له . لكن من طبيعة المتخصص أن يدري أن الناس ليسوا كلهم مثله ، و لا يحسن أن يكونوا كذلك ، ويؤمن بأن في الناس من هو معني بأمور أكبر وأعظم مما يشغله هو ، لكنه مال لتخصصه ؛ لأنه يتناسب مع طبعه أو شخصيته . . ![]() ومن شأن المتخصص أن يقتصد في الحديث أو المداخلة أو المعارضة في المسائل التي لا تدخل في اختصاصه ، إلا فيما هو قدر عام يشترك فيه الناس . عليه أن يملأ عقله بجلائل الأفكار وعظائمها ، وأن يملأ قلبه بعظيم المشاعر ولطيفها وحسنها وأن يدع الحواشي للحواشي ! وكما قال المتنبي : عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ ** وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها ** وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ ![]() وضع معلم ذكي دلوا على طاولة, وأحضر عددا من الصخور الكبيرة ووضعها في الدلو بعناية، وعندما امتلأ, سأل طلابه: هل امتلأ الدلو؟ قال الطلاب: نعم. فسحب كيسا مليئا بالحصيات الصغيرة, ووضعها في الدلو حتى امتلأت الفراغات بين الصخور الكبيرة .... ثم سأل مرة أخرى: هل امتلأ الدلو ؟ قال الطلاب بيقين: نعم. أخرج المعلم كيسا من الرمل, ثم سكبه في الدلو حتى امتلأت جميع الفراغات بين الصخور ..ثم سأل مرة أخرى : هل امتلأ الدلو الآن ؟ أجاب الطلاب دون تردد : نعم امتلأ الدلو!! فأحضر المعلم إناء مليئا بالماء, وسكبه في الدلو حتى امتلأ. ثم قال لطلابه: هكذا العقل والوقت والحياة ؛ لو لم نهتمّ بالصخور الكبيرة أولا، ما كان بإمكاننا وضعها أبدا فكل له موضعه ووقته ![]() ![]() بنت الحرمين الشريفين |
![]() |
|
|
![]() |