![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية |
![]() |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
![]() من: الأخت/ الملكة نور
شرح الدعاء من الكتاب والسنة (13) شرح دعاء ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما* إنها ساءت مستقرا ومقاما { رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا*إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا } المفردات : غراماً: أي ملازماً دائماً غير مفارق . الشرح : هذه الدعوة المباركة ضمن دعوات وخصال لعباد اللَّه تعالى وصفهم، وأثنى عليهم في أكمل الصفات، ونعتهم بأجمل النعوت، وأضافهم إلى نفسه الكريمة إضافة تشريف وتعظيم، إجلالاً لقدرهم، فصدَّر صفاتهم بقوله: { وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ } ، وذلك أن العبودية للَّه تعالى نوعان: 1- عبودية الربوبية، فهذه يشترك فيها سائر الخلق مسلمهم وكافرهم، برّهم وفاجرهم ، فكلهم عبيد للَّه مربوبون مُدَبّرون : { إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا } 2- وعبودية لألوهيته وعبادته ورحمته، وهذه عبودية خاصة، وهي: عبودية أنبيائه وأوليائه، وهي المراد هنا؛ ولهذا أضافها إلى اسمه الرحمن . فيا له من شرف عظيم ، ومكرمة كريمة لمن كان مثلهم. ثم ذكر من الخصال الجميلة أدعية دعوها، فقالوا : { رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ } : أي نجّنا يا ربنا من عذابها، ومن أسبابه في الدنيا؛ بتيسير الأعمال الصالحة ، و اجتناب السيئات المقتضية لها , و فيه إشارة لما ينبغي عليه المؤمن من الخوف من العذاب ، مع الرجاء ، فيجمع بين الترغيب و الترهيب كالجناحين للطائر، وأن العبد ينبغي له أن لا يغترّ بعمله مهما كان صالحاً ، فهم مع كل هذه الصفات الجليلة يخافون من عذابه، ويبتهلون إليه تعالى لكي يصرفه عنهم ، غير مغترّين بأعمالهم ، و هذا من حسن العبادة ، و كمالها. كما قال تعالى عن المؤمنين: { وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ } ، وقد بينا بذلك ما جاء في معناها وما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في تفسيرها . وقوله : { إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا } : ثم ذكروا علّة هذا السؤال: أن عذابها كان شرّاً دائماً، وهلاكاً غير مفارق لمن عُذِّب به، فغراماً ملازماً دائماً بمنزلة الغريم لغريمه: كملازمة الدائن للمديون من حيث لا يفارقه بإلحاحه ومطالبته؛ و ( لهذا قال الحسن: كل شيء يصيب ابن آدم ويزول عنه فليس بغرام، وإنما الغرام : الملازم ما دامت السموات و الأرض ) وقوله تعالى: { إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا }: أي بئس المنزل منظراً، وبئس المقيم مقاماً، هذا منهم على وجه التضرّع والخوف، يستفرغون نهاية الوسع في سؤالهم من النجاة منها، وكأنهم على كمال صفاتهم غارقون في المعاصي و الآثام . ولا يخفى في أهمية الاستعاذة من النار، حيث صدَّروا استعاذتهم بها ؛ لأنها أشدّ شرّاً توعد اللَّه به، وفي هذه الدعوات بيان أن الداعي يحسن له أن يذكر سبب ما يدعوه { إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَ مُقَامًا }. الفوائد : 1- أهمّية هذه الدعوة : أ- حيث ذكرها اللَّه تعالى لناسٍ أثنى عليهم، وأضافهم إلى نفسه في كتاب يُتلى إلى يوم القيامة. ب- أنّها جاءت بصيغة الفعل المضارع في قوله: { وَالَّذِينَ يَقُولُونَ } الذي يدلّ على كثرة سؤالهم بها، ومداومتهم عليها . 2- فيه بيان أنه يندب للداعي أن يذكر سبب علّة دعوته كما في قوله: ?إِنَّ عَذَابَهَا? ?إِنَّهَا سَاءَتْ?. 3- ينبغي للدّاعي أن يجمع في دعائه بين الخوف والرجاء، وأن ذلك أرجى في قبول الدعاء . 4- أن البسط في الدعاء أمر مرغوب فيه عند الشارع، كما يظهر في بسطهم في ذكر علّة دعوتهم . 5- إن التوسّل بربوبية اللَّه عز وجل وألوهيته في الدعاء هو من أعظم أنواع التوسل على الإطلاق . |
![]() |
|
|
![]() |