المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
درس اليوم 4585
من:إدارة بيت عطاء الخير
درس اليوم مداخل الشيطان لإفساد القلوب قال ابن القيم رحمه الله تعالى: "القلب لهذه الأعضاء كالمَلِك المتصرِّف في الجنود، الذي تصدُرُ كلها عن أمرِه، ويستعملها فيما شاء، فكلها تحت عبوديَّته وقهره، وتكتسب منه الاستقامة والزَّيغ، وتتبعه فيما يعقده من العزم أو يحلُّه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ألا وإن في الجسد مضغةً، إذا صلَحت صلَح الجسد كلُّه)) فهو مَلِكُها، وهي المُنفِّذة لما يأمرها به، القابلة لما يأتيها من هدايته، ولا يستقيم لها شيء من أعمالها حتى تصدر عن قصده ونيته، وهو المسؤول عنها كلها؛ لأن كل راعٍ مسؤول عن رعيته"؛ اهـ[7]. ولذا كان القلب هو محلَّ الاختبار والابتلاء، وعن حُذيفة بن اليمان رضي الله تعالى عنه قال: سمِعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((تُعرَض الفتن على القلوب كعَرْض الحَصِير عُودًا عودًا، فأيُّ قلبٍ أُشرِبَها نُكِتَت فيه نُكتةٌ سوداء، وأي قلبٍ أنكَرها نُكِتَت فيه نُكتةٌ بيضاءُ، حتى تصيرَ على قلبين: قلبٍ أبيضَ مثل الصفا، فلا تضرُّه فتنة ما دامت السماوات والأرض، والآخر أسودُ مُرْبَادًّا كالكُوز مُجَخِّيًا، لا يعرِف معروفًا ولا يُنكِر منكرًا، إلا ما أُشرِب مِن هواه)) قال ابن القيم رحمه الله تعالى: "فشبَّه عَرْضَ الفتن على القلوب شيئًا فشيئًا، كعَرْض عِيدان الحَصير – وهي طاقاتها - شيئًا فشيئًا، وقسَّم القلوب عند عرضِها عليها إلى قسمينِ: قلب إذا عُرضت عليه فتنة أُشربها كما يشرب الإسفنجُ الماءَ، فتُنكَت فيه نكتة سوداء، فلا يزال يشرب كل فتنةٍ تُعرض عليه حتى يسوَدَّ وينتكس، وهو معنى قوله: ((كالكوز مُجَخِّيًا))؛ أي: مكبوبًا منكوسًا، فإذا اسودَّ وانتكس، عرض له من هاتين الآفتين مرضان خطيران متراميانِ به إلى الهلاك: أحدهما: اشتباه المعروف عليه بالمنكر، فلا يعرف معروفًا ولا يُنكر منكرًا، وربما استحكم عليه هذا المرض، حتى يعتقد المعروفَ منكرًا والمنكر معروفًا، والسُّنةَ بدعةً والبدعة سُنة، والحقَّ باطلًا والباطل حقًّا. الثاني: تحكيمه هواه على ما جاء به النبيُّ صلى الله عليه وسلم، وانقياده للهوى واتباعه له. وقلب أبيض قد أشرق فيه نورُ الإيمان، وأزهَرَ فيه مصباحه، فإذا عُرِضت عليه الفتنة أنكَرَها وردَّها، فازداد نوره وإشراقه وقوته، والفتن التي تُعرض على القلوب هي أسباب مرضها، وهي فتن الشهوات وفتن الشبهات، فتن الغيِّ والضلال، فتن المعاصي والبدع، فتن الظلم والجهل، فالأُولى تُوجِب فساد القصد والإرادة، والثانية توجب فساد العلم والاعتقاد"؛ اهـ. ولذلك يجب على المسلم أن يراقبَ قلبَه ويتعرَّف أحواله، ويتخوَّله بالموعظة بين الحين والآخر، وليعلم أنه بصلاحه تكون السعادة الأبديَّة، وبفساده يكون الشقاء والبلاء والخسران المبين. أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
|
|
|