[حور العين]

من:إدارة بيت عطاء الخير



درس اليوم

أسس السلام الداخلي
أعطانا الإسلام أسسا للسلام الداخلي والإدارة النفسية
الناجحة للابتلاءات..
هل تريد أمثلة على ذلك..
حسنا حلق معي أنت وأفراد أسرتك:
الإسلام ذكَّرك أن هذه الدنيا ليست دار قرار ..هي محطة..قاعة امتحان..ولها
انقضاء ولها نهاية..فإن كانت الدنيا كلها لها نهاية فمن الأولى أن مصيبتك
وابتلاءك له نهاية..وبعده دار البقاء والجزاء الأبدية.
."والآخرة خير وأبقى" .

ليس هذا فحسب..بل إن لبلائك وللأذى الذي تتعرض له تعويض وثمن لو رأيته لربما تمنيت أن يستمر البلاء!..
معاناتك ليست مجانية يا صديقي!
فهل تفر من الابتلاء المدفوع الثمن إلى انتحار يصغر أمام
ألمه وعذابه كل آلام الدنيا وعذاباتها!..
الذكاء هنا هو أن تصبر وتحتسب عند الله..
أنت كمؤمن..نهاية خياراتك كلها سعيدة..متعجب؟ لك الحق في ذلك فلقد
تعجب قبلك الحبيب صلى الله عليه وسلم فقال:"عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ
كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ،
وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ" .
معنوياتك ارتفعت!..جميل..
ومع ذلك هناك المزيد من المعالجات الإلهية..منها ما أسميه
"مضاد السخرية"..أو قل "اكسير تقوية الشخصية"..ما هو؟

من أهم أسباب الاكتئاب ثم الانتحار :التأثر الشديد بكلام الناس
ونقدهم وسخريتهم..

الإسلام يقول لك: أولويتك الأساسية ليست إرضاء الناس..بل إرضاء رب
الناس..بعد إرضاء الله..الأمر كله هين..وكل الذي فوق التراب تراب!

هذا المضاد وهذا الإكسير(رضا الله أولا) يقوي شخصيتك ويضعف
أثر التنمر عليك..والأهم يرضي ربك..
لم أنته بعد يا طيب..
أين حسن الظن بالله يا صديقي؟ ما يدريك لولا هذا البلاء
الذي أنت فيه لجاءك ما هو أشد منه بأضعاف!
لولا إعاقة جسدك لكنت من المتجبرين في الدنيا الهالكين
في الآخرة!
لولا مرض ابنك لكنت بعيدا عن الله
لولا فقرك لكنت غنيا مفسدا غافلا..
احتمالات واردة ..وإن لم تجد مثل تلك الاحتمالات فقل:
الله أعلى وأحكم وأرحم..لعل هناك حكما لا أعرفها..
اقترب قليلا لو سمحت..: أتعرف أن أكثر مشاكلنا النفسية
سببها أننا نفكر فيما لا نملك ونغفل عما نملك!!
خذ الوصفة النبوية وتأملها كلما نسيت ما تملك:
"انْظُرُوا إِلَى مَنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ، وَلَا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ،
فَهُوَ أَجْدَرُ أَنْ لَا تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ" .
بقيت واحدة..يعلمنا القرآن أن فرج الله قد يأتي في اي لحظة.
."إن مع العسر يسرا"..
فعش بالصبر والرضا..عش بالأمل بالله..أطلق بصرك
ليرى الدنيا..وما بعد الدنيا.. الآخرة الفسيحة..
وكلما اتسع بصرك اتسع صدرك
وأبشر يا طيب..

أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين