![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() الأخت / بنت الحرمين الشريفين نهاية طريق الشهوة : سوء الخاتمة إن التعلق بالشهوات واستيلائها على القلب من أكبر أسباب سوء الخاتمة ، فما من أحد إلا وفي خاطره همٌّ يجوس به ، يملك عليه مشاعره ، فهذا همه الأصغر والأكبر الدينار والدرهم ، وذاك همه الشهوات ومتعة النفس ، وحين يحل بالإنسان الموت ؛ يتذكر ويبدو له ما كان يستولي على همه ، وهذا معلوم لأن من عاش على شيء مات عليه . يقول الإمام ابن القيم - رحمه الله -: ( فمن كان مشغولًا بالله وبذكره ومحبته في حال حياته ؛ وجد ذلك أحوج ما هو إليه عند خروج روحه إلى الله ، ومن كان مشغولًا بغيره في حال حياته وصحته ؛ فيعسر عليه اشتغاله بالله وحضوره معه عند الموت ، ما لم تدركه عناية ربه ) ولأجل هذا كان جديراً بالعاقل أن يلزم قلبه ولسانه ذكر الله حيثما كان ، لأجل تلك اللحظة التي إن فاتت ؛ شقي شقاوة الأبد ، فنسأل الله أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته . ويقول أيضًا : ( وإذا كان العبد في حال حضور ذهنه وقوته وكمال إدراكه ، قد تمكن منه الشيطان ، واستعمله بما يريده من معاصي الله ، وقد أغفل قلبه عن ذكر الله ، وعطَّل لسانه من ذكره وجوارحه عن طاعته ؛ فكيف الظن به عند سقوط قواه واشتغال قلبه ونفسه بما هو فيه من ألم النزع ، وجمع الشيطان له كل قوته وهمته وحشده عليه بجميع ما يقدر عليه ؛ لينال منه فرصته ؟! فإن ذلك آخر العمل ، فأقوى ما يكون عليه شيطانه ذلك الوقت ، وأضعف ما يكون هو في تلك الحالة ؟! فمن ترى يسلم على ذلك ؟! ) وإليك عزيزي الشاب ، نماذج محزنة لمن قادتهم شهواتهم إلى سوء الخاتمة والعياذ بالله : يُروى أن رجلًا عشق شابًا واشتد كلفه به ، وتمكن حبه من قلبه حتى مرض ولزم الفراش بسببه ، وتمنع ذلك الشخص عليه واشتد نفاره عنه ، فلم تزل الوسائط يمشون بينهما حتى وعده بأن يعوده فأخبره بذلك الناس ؛ ففرح واشتد فرحه وانجلى غمه ، وجعل ينتظره للميعاد الذي ضرب له ، فبينما هو كذلك إذ جاءه الساعي بينهما ، فقال : إنه وصل معي بعض الطريق ورجع . فلما سمع البائس ؛ أُسقط في يده وعاد إلى أشد مما كان به ، وبدت عليه علامات الموت فجعل يقول في تلك الحال : أسلم يا راحة القلب العليل رضاك أشهى إلى فـؤادي ويـا شفاء المدنف النحيـل مـن رحمة الخالق الجليل فقيل له : يا فلان ، اتق الله ! فقال : قد كان . فما أن جاوز باب داره حتى سمع صيحة الموت . وآخر كان واقفًا إزاء داره ، فمرت به جارية لها منظر . فقالت : أين الطريق إلى حمام منجاب ؟ فقال : هذا حمام منجاب . فدخلت الدار ودخل وراءها ، فلما علمت بالأمر أظهرت له البشرى والفرح . وقالت : يصلح أن يكون معنا ما يطيب به عيشنا وتقر به عيوننا ، فخرج وتركها في الدار ولم يغلقها ، فأخذ ما يصلح ورجع فوجدها قد خرجت وذهبت ، فهام الرجل وأكثر الذكر لها ، وجعل يمشي فيالطريق وهو يقول : يا رب قائلة يومًا وقد تعبت كيف الطريق إلى حمام منجاب فبينما هو يومًا يقول ذلك ، أجابته جارية من طاق : هلا جعلت سريعًا إذ ظفرت بها حرزًا على الدار أو قفلًا على البابِ فازداد هيمانه بها ، حتى حضرته الوفاة ، فكان آخر كلامه من الدنيا هذا البيت ولم ينطق بالشهادة . وذكر الحافظ ابن كثير - رحمه الله - في حوادث سنة ثمان وسبعين ومائتين ما يلي : ( وفيها توفي عبده بن عبد الرحيم - قبحه الله - ) ذكر ابن الجوزي أن : هذا الشقي كان من المجاهدين كثيرًا في بلاد الروم . فلما كان في بعض الغزوات ، والمسلمون يحاصرون بلدة من بلاد الروم ، إذ نظر إلى امرأة من نساء الروم في ذلك الحصن ، فهويها ، فراسلها : ما السبيل إلى الوصول إليكِ ؟ فقالت : أن تتنصر وتصعد إليَّ ، فأجابها إلى ذلك . فما راع المسلمين إلا وهو عندها ، فاغتم المسلمون بسبب ذلك غمًا شديدًا ، وشق عليهم مشقة عظيمة ، فلما كان بعد مدة مروا عليه وهو مع تلك المرأة في ذلك الحصن ، فقالوا : يا فلان ما فعل قرآنك ؟ ما فعل علمك ؟ ما فعل صيامك ؟ ما فعل جهادك ؟ ما فعلت صلاتك ؟ فقال : اعلموا أني أُنسيت القرآنَ كله إلا قوله : { رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ (2) ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (3) } [ الحجر : 2 - 3 ] وقد صار لي فيهم مال وولد . هذه عزيزي الشاب ، نتيجة إتباع الشهوات والانسياق وراءها بلا ضابط ، نسأل الله لنا ولك العافية وحسن الخاتمة . ضعف الثقة بالنفس : وهذا نلمسه في الكثير من الشباب أسارى الشهوات ، وخاصة من ممارسي العادة السرية ، التي لها أثر عجيب في القضاء على الثقة بالنفس ، وهذا ليس بعجيب ؛ فالانغماس في الشهوة يدمر نفسية الشاب ؛ لأنه يظهره دائمًا بمظهر الضعيف أمام نزواته التي لا يستطيع أن يتحكم فيها . خاصة عندما يقارن نفسه بأشخاص في دائرة معرفته لا يلقون بالًا لهذه المشكلة ؛ فيرى أنه شخص ضعيف بالمقارنة بأمثال هؤلاء ، وتكون المصيبة أعظم إذا كان الشاب من الملتزمين أو من الدعاة ؛ فعندها يشعر بالنفاق لأنه ينهى الناس عن أمر ويأتيه هو . وكما يقول الشاعر : لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم ولعل إضعاف ثقتك بنفسك ؛ هو ما يريده منك الشيطان أن تشعر به ؛ لأنك بذلك لن تقوى على محاربته ، وستكون الغلبة له ولحزبه ، فانتبه لما يريد أن يوقعك فيه الشيطان . قد هيئوك لأمر لو فطنت له فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل هذا بالإضافة إلى الذل الذي تورثه المعصية ، والذي يؤدي إلى إضعاف الثقة بالنفس . كما يقول الإمام ابن القيم - رحمه الله -: ( إن المعصية تورث الذل ولا بد ، فإن العز كل العز في طاعة الله تعالى ) قال - سبحانه - : { مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ } [ فاطر : 10 ] أي : فليطلبها بطاعة الله ؛ فإنه لا يجدها إلا في طاعته . قال الحسن البصري : (إنهم وإن طقطقت بهم البغال ، وهملجت بهم البراذين ؛ فإن ذل المعصية لا يفارق قلوبهم ، أبى الله إلا أن يذل من عصاه ) وقال عبد الله بن المبارك : رأيتُ الذُّنوبَ تميتُ القلوبَ وتَركُ الذُّنوبِ حياةُ القلوبِ وقدْ يُورِثُ الذُّلَّ إدمانُهــــــا وخيرٌ لنفسِكَ عصيــــــانُها وأخيرًا ، عزيزي الشاب : 1- انتشار الزنا والزواج العرفي . 2- الأمراض 3- زيادة الشهوة . 4- الحرمان من المتعة الحلال . 5- ضعف الصلة بالله - عز وجل - . 6- سوء الخاتمة . 7- ضعف الثقة بالنفس . هذه هي نهاية طريق الشهوة ؛ فهل يستحق الأمر منك كل هذه المعاناة ؟ |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |