![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#2
|
|||
|
|||
![]() المشقة تجلب التيسير: من المعلوم أن شرع الله عز وجل يهدف إلى تحقيق السعادة المطلقة للإنسان ، في كلٍّ مِن دنياه وآخرته ، ولذلك جاء بالتيسير على العباد ورفع الحرج عنهم . قال الله تعالى : } يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ} [ البقرة : 185] وقال : } وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ { [ الحج : 78 ] وقال صلى الله عليه وسلم : ( يَسِّرُوا ولا تُعَسِّرُوا ، وبَشِّرُوا ولا تُنَفِّرُوا ، وتَطَاوَعَا ولا تَخْتَلِفا ) الراوي : أبو موسى الأشعري عبدالله بن قيس – المحدث : الألباني المصدر : صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم : 8087 خلاصة حكم المحدث : صحيح حدود المشقة التي تستدعي التيسير : فهناك نوع من المشقة ملازم للتكاليف الشرعية ، لا تنفك عنه في حال من أحوالها ، لأنه من طبيعة التكليف ، فمثل هذا النوع من المشقة لا أثر له في إسقاط الواجبات أو تخفيفها . فليس لأحد أن يُفْطر في رمضان لشعوره بشدة الجوع ، كما أنه ليس لأحد قَدَرَ على نفقات الحج ، وهو صحيح البدن ، أن لا يحج ، لما في الحج من مشقة السفر والبعد عن الأهل والوطن !! وهناك نوع من مشقة ليس من طبيعة التكليف ، ويمكن أن تنفك عنه الواجبات في كثير من أحوالها ، بل هو من الأمور الطارئة والعارضة ، والزائدة عن القدر الذي تقتضيه التكاليف في الظروف العادية ، وهذا النوع من المشقة على مرتين : المرتبة الأولى : توقع المكلف في عسر وضيق خفيفين ، كالسفر القصير والمرض الخفيف وفوات المنافع المادية ، فمثل هذه المشقة لا أثر لها أيضاً في التزام الواجبات . المرتبة الثانية : مشقة زائدة ، تهدد المكلف بخطر في نفسه أو ماله أو عرضه ، كمن قدر على الحج مثلاً ، وعلم أن في الطريق قطاع طرق ، أو خاف من إنسان يترقب غيابه ليسرق ماله أو يعتدي على أهله ، ونحو ذلك ، مما يعتبر حرجاً وضيقاً ، في عرف ذوي العقل والدين. فمثل هذه المشقة هي المعتبرة شرعاً ، وهي التي تؤثر في التكاليف، وتوجب الإسقاط أحياناً أو التخفيف . التشديد في اجتناب المنهيات واستئصال جذور الفساد : يسعى شرع الله عز وجل دائماً للحيلولة دون وقوع الشر ، أو بزوغ بذور الفساد ، ولذا نجد الاهتمام بأمر المنهيات ربما كان أبلغ من الاهتمام بالمأمورات ، ولا يعني ذلك التساهل بالمأمورات ، وإنما التشديد في اجتناب المنهيات عامة ، والمحرمات على وجه الخصوص ، لأن نهي الشارع الحكيم لم يَرِد إلا لما في المنهي عنه من فساد أكيد وضرر محتم ، ولذا لم يُعْذَر أحد بارتكاب شيء من المحرمات ، إلا حال الضرورة الملجِئة والحاجة المُلِحَّة ، على ما قد علمت . ومن هنا يتبين خطأ مسلك الكثير من المسلمين ، لا سيما في هذه الأزمنة، التي شاع فيها التناقض في حياة الناس ، عندما تجدهم يحرصون على فعل الطاعة والواجب ، وربما تشددوا في التزام المندوب والمستحب ، بينما تجدهم يتساهلون في المنهيات ، وربما قارفوا الكثير من المحرمات ، فنجد الصائم يتعامل بالربا ، والحاجّة المزكية تخرج سافرة متبرجة ، متعذرين بمسايرة الزمن وموافقة الركب . وهذا خلاف ما تقرر في شرع الله الحكيم ، من أن أصل العبادة اجتناب ما حرم الله عز وجل ، وطريق النجاة مجاهدة النفس والهوى ، وحملها على ترك المنهيات ، وأن ثواب ذلك يفوق الكثير من ثواب فعل الواجبات . فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( اتَّقِ المحارمَ تَكن أعبدَ النَّاسِ ) صحيح الترمذي وهذه عائشة رضي الله عنها تقول : من سَّره أن يَسبِقَ الدائب المجتهد فليَكُفّ عن الذنوب . وهذا عمر ابن الخطاب رضي الله عنه يُسأل عن قوم يشتهون المعصية ولا يعملون بها ، فيقول : أولئك قوم امتحن الله قلوبهم للتقوى ، لهم مغفرة وأجر عظيم . وقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى : ليست التقوى قيام الليل وصيام النهار والتخليط فيما بين ذلك ، ولكن التقوى أداء ما افترض الله وترك ما حرم الله ، فإن كان مع ذلك عمل فهو خير إلى خير . من أسباب هلاك الأمم : لقد بين الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه ، أن من أسباب هلاك الأمم وشق عصاها وتلاشي قوتها واستحقاقها عذاب الاستئصال - أحياناً – أمرين اثنين هما : - كثرة السؤال والتكلف فيه ، - والاختلاف في الأمور وعدم التزام شرع الله عز وجل . لقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه عامة أن يكثروا عليه من الأسئلة ، خشية أن يكون ذلك سبباً في إثقالهم بالتكاليف ، وسداً لباب التنَطُّع والتكلف والاشتغال بما لا يعني ، والسؤال عما لا نفع فيه إن لم تكن مضرة . روى البخاري عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن قيل وقال ، وكثرة السؤال ، وإضاعة المال . قال صلى الله عليه و سلم : ( إنَّ اللَّهَ حرَّمَ عليكم عقوقَ الأمَّهاتِ ، ومنعًا وَهاتِ ، ووأدَ البناتِ وَكرِه لَكم : قيلَ وقالَ ، وَكثرةَ السُّؤالِ ، وإضاعةَ المالِ ) الراوي : المغيرة بن شعبة – المحدث : البخاري – المصدر : صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم : 5975 خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ] |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |