![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#4
|
|||
|
|||
![]() ومن جهة أخرى ، فإن صيغة المضارع في هذا المقام ، تُنْبِىءُ عمَّا كان ، و تُومِىءُ إلى ما يكون بالنسبة لخلق الله تعالى المستمر في المستقبل ؛ كما كان في الماضي . ولكن هذا الذي قرَّروه - وإن كان يبدو لأول وهلة قولاً صحيحًا – هو خلافُ الظاهر، ويأباه نظم الكلام و معناه . وبيانه : أن قول الله تعالى للشيء { كُنْ } لا يقتضي وقوع ذلك الشيء في الحال ؛ إذ قد يكون الأمر موقوتًا بوقت، أو يكون متعلقًا بأسباب لا بدَّ أن يقترن حدوثه بها. وهذه الأسباب لا متعلَّق لها بقدرة الله ؛ و إنما مُتعلَّقُها بالشيء ذاته الذي دعته القدرة إلى الظهور، والذي قضت حكمة الله ألَّا يظهر ؛ إلا بعد أن يستكمل أسبابه المقترنة به، وهذا ما يشير إليه قول الله تبارك وتعالى : { إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } [ يس : 82 ]. وذلك الشيء المراد معلومٌ قبل إبداعه، وقبل توجيه هذا الخطاب إليه. وبذلك كان مُقدَّرًا مَقضِيًّا ؛ فإن الله سبحانه يقول، ويكتب ممَّا يعلمه ما شاء ؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحة عن عبد الله بن عمر: ( إن الله قدَّر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء ). وفي صحيح البخاري عن عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : ( كان الله ، ولم يكن شيء قبله، وكان عرشه على الماء ، ثم خلق السماوات والأرض وكتب في الذكر كل شيء ). و في سنن أبي داود ، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: ( إن أول ما خلق الله القلم، فقال له: اكتب. قال : رب وماذا أكتب ؟ قال : أكتب مقادير كل شئ حتى تقم الساعة ). إلى أمثال ذلك من النصوص التي تبيِّن أن المخلوق قبل أن يخلَق، كان مَعلومًا، مُخْبَرًا عنه ، مَكتوبًا فيه شيء، باعتبار وجوده العلمي الكلامي الكتابي، وإن كانت حقيقته التي هي وجوده العيني، ليس ثابتًا في الخارج ؛ بل هو عدمٌ مَحضٌ ، و نَفْيٌ صِرفٌ . و إذا كان كذلك ، كان الخطاب مُوَجَّهًا إلى من توجهت إليه الإرادة ، و تعلقت به القدرة و خُلِق ، ثم كُوِّن ؛ كما قال تعالى : { إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } [ النحل :40 ] . فالذي يُقال له : { كُنْ } هو الذي يُرادُ. وهو حين يُرادُ قبل أن يُخلَق، له ثُبوتٌ وتَميُّزٌ في العلم و التقدير . ولولا ذلك، لما تميَّز المُرَادُ المَخلوقُ من غيره . فثبت بذلك أن الله تعالى ، إذا أراد أن يْكوِّن شيئًا معلومًا لديه، توجَّه سبحانه إلى ذلك الشيء بالخطاب بقوله : { كُنْ }، { فَيَكُونُ }. أي: يوجد ذلك المُكَوَّنُ عَقِبَ التكوين ، لا مع ذلك في الزمان ؛ ولهذا أتى سبحانه بصيغة الاستقبال مسبوقة بفاء التعقيب. وكونُ الفاء للتعقيب يُوجِبُ أن يكون الثاني عَقِبَ الأول، لا معه . بقي أن تعلم أن ( الفاء ) تفيد التعقيبَ ، و التسبيبَ . فلو قيل : ( كن، فكان ) ، لم تدلَّ الفاء إلا على التسبيب ، وأن القول سببٌ للكون . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |