![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#2
|
|||
|
|||
![]() اخى المسلم
من نظر فى هذا الكون العجيب بعين الأعتبار رأى فيه من الدلائل الباهرة على حكمة الله العليا فى التقديم والتأخير، و الخفض و الرفع ، و الأعطاء و المنع ، و الاضرار و النفع و ما يحمله على الإيمان بوحدانيته فى الربوبيه و الألوهية و يدعوا إلى التسليم التام بأنه جل شأنه قد أحاط بكل شئ علما و أحصى كل شئ عددا ،و وضع كل شئ فى موضعه من غير خلل فى التقدير أو تفاوت فى الإبداع و التكوين فهو الذى أحسن كل شئ خلقه و هو الذى أعطى كل شئ خلقه ثم هدى و هو الذى يقدم ماحقه التقديم و يؤخر ماحقه التأخير و ذلك وفق علمه المحيط و ارادته النافذة وحكمته البالغة قال الحليمى لايجوز الدعاء بأحدهما دون الأخر و كلاهما ظاهر المعنى و هما من صفات الأفعال يرفع من يشاء و يخفض من يشاء و يعز من يشاء و يذل من يشاء و يقرب من يشاء و يبعد من يشاء فمن قدم نال المراتب العلى و من أخر فقد رد إلى السفلى هو المعطى لعوالى المراتب ، و المؤخر هو الدافع عن عوالى الرتب ، فقرب أنبيائه و أولياءه بتقريبه و هدايته ،و أخر أعداءه بإبعاده ، و ضرب الحجاب بينه و بينهم قدر المقادير قبل أن يخلق الخلق و قدم من أحب من أوليائه على عبيده ، و رفع الخلق بعضهم فوق بعض درجات قال الخطابى هو المنزل للأشياء منازلها ، يقدم ما يشاء منها ، و يؤخر ما يشاء قدر المقادير قبل أن يخلق الخلق و قدم من أحب من أوليائه على غيرهم من عبيده و رفع الخلق بعضهم فوق بعض درجات و قدر من شاء بالتوفيق إلى مقامات السابقين ، و أخر من شاء عن مراتبهم و ثبطهم عنها و أخر الشئ عن حين توقعه لعلمه بما فى عواقبه من الحكمة لا مقدم لما أخر و لا مؤخر لما قدم و أن الجمع بين هذين الأسمين الشريفين أحسن من التفرقة و أن الله سبحانه و تعالى قد قدم البعض بالشرف باعطاء العلم و الطاعة و التوفيق و جعل البعض مخذولا مؤخرا عن هذه الدرجات و رفع محمداً صلى الله عليه و سلم الى أعلى الدرجات و جعل أبا لهب فى أسفل الدُرِكات و بقدر علم الأنسان يستطيع أن يتعرف على حكمة الله فى الخلق و التصوير و التقديم و التاخير و لذا كان العلم هو الرائد للعقل دائما فى المعارف كلها فمن أوتى العلم فقد أوتى الحكمة ، و فى الحكمة الخير كله و أولو الألباب هم أصحاب العقول التى يتناهى إليها الفهم بواسطة العلم و التدبر الأمثل فى آيات الله القرآنية و اياته الكونية أخى المسلم أن هذين الأسمين المقدسين يرشدان كل من يريد الأخرة و يرجو رحمة ربه إلى وجوب التسليم بقضائه و قدره و الرضا بكل مايصيبه من نصب و وصب فى هذه الدنيا إيماناً منه بأن الله عز و جل إذا أخره فى شئ قدمه فى شئ أخر فاذا حرمه من نعمة من عليه بنعمة حرم منها غيره ، ليتحقق العدل بين الناس جميعا و ليتوفر كل واحد على خدمة الاخر و ابتغاء شئ يناله منه فيكون بعضهم خدما لبعض بالضروره فما من مخفوض فى جهة الا و هو مرفوع فى جهة اخرى اخى المسلم و مادام الله هو المقدم و المؤخر فلنتوجه اليه بقلوبنا فنحسن التوكل عليه و نسلم الأمر إليه و نقف عند حدنا بالأدب معه متمسكين بحبله المتين سائرين إليه على صراطه المستقيم أخذين فى أعتبارنا دائما أن ما أخطأنا لم يكن ليصيبنا و أن ما أصابنا لم يكن ليخطئنا و أن النصر مع الصبر و أن الفرج مع الكرب و أن مع العسر يسرا و من عرف أن المقدم و المؤخر هو الله تعالى لم يكن له أمان ، بسبب كثرة الطاعات ، و لا يئاس بسبب كثرة المعاصى و السيئات فرب أنسان كان فى الظاهر من المطرودين ثم ظهر أنه كان من المقربين و بالعكس قيل و الله أعلى و أعلم و أجًلّ =============== كان ببغداد رجل صالح أذن خمس عشرة سنة ثم صعد المنارة أى المئذنة فوقع بصره على نصرانية فعشقها ثم دخل عليها فأبت الا أن يشرب الخمر و يأكل الخنزير فلما سكر عدا خلفها فأنزلقت رجله و سقط من السطح و مات نعوذ بالله من سواء الخاتمة و تقديم المعصية و تأخير الطاعة |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |