![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#2
|
|||
|
|||
![]() معاشرَ المسلمين ، ثلاثةٌ و عشرون عامًا مِن الدعوة و الصبر و التعليم و الجهاد تقِف شامخةً على قمَّة الزمنِ و الحضارة و التأريخ ، لا تجِد فيها ساعةً أو خطوَة توصَف بالضياع أو الإهدارِ . أمّةَ الإسلام ، أحباب سيّدِ الأنام ، و مع كلِّ هذا الجلاء و البهاء في سيرةِ خير الورَى ، لا يزالُ أرباب النّفاق و مَردَة الكُفرِ و مُسوخ العولمة و التغريب ينشرون أباطيلَهم و حقدَهم عبرَ الحمَلات و الشبكات حِيالَ الجناب المحمدّيّ الأطهر و الهديِ المصطفويّ الأزهَر ، فيا وَيحهم ، يَرمون من أرسلَه الله رحمةً للعالمين بالقَسوة و الجفاء و الإرهابِ و الغِلظة و الشناءَة ، في رسومٍ ساخِرة و دِعايات سافِرة و حملات ماكِرة ، فالله حسبنا و حسيبُهم . و ما عُدَّتهم إلاّ الإفتراء و الزور، و قد علِموا يقينًا قاطعًا أنّ النبيَّ الأمّيَّ الهاشميّ القرشيّ صلوات ربي و سلامُه عليه قد جاء للبشريّة بأسمى الحقائِق و أزكى الآداب ، و أرقى النُّظُم و أجلى الشرائع ، و لكن [النمل:14] . الله أكبر ، [الكوثر:3] ، و لله درُّ حسّانَ رضي الله تعالى عنه : هجوتَ مباركًا برًّا حنيفًا أميـنَ الله شِيمتُه الوفاءُ فإنَّ أبي و والدَه و عِرضي لعِرضِ محمّدٍ منكم وقاء أمّةَ الإسلام في كلّ مكان ، و إذا كانَت المآسي تلفَح وجوهَنا في كلِّ شبرٍ و واد ، فإنّه لِزامًا على الأمّة و قد رضِيَت بالركون إلى هذه الدنيا ، و ضعُف حبلُ صِلَتِها بهذِه السّيرةِ الهادِية ، أن تَنثَنِي إلى السيرة النبوية في شمولٍ و عُمق و جِدٍّ و صِدق ، و أن تكونَ أشدَّ تعلُّقًا بنبيِّها و إستبصارًا و إعتبارًا ؛ لتنتشلَ نفسَها من العجزِ و التمزّق ، و الفِتن و الإنحدار التي مُنِيت بها في هذهِ الآونةِ المتأخرة ، و لْتعلِنها مدوّيَة خفّاقةً أنّ السيرة النبويّةَ و المناقب المحمّديّة على صاحبها أزكَى صلاة و سلامٍ ، هي مناط العِزّ و النصر الذي سوف يعرُج بالأمة إلى مراتب السّؤدَد و التمكين ، وهي التي تقضِي على جدلٍ كلِّ عنيد و خداع كلِّ ماكر و نفاق كلِّ دعِيّ ، و هي الحجّة القاطعة لدحرِ المتهجمين على أصولِ الشريعة و أحكامها مِن قليلِي البصيرة و سُفَهاء الأحلام . السيرةُ النبويّة ـ يرعاكم الله ـ هي الشمسُ الساطعة التي تربَّى عليها الأجيالُ بمنهج الوسَطِ و الإعتدال بعدَ أن تلقَّفَتهم الغرائز و الشهوات في الإعلام و الفضائيّات ، و طوَّقتهم الشّبهات في الشبكاتٍ و المنتدَيَات ، حتى جفَّت في قلوبهم ينابيعُ الحبِّ المورِقِ لنبيِّهم يا أمّة الحبيب المصطفى في أكملِ معانيه و أحكمِ مبانيه إلاّ إذا كانت لُحمتُه الاتِّباعَ و الإقتداء ، و وسيلته العمل و الاهتداء . ألا فاتقوا الله عباد الله، و تحلًوا بشمائل نبيِّكم و تزيَّنوا بمناقبِه و آدابِه ، و تمثَّلوا هديَه ، و ترسَّموا سنّتَه ، و عَضّوا عليها بالنواجذ ، تغنَموا و تنعَموا و تسودوا و تقودوا . [يوسف:21] . أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، يُحْبِبْكُمُ اللَّهُوَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْوَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَوَالرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الكَافِرِينَ [آل عمران:31، 32] . بارك الله لي و لكم في الوَحيين ، و نفعني و إيّاكم بهدي سيِّد الثقلين ، أقول قولي هذا ، و أستغفر الله العظيم الجليل لي و لكم و لسائرِ المسلمين من كلّ ذنبٍ ، فأستغفروه و توبوا إليه ؛ إنه كان توّابًا . الحمد لله جعَلنا من خيرِ أمّة أخرِجت للناس ، سبحانه و بحمدِه خصَّنا بشريعةٍ لا يعيبها عِوَج و لا إلتباس ، و أشهد أن لا إلهَ إلا الله وحده لا شريك له هو المجير من فِتَن الدّنيا و الأرجاس ، و أشهد أن سيدنا و نبينا محمدًا عبد الله و رسوله أفضل من قادَ و ساس ، و خيرُ من سقانا بسيرتِه السنيّة أروى كاس ، صلى الله و سلم و بارك عليه و على آلِه و صحبه الصّفوةِ من كل الملا و الناس ، و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يومِ الدين . أمّـــا بعـــد : فأتقوا الله عباد الله ، و أعلَموا أنَّ من مقتضَى محبّة رسول الله و صَحبه الأخيار المهاجرين منهم و الأنصار ، و وُدَّ أهل بيته الطيّبين الطاهرين و زَوجاته الطاهرات أمّهات المؤمنين و صحابَتِه الغرِّ الميامين ، فلَيس في الأمّة كالصحابة في الفضلِ و المعروف ؛ أبرُّ الناس إيمانًا ، و أهدَاهم قلوبًا ، و أجفَاهم للهِ جنوبًا ، أنتَهَوا في محبَّتِهم لخير البريّة إلى تفديَتِه بالآباء و الأمّهات ، و إلى أعالي الدّرجات و سامي الغايات التي تمتنِع إلاّ على النفوسِ المشرقة باليقين . فمن أحبَّهم و أثنى عليهم برِئ من النّفاق و كان له من منازل الإيمان على قدرِ محبّتِه لهم و الاقتداء بهم ، يقول سبحانه : [الفتح:18] . و في صحيحِ الخبَر عن سيِّد البشَر في بيان حقِّهم و عظيمِ قدرِهم : (( لا يحبُّهم إلا مؤمِن ، و لا يبغِضهم إلاّ منافق ، و من أحبَّهم أحبَّه الله ، و من أبغضَهم أبغضه الله )) . رضي الله عنهم و أرضاهم ، فهم ـ و ايمُ الله ـ لا يذكَرُون إلاّ بالجميل ، و مَن ذكرهم بغير الجميل فهو على غير سّبيل المؤمنين . و ختامًا، فلتعلَموا ـ يرعاكم الله ـ أنّ من أحبَّ شيئًا أجراه دومًا على لسانه و مكَّنه من سويداء جنانه . ألا فأكثِروا ـ يرحمكم الله ـ من الصلاة و السلامِ على الحبيب رسولِ الله كما أمركم بذلك ربّكم جلّ في علاه ، فقال تعالى قولاً كريمًا : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56] ، و قال عليه الصلاة و السلام فيما أخرجه مسلم في صحيحه : (( مَن صلّى عليّ صلاة واحدة صلّى الله عليه بها عشرًا )) . اللّهمّ فاجز عنّا نبيّنا محمّدًا و أتمَّه و أبهاه ، و صلِّ عليه صلاةً تكون له رِضاءً ، و لحقِّه أداءً ، و لفضلِه كِفاء ، و لعظمته لِقاء ، يا خيرَ مسؤول و أكرمَ مأمول . اللّهمّ إنّا نسألك حبَّك ، و حبَّ رسولك محمّد اللهم اجعل حبَّك و حبَّ رسولك اللهم أعزَّ الإسلام و المسلمين ... ثم باقى الدعاء
اللهم أستجب لنا إنك أنت السميع العليم و تب علينا إنك أنت التواب الرحيم اللهم أميـــــن أنتهت |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |