![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() من :الأخت /هند أدهم ايمانيات 27 خُلق يرفع قَدرك .. خلق الاعتذار ، الذي صار بين الناس شينة ، وأصبح حامله يوسم بالضعف والخوف ، بعد أن كان شيمة ونبلا ، ودليلا على القدرة والشهامة . وحديثي عن هذا الخلق لن يفهمه إلا أصحاب النفوس الكبيرة ، الباحثون خلف راقي الأخلاق وكريم الصفات وسديد السلوكيات . فالاعتذار قيمة كبيرة , وخلق نبيل قويم , ودليل على العلم والثقافة والفهم والأدب والرفعة وعلو القدر, فلا يعتذر إلا الأدباء الفقهاء أهل الأخلاق والذوق , وإنما يهمله ويقصر فيه المتكبرون والجهال . وهو فعل الفضلاء قدرا ومكانة , فالسافلون واسقاط المتاع من الناس لا يأبهون بمن آلموهم أو آذوهم أو أخطؤوا في حقوقهم وتعدو عليهم . و الاعتذار ليس مجرد قول باللسان , بل هو سلوك , وتصحيح للأخطاء , ورتق للفتق , وجبر للكسر بقدر الاستطاعة , أما مجرد الكلام بالاعتذار فهو غير مجد في كثير من الأحيان وغير شاف لآلام الأخطاء . وأحق الناس بالاعتذار كبار القوم إذا أخطؤوا وقادتهم إذا زلوا , وعلماؤهم إذا غفلوا , ودعاتهم إذا قصروا , والعائلون إذا كسلوا أو فرطوا , فهؤلاء يكون اعتذارهم نشر للفضيلة وتقويم للمسيرة . والاعتذار إقرار بالخطأ , ومن ثم فهو يحتاج صدقا مع النفس , ومجابهة شجاعة مع الذات , يراجع المرء فيها ذاته وسلوكياته , فيعرف سلبياته ونواقصه وامراضه , ومن ثم يعرف ما أخطأ فيه . كما أنه يحتاج معرفة للحقوق والواجبات من نفسه للآخرين ومن الآخرين عليه , فلا يتصور نفسه دائما موضعا لآداء الحقوق , غافلا عن واجباته , وإنما يوازن بين ماله وما عليه , بل ويقدم ما عليه على ما له . فمن أخطأ في حق الوالدين لزمه معرفة حقوقهما عليه حتى يقدر قدر الخطأ , وكذا القول في حق الصديق والجار والزوجة وغيره , ومن ثم يعلم أهمية الاعتذار والاعتذار حق للناس علينا إن نحن أخطأنا معهم , إذ بالخطأ نضع أنفسنا موضع الظالم ونضع الناس موضع المظلوم , وقد يكون ذلك الخطأ مؤثرا آثارا سلبية على نفوس الناس أو علاقاتهم أو معاشهم وارزاقهم , فلا يظنن أحد أن الاعتذار هو مجرد تفضل منه , أو أنه مجرد ذوق وأدب عابر .. والاعتذار لا ينقص من منزلة المرء ولا يهز مقامه , وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كان يظن أنه لا ضرورة لتأبير النخل أشار بعدم تأبيرها. ثم قال بعد ذلك: "إن كان ينفعهم ذلك فليصنعوه، فإني إنما ظننت ظنًا، فلا تؤاخذوني بالظن" رواه مسلم . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |