![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() الأخت / الملكة نــــــــور { فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ } محمد إسماعيل عتوك قال الله تبارك وتعالى : { فَلَمَّا أَسْلَمَا وَ تَلَّهُ لِلْجَبِينِ و َنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ } (الصافات:103- 105) . للنحاة والمفسرين في جواب { فَلَمَّا } قولان : أحدهما : أنه مذكور في الكلام . و الثاني أنه محذوف .. فأما الذين قالوا : إنه مذكور فقد اختلفوا على قولين : أحدهما : أن الجواب هو قوله تعالى : { وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ } و الواو زائدة و هذا القول نسبه العكبري و أبو حيان إلى بعض الكوفيين ، و إليه أشار الدكتور فضل حسن عباس . و ثانيهما : أن الجواب هو قوله تعالى : { وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ } و إلى هذا ذهب الفرَّاء شيخ الكوفيين ، و حجته أن العرب تدخل الواو في جواب﴿ فَلَمَّا ﴾ ، و ﴿ حتى إذا ﴾ ، و تلقيها. و تابع الفراءَ فيما ذهب إليه الإمامُ الطبري ، و ردد كلامه دون زيادة ، أو نقصان . و على هذا القول جمهور الكوفيين ، و كثير من المعاصرين . و أما الذين قالوا : إن جواب ﴿ فَلَمَّا ﴾ محذوف فحجتهم أن الواو من حروف المعاني ، و لا يجوز أن تزاد . وعلى هذا القول جمهور البصريين ، و من تبعهم من المتأخرين . و تقدير الكلام عندهم : { فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ } سعدا و أجزل لهما الثواب { وَ نَادَيْنَاهُ } .. وقدر الزمخشري الجواب بعد قوله : { و َنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ } فقال : فإن قلت : أين جواب( لما ) ؟ قلت : هو محذوف ، تقديره : فلما أسلما و تله للجبين و ناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا كان ما كان مما تنطق به الحال ، و لا يحيط به الوصف من استبشارهما ، واغتباطهما ، و حمدهما لله ، و شكرهما على ما أنعم به عليهما من دفع البلاء العظيم بعد حلوله . و نقل الرازي عن البصريين قولهم : [ و حذف الجواب ليس بغريب في القرآن . والفائدة فيه أنه إذا كان محذوفًا ، كان أعظم و أفخم ] و من الغريب أن نجد العكبري يقدر الجواب بقوله : ( نادته الملائكة ) محذوفًا ، و يرفض أن يكون الجواب : ( و ناديناه ) مذكورًا ؛ لأن القاعدة النحوية تمنع من ارتباط جواب ( لمَّا ) بالواو . و لهذا نجدهم يلوون عنق الآية الكريمة ، و يخضعونها للقاعدة النحوية ، و الذي ينبغي أن يكون هو العكس تمامًا . و لست أدري كيف يستسيغ عاقل أن يقال في تأويل الآية الكريمة : فلما أسلما و تلَّه للجبين - نادته الملائكة – و ناديناه أن يا إبراهيم ! مع أن المعنى أوضح من أن يحتاج في بيانه إلى مثل هذا التأويل . و من المعاصرين الذين اختاروا القول بحذف الجواب الدكتور فضل حسن عباس ، فقال في كتابه ( لطائف المنان و روائع البيان في دعوى الزيادة في القرآن ) : قالوا : الواو زائدة ، و التقدير : فلما أسلما ، تلَّه للجبين . و ليس الأمر كذلك ، فليس قوله تعالى : ﴿ تَلَّهُ ﴾ جواب ﴿ فَلَمَّا ﴾ ؛ بل الجواب محذوف ، و التقدير : فلما أسلما ، و تلَّه للجبين ، وباشر إبراهيم ذبح ابنه ، ( أجزل لهما في الثواب ) . أو ( أكرمهما بالرحمة ) . أو ( مَنَّ الله عليهما بنعمة الفداء ) .. و أنت إذا تأملت الآية جيدًا ، وتدبرت معناها حق التدبر، تبين لك أن كل ما قيل فيها ليس بشيء ؛ لأن المعنى المراد منها ليس على ما ذكروا ، بل المراد هو : أن إبراهيم و ابنه - عليهما السلام - لما فوَّضا أمرهما إلى لله تعالى ، و امتثلا لأمره سبحانه بأن رضي الأول بذبح ابنه ، و رضي الثاني بأن يذبح ، و صرعه والده على جبينه ، أو كبَّه على وجهه ، وهمَّ بذبحه ، تصديقًا للرؤيا ، ناداه ربه عز و جل بقوله : { أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا } فتوقف إبراهيم - عليه السلام - عن الذبح ، والتفت وراءه ، فإذا بذبح عظيم أرسله الله تعالى فداء لإسماعيل عليه السلام . وإلى ذلك الإشارة بقوله تعالى : { وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ } (الصافات:107) . و هذا ما جاء في التفسير ، فقد جاء فيه : لما أضجعه للذبح ، نوديَ من الجبل : أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا وعليه يكون قوله تعالى : ﴿ و َنَادَيْنَاهُ ﴾جوابًا لقوله : { فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ } و تكون الواو رابطة لجواب ﴿ فَلَمَّا ﴾بشرطها . و إنما جيء بها – هنا – دون غيرها من أدوات الربط ؛ لما فيها من معنى الجمع ، الذي لا يفارقها ، فدلت على أن الجواب قد وقع مع وقوع الشرط في وقت واحد . و لولا وجود هذه الواو في الكلام ، لتمَّ ذبح إبراهيم - عليه السلام - لابنه بعد أن صرعه على جبينه ، و لم ينفعه النداء شيئًا . و هكذا يتبين لنا أن الله تعالى ، لما أراد أن يوقف هذا الذبح ، ويمنع وقوعه ، قرن نداءه لإبراهيم - عليه السلام - بهذه الواو ، التي قال البعض فيها : إنها زائدة ، و قال البعض الآخر : إنها عاطفة ، و الجواب محذوف ، و عدوا حذفه من بلاغة القرآن و إعجازه ، و لم يدروا أن سرَّ الإعجاز في إدخال هذه الواو على جواب ﴿ فَلَمَّا ﴾ .. و من يعرف جوهر الكلام ، و يدرك أسرار البيان ، يتبين له أن ما قلناه في هذه الواو هو الحق . و الله تعالى أعلم بأسرار بيانه ، و له الحمد و المنَّة ، وسلام على إبراهيم !!! |
|
|
![]() |