صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة

 
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 04-06-2013, 09:24 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي { فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ }

الأخت / الملكة نــــــــور




{ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ }

محمد إسماعيل عتوك



قال الله تبارك وتعالى :


{ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَ تَلَّهُ لِلْجَبِينِ و َنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا

إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ }

(الصافات:103- 105) .


للنحاة والمفسرين في جواب { فَلَمَّا } قولان :

أحدهما : أنه مذكور في الكلام .

و الثاني أنه محذوف ..

فأما الذين قالوا : إنه مذكور فقد اختلفوا على قولين :

أحدهما : أن الجواب هو قوله تعالى :


{ وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ }

و الواو زائدة و هذا القول نسبه العكبري و أبو حيان إلى بعض الكوفيين ،

و إليه أشار الدكتور فضل حسن عباس .


و ثانيهما : أن الجواب هو قوله تعالى :


{ وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ }

و إلى هذا ذهب الفرَّاء شيخ الكوفيين ، و حجته أن العرب تدخل الواو

في جواب﴿ فَلَمَّا ﴾ ، و ﴿ حتى إذا ﴾ ، و تلقيها. و تابع الفراءَ فيما ذهب إليه

الإمامُ الطبري ، و ردد كلامه دون زيادة ، أو نقصان .

و على هذا القول جمهور الكوفيين ، و كثير من المعاصرين .

و أما الذين قالوا : إن جواب ﴿ فَلَمَّا ﴾ محذوف فحجتهم أن الواو من

حروف المعاني ، و لا يجوز أن تزاد . وعلى هذا القول جمهور البصريين ،

و من تبعهم من المتأخرين . و تقدير الكلام عندهم :


{ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ }

سعدا و أجزل لهما الثواب { وَ نَادَيْنَاهُ } ..


وقدر الزمخشري الجواب بعد قوله :


{ و َنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ }

فقال : فإن قلت : أين جواب( لما ) ؟

قلت : هو محذوف ،

تقديره : فلما أسلما و تله للجبين و ناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا

كان ما كان مما تنطق به الحال ، و لا يحيط به الوصف من استبشارهما ،

واغتباطهما ، و حمدهما لله ، و شكرهما على ما أنعم به عليهما من

دفع البلاء العظيم بعد حلوله .


و نقل الرازي عن البصريين قولهم :


[ و حذف الجواب ليس بغريب في القرآن .

والفائدة فيه أنه إذا كان محذوفًا ، كان أعظم و أفخم ]


و من الغريب أن نجد العكبري يقدر الجواب بقوله : ( نادته الملائكة )

محذوفًا ، و يرفض أن يكون الجواب : ( و ناديناه ) مذكورًا ؛

لأن القاعدة النحوية تمنع من ارتباط جواب ( لمَّا ) بالواو .

و لهذا نجدهم يلوون عنق الآية الكريمة ، و يخضعونها للقاعدة النحوية ،

و الذي ينبغي أن يكون هو العكس تمامًا .


و لست أدري كيف يستسيغ عاقل أن يقال في تأويل الآية الكريمة :

فلما أسلما و تلَّه للجبين - نادته الملائكة – و ناديناه أن يا إبراهيم !

مع أن المعنى أوضح من أن يحتاج في بيانه إلى مثل هذا التأويل .


و من المعاصرين الذين اختاروا القول بحذف الجواب

الدكتور فضل حسن عباس ، فقال في كتابه

( لطائف المنان و روائع البيان في دعوى الزيادة في القرآن ) :

قالوا : الواو زائدة ، و التقدير : فلما أسلما ، تلَّه للجبين .

و ليس الأمر كذلك ، فليس قوله تعالى : ﴿ تَلَّهُ ﴾ جواب ﴿ فَلَمَّا ﴾ ؛

بل الجواب محذوف ، و التقدير : فلما أسلما ، و تلَّه للجبين ،

وباشر إبراهيم ذبح ابنه ، ( أجزل لهما في الثواب ) .

أو ( أكرمهما بالرحمة ) . أو ( مَنَّ الله عليهما بنعمة الفداء ) ..


و أنت إذا تأملت الآية جيدًا ، وتدبرت معناها حق التدبر، تبين لك أن كل

ما قيل فيها ليس بشيء ؛ لأن المعنى المراد منها ليس على ما ذكروا ،

بل المراد هو : أن إبراهيم و ابنه - عليهما السلام - لما فوَّضا أمرهما

إلى لله تعالى ، و امتثلا لأمره سبحانه بأن رضي الأول بذبح ابنه ،

و رضي الثاني بأن يذبح ، و صرعه والده على جبينه ، أو كبَّه على وجهه ،

وهمَّ بذبحه ، تصديقًا للرؤيا ، ناداه ربه عز و جل بقوله :


{ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا }


فتوقف إبراهيم - عليه السلام - عن الذبح ، والتفت وراءه ،

فإذا بذبح عظيم أرسله الله تعالى فداء لإسماعيل عليه السلام .

وإلى ذلك الإشارة بقوله تعالى :


{ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ }

(الصافات:107) .


و هذا ما جاء في التفسير ، فقد جاء فيه :

لما أضجعه للذبح ، نوديَ من الجبل : أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا

وعليه يكون قوله تعالى : ﴿ و َنَادَيْنَاهُ ﴾جوابًا لقوله :


{ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ }

و تكون الواو رابطة لجواب ﴿ فَلَمَّا ﴾بشرطها . و إنما جيء بها – هنا –

دون غيرها من أدوات الربط ؛ لما فيها من معنى الجمع ، الذي لا يفارقها ،

فدلت على أن الجواب قد وقع مع وقوع الشرط في وقت واحد .

و لولا وجود هذه الواو في الكلام ، لتمَّ ذبح إبراهيم - عليه السلام - لابنه

بعد أن صرعه على جبينه ، و لم ينفعه النداء شيئًا .


و هكذا يتبين لنا أن الله تعالى ، لما أراد أن يوقف هذا الذبح ،

ويمنع وقوعه ، قرن نداءه لإبراهيم - عليه السلام - بهذه الواو ،

التي قال البعض فيها : إنها زائدة ، و قال البعض الآخر : إنها عاطفة ،

و الجواب محذوف ، و عدوا حذفه من بلاغة القرآن و إعجازه ،

و لم يدروا أن سرَّ الإعجاز في إدخال هذه الواو على جواب ﴿ فَلَمَّا ﴾ ..

و من يعرف جوهر الكلام ، و يدرك أسرار البيان ، يتبين له أن ما قلناه

في هذه الواو هو الحق . و الله تعالى أعلم بأسرار بيانه ،
و له الحمد و المنَّة ، وسلام على إبراهيم !!!
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات