![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() الأخ الزميل / فاخر الكيالى أعلام المسلمين رأى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رؤيا ، فقام من نومه يردد : مَنْ هذا الأشجُّ من بني أمية ، ومِنْ ولد عمر يُسَمى عمر ، يسير بسيرة عمر ويملأ الأرض عدلاً . ومرت الأيام ، وتحققت رؤيا أمير المؤمنين ، ففي منطقة حلوان بمصر حيث يعيش وإلى مصر عبد العزيز بن مروان وزوجته ليلى بنت عاصم بن عمر بن الخطاب وُلِد عمر بن عبد العزيز سنة 61هـ ، وعني والده بتربيته تربية صالحة ، وعلَّمه القراءة والكتابة ، لكن عمر رغب أن يغادر مصر إلى المدينة ليأخذ منها العلم ، فاستجاب عبد العزيز بن مروان لرغبة ولده وأرسله إلى واحد من كبار علماء المدينة وصالحيها وهو (صالح بن كيسان) . حفظ عمر بن عبد العزيز القرآن الكريم ، وظهرت عليه علامات الورع وأمارات التقوى ، حتى قال عنه معلِّمه صالح بن كيسان : ما خَبَرْتُ أحدًا -الله أعظم في صدره- من هذا الغلام ، وقد فاجأته أمه ذات يوم وهو يبكي في حجرته ، فسألته : ماذا حدث لك يا عمر ؟ فأجاب : لا شيء يا أماه إنما ذكرتُ الموت ، فبكت أمه . وكان معجبًا إعجابًا شديدًا بعبد الله بن عمر -رضي الله عنه- وكان دائمًا يقول لأمه : تعرفين يا أماه لأكونن مثل خالي عبد الله بن عمر ، ولم تكن هذه الأشياء وحدها هي التي تُنبئ بأن هذا الطفل الصغير سيكون علمًا من أعلام الإسلام ، بل كانت هناك علامات أخرى تؤكد ذلك ، فقد دخل عمر بن العزيز إلى إصطبل أبيه ، فضربه فرس فشجَّه (أصابه في رأسه) فجعل أبوه يمسح الدم عنه ، ويقول : إن كنتَ أشجَّ بني أمية إنك إذن لسعيد . وكان عمر نحيف الجسم أبيض الوجه حسن اللحية ، وتمضي الأيام والسنون ليصبح عمر بن عبد العزيز شابًّا فتيًّا ، يعيش عيشة هنيئة يلبس أغلى الثياب ، ويتعطر بأفضل العطور ، ويركب أحسن الخيول وأمهرها ، فقد ورث عمر عن أبيه الكثير من الأموال والمتاع والدواب ، وبلغ إيراده السنوي ما يزيد على الأربعين ألف دينار، وزوَّجه الخليفة عبد الملك بن مروان ابنته فاطمة ، وكان عمر -رضي الله عنه- وقتها في سن العشرين من عمره ، فازداد غِنًى وثراءً . ولما بلغ عمر بن عبد العزيز الخامسة والعشرين ، اختاره الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك ليكون واليًا على المدينة وحاكمًا لها ، ثم ولاه الحجاز كله ، فنشر الأمن والعدل بين الناس ، وراح يعمِّر المساجد ، بادئًا بالمسجد النبوي الشريف ، فحفر الآبار ، وشق الترع ، فكانت ولايته على مدن الحجاز كلها خيرًا وبركة ، شعر فيها الناس بالأمن والطمأنينة . واتخذ عمر بن عبد العزيز مجلس شورى من عشرة من كبار فقهاء المدينة على رأسهم التابعي الجليل (سعيد بن المسيِّب) فلم يقطع أمرًا بدونهم ، بل كان دائمًا يطلب منهم النصح والمشورة ، وذات مرة جمعهم ، وقال لهم : إني دعوتكم لأمر تؤجرون فيه ، ونكون فيه أعوانًا على الحق ، ما أريد أن أقطع أمرًا إلا برأيكم أو برأي من حضر منكم ، فإن رأيتم أحدًا يتعدَّى أو بلغكم عن عامل (حاكم) ظلامة فأُحرج بالله على من بلغه ذلك إلا أبلغني ، فشكروه ثم انصرفوا ، وظل عمر بن عبد العزيز في ولاية المدينة ست سنوات إلى أن عزله الخليفة الوليد بن عبد الملك لأن الحجاج أفهمه أن عمر أصبح يشكل خطرًا على سلطان بني أمية . ذهب عمر إلى الشام ومكـث بها إلى أن مـات الـوليد بن عبد الملك ، وتولى الخلافة بدلاً منه أخوه سليمان بن عبد الملك ، وكان يحب عمر ، ويعتبره أخًا وصديقًا ويأخذ بنصائحه ، وذات يوم مرض الخليفة مرض الموت ، وشعر بأن نهايته قد اقتربت ، فشغله أمر الخلافة حيث إن أولاده كلهم صغار لا يصلحون لتولي أمور الخلافة ، فشاور وزيره (رجاء بن حيوة) العالم الفقيه في هذا الأمر ، فقال له : إن مما يحفظك في قبرك ويشفع لك في أخراك ، أن تستخلف على المسلمين رجلا صالحًا . قال سليمان : ومن عساه يكون؟ قال رجاء : عمر بن عبد العزيز . فقال سليمان : رضيت ، والله لأعقدن لهم عقدًا ، لا يكون للشيطان فيه نصيب ، ثم كتب العهد ، وكلف (رجاء) بتنفيذه دون أن يَعْلَمَ أحدٌ بما فيه . مات سليمان ، وأراد (رجاء بن حيوة) تنفيذ العهد لكن عمر كان لا يريد الخلافة ، ولا يطمع فيها ، ويعتبرها مسئولية كبيرة أمام الله ، شعر عمر بن عبد العزيز بالقلق وبعظم المسئولية ، فقرر أن يذهب على الفور إلى المسجد حيث يتجمع المسلمون ، وبعد أن صعد المنبر قال : لقد ابتليتُ بهذا الأمر على غير رَأْي مِنِّي فيه ، وعلى غير مشورة من المسلمين ، وإني أخلع بيعة من بايعني ، فاختاروا لأنفسكم ، لكن المسلمين الذين عرفوا عدله وزهده وخشيته من الله أصرُّوا على أن يكون خليفتهم ، وصاحوا في صوت واحد : بل إياك نختار يا أمير المؤمنين ، فبكي عمر . وتولى الخلافة في يوم الجمعة ، العاشر من صفر سنة 99هـ ، ويومها جلس حزينًا مهمومًا ، وجاء إليه الشعراء يهنئونه بقصائدهم ، فلم يسمح لهم ، وقال لابنه: قل لهم : { إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم } [يونس: 15] دخلت عليه زوجته فاطمة وهو يبكي ، فسألته عن سرِّ بكائه ، فقال : إني تَقَلَّدْتُ (توليت) من أمر أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- أسودها وأحمرها ، فتفكرتُ في الفقير الجائع ، والمريض الضائع ، والعاري والمجهود ، والمظلوم المقهور ، والغريب الأسير ، والشيخ الكبير ، وذوي العيال الكثيرة ، والمال القليل ، وأشباههم في أقطار الأرض وأطراف البلاد ، فعلمتُ أن ربي سائلي عنهم يوم القيامة ، فخشيتُ ألا تثبتَ لي حجة فبكيتُ . |
|
|
![]() |