صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة

 
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 06-08-2013, 11:56 PM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي التَّكلُّم و أَثَرُهُ في مِحْنةِ الأُمَّة


الأخ / الصبر ضياء - الفرج قريب

التَّكلُّم و أَثَرُهُ في مِحْنةِ الأُمَّة
بقلم : الشَّيخ سمير سمراد - حفظه الله
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
فُضِّلَ بنو الإنسان على سائر الحيوان بمنطِقِ اللِّسان وبالتّكلُّم والإيضاح
والبيان، قال تعالى:
{ أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ }
والتّكلُّمُ كما يكون نِعمةً وخيرًا، فإنّه كثيرًا ما يكون نِقمةً وشرًّا،
فقد ورَّثَ أقوامًا ندامةً وحسراتٍ، وأنزلهم دركاتِ النّار ومنازلَ الفُجّار.
قال صلى الله عليه وسلم :
( إنّ الرّجل ليتكلَّمُ بالكلمة من سخط الله لا يُلقي لها بالاً
فيهوي بها في نار جهنّم سبعين خريفًا )
وفي لفظٍ :
( لا يرى بها بأسًا )
[«الصّحيحة» ( رقم: 540 )]
ولمّا قال معاذ لرسول الله صلى الله عليه وسلم:
( وإنّا لمؤاخذون بما نتكلَّمُ به؟!
قال له: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذ! وهَلْ يكبُّ النَّاسَ في النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ
أو قال: على مَنَاخِرِهِمْ إِلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ )
وفي روايةٍ:
( وهل يكبُّ النّاسَ عَلى مَنَاخِرِهِمْ في جَهَنَّمَ إلاّ ما نَطَقَتْ بِهِ أَلْسِنَتُهُمْ )
[«الصّحيحة» (رقم:412)].
والتَّكلُّمُ كما يُضرِّ بدين النّاس وبآخرتِهم، فإنّه يُضِرُّ أيضًا بدنياهم
ويُفسِدُ عليهم معيشتهم، فكم كان هذا التّكلُّمُ سَبَبًا لإشعال فتنٍ مستمرّة،
وإيقادِ حروبٍ مدمِّرة، وكم جَنَى على أُمَمٍ وتَعَنَّتْ منه قرون،
لم يُبْقِ لهم إلاّ على التّحسُّرات والنّدامة على ما سبق منهُ وفَات،
ونَدْب القتلى والضّحايا من الأموات، وفي تاريخ العرب من هذا نماذجُ
غيرُ قليلة ! وفي تاريخ الإسلام كان أوّلُ الفتنة ومُفْتَتَحُ باب الشّرّ،
في زمان الخليفة الرّاشد عثمان رضي الله عنه، وسَبَبُهَا ومُوَسِّعُ فَجْوَتِهَا:
الكلامُ والخوضُ في الباطل باللّسان؛ حيث جعلوا يتكلَّمُون في خليفتهم
وينشرون من معايِبِهِ، إلى أن أبغض النَّاسُ وَلِيَّ أَمْرِهِم،
وأكثروا من الطّعن عليه، فوقعت الفتنة وقُتِل عثمان مظلومًا بأسباب ذلك،
واحْتَلَبَتِ الأُمّةُ من بعدِهِ دَمًا، ولا يزال آثار ذلك إلى يوم النّاس هذا.
[ قال بعض النّاس لأسامة بن زيد رضي الله عنه: ألا تُكلِّمُ عثمان؟
فقال: إنّكم تَرَوْنَ أَنِّي لا أُكَلِّمُهُ إلاّ َأسمعتُكُم؟!
إنِّي لأُكَلِّمُهُ فيما بَيْنِي وبَيْنَهُ، دون أن أَفْتَحَ أَمْرًا لا أُحبُّ أن أكون أوّل
من افتتحه ]
[ رواه الخطيب البغدادي في «اقتضاء العلم العمل» (رقم:74)].
هكذا كان فقه السّلف رضي الله عنهم، لكن جاء من يُريد الشّرَّ لهذه الأمّة
فافتتح هذا الباب؛ جاء اليهوديّ عبد الله بن سبأ الّذي أسلم نفاقًا
فأَوْقَدَ نار الفتنة باسم الإسلام، والتّباكي عليه وعلى المظلومين،
والتّباكي على أموال المسلمين، وعلى ظلم آل البيت كما يدّعي،
وأَثَارَ الرَّعَاع وهَيَّج الجُهّال والأعراب وغيرَهم من أهل المطامع والمتكالِبِين
على الدّنيا، وطاف بالأمصار يَبُثُّ كلام الفتنة والتّحريض والتّأليب،
فثاروا على خليفة المسلمين عثمان حتّى قُتِل رضي الله عنه،
وقد نَدِمَ بعضُ السّلف أنْ كان تكلّمَ زمانَ عثمان، فقال:
لا أُعِينُ على واحدٍ بعد عثمان،
لا أُعين على قتل خليفة بعد عثمان أبدًا
فقيل له: وَأَعَنْتَ على دَمِهِ؟!
فقال: إنّي أَعُدُّ ذِكْرَ مساوئِه عَوْنًا على دَمِهِ
[رواه ابن أبي شيبة في «المصنّف» (رقم:32706)]،
فسبحان الله !
فَقِهَ السَّلفُ أنّ الكلامَ في الفتنة ولو كان شيئًا قليلاً يُعَدُّ مشاركةً فيها،
يُحمِّلُ المتكلِّمَ من أوزارها، ويُغرِّمُ الخائضَ من تَبِعَاتِها.
وإذا كان النّاسُ يعلمون أنّ خروج بعضهم على الأُمّة كان بإشْهَارِ السّيف
على المسلمين، والإسراع بالقتل فيهم، حيث باشروا ذلك بأنفسهم،
وهم قومٌ قَعَدُوا في النّاس وأطلقوا ألسنتهم بالتّأليب والتّحريض،
وقاموا يُزيِّنُونَ للعامّة التّمرُّدَ على وُلاة الأمر والخلفاء بالكلام،
يَدْعُونهم إلى منازعتهم ويُحسِّنُون الخروج عليهم،
فلم يكن خروجٌ بالسِّنان إلاّ على إثر خروجٍ باللّسان !
من فقه السّلف في الفتنة :
أنّهم كانوا في أثناء غليانها وانبعاث دُخَانها يُمْسِكُون ألسنتهم ولا يخوضون
بالكلام فيها، بل كانوا يتطلَّبُون إخمادَها بالسّكوت عنها،
وعدم المشاركة فيها ولو بالتَّكلُّم، فضلاً عن المشاركة بالسّيف أو باليد.
هذا هو صنيع الفقهاء الحُكَماء العقلاء، هذا تصرُّفُ العلماء الرّبّانِيِّين،
فهُمْ أَسْرَعُ النّاس تَفَهُّمًا للفتن إذا أقبلت، وأَبْطَأُ النّاس تكلُّمًا فيها،
أمّا العامّة الغوغاء؛ حَطَبُ كلِّ فتنة، فإنّهم على الضّدِّ من ذلك؛
أبطأُ تفهُّمًا لها وأسرعُ تكلُّمًا فيها.
والحُكْمُ هنا وهو في الأصل المنعُ معناهُ: العلمُ والفقْهُ،
فالصّمتُ لا سيَّما عند الفتن هو العلم، والصَّامتُ هو الفقيه،
ثمّ انقلبت الموازينُ فصار من يخوضُ بلسانه أيّام الفتن ويفغَرُ فَاهُ هو العالمُ
ومن يصمتُ هو العَيِيُّ، فسبحان الله!
إنّ من أظهر مظاهر الخوض في الفتن أنّك ترى عموم النّاس يتكلّمون،
ولا يدرون للكلام وجهًا، ولا يعقلون له معنًى!فتراهم يَخْبِطُون خَبْطَ العشْو،
بل خَبْطَ العُمْي، وللخوضِ بالكلام شُؤمٌ في الدّنيا وشُؤمٌ في الآخرة:
أمّا الأوّل، فقال ابن مسعود رضي الله عنه:
[ أكثرُ النّاس خطايا يوم القيامةِ أكثرُهم خوضًا في الباطل ]
وأمّا الآخر، فقال يزيد بن أبي حبيب رحمه الله:
[ المتكلِّمُ ينتظرُ الفتنة، والصَّامِتُ ينتظرُ الرّحمة ]
ومن فقه السّلف في التّصرّف عند الفتن: أنّهم يُغفلون ذكرها،
ويُعرضون عنها ولا يهتمّون بها، وإنّما يشتغلون بالعلم والعمل به،
فروى الإمام أحمد بن حنبل في «فضائل الصّحابة» (رقم: 880)
وفي «الزّهد»(رقم:693)،
ووكيع في «الزّهد»(رقم:270)،
والدّارميّ في «السّنن»(رقم:259)
وابن وضّاح في «كتاب البدع»(رقم:176) :
عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه قال:
[ تعلَّمُوا العلم تُعْرَفُوا بِهِ، واعْمَلُوا به تكونوا من أهلِهِ،
فإنّه سيأتي من بعدكم زمانٌ يُنكِرُ فيه الحقَّ تسعةُ أعشارهم،
لا ينجو منه إلاَّ كُلُّ نُوَمَة، أولئك أئمّةُ الهدى ومصابيح العلم،
لَيْسُوا بالعُجُل المَذَايِيعِ البُذْر ]
ورُويت أوائلُ هذه الكلمات وأواخرها عن ابن مسعودٍ رضي الله عنه.
أوّلُ الوصيّة: دعوةٌ إلى العلم والتّعلّم، حتّى يكون شعارًا لصاحبه
لا يُعرفُ إلاّ به، وحضٌّ على العمل بالعلم، فإنّ المرءَ لا يكونُ عالمًا
حتّى يعمل بما عَلِم،

رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات