![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() الأخ / مصطفى آل حمد الحكمة الجزء السادس عشر الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين أيها الأخوة الكرام : من ثمرات الحكمة التي يؤتاها الإنسان حينما يستحقها لقوله تعالى: { وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً } [سورة البقرة الآية:269] لأن الأنبياء جاؤوا بالحكمة, وقد قال الله عز وجل: { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ } [سورة إبراهيم الآية:24] { تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا } [سورة إبراهيم الآية:25] فكلمات صادقات, مخلصات, لها آثار لا تنتهي إلى يوم القيامة؛ ولكن هذه الكلمة الصادقة, المخلصة, تحتاج إلى جهاد النفس والهوى حتى تكون صادقة مخلصة, تفعل فعل السحر في نفوس الناس. لذلك أجلّ شيء عند الشهيد دمه, وأقل شيء عند العالم مداده, وأقل شيء عند العالم يرجح على أكمل شيء عند الإنسان, وهو دمه, فما ظنك بأرفع حالات العالم؟ كل مؤمن ينبغي أن يكون ولياً لله عز وجل : ثم يقول الله عز وجل: { أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ } [سورة يونس الآية:62] لا يوجد في الإسلام كهنوت أبداً, كل مؤمن ينبغي أن يكون ولياً لله, والولي بتعريف جامع مانع بسيط: { أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ } [سورة يونس الآية:62] { الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ } [سورة يونس الآية:63] كل إنسان آمن, واتقى, فهو ولي لله عز وجل. جوهر الدين أن تصل إلى الله و تتصل به و تخلص له : الشيء الآخر: الكلمة الطيبة لها آثار لا تنتهي, فالنبي صلى الله عليه و سلم جاء بكلمة طيبة, في أي مكان في العالم الإسلامي تقرأ الحديث, تتأثر, تطبق, تستقيم, تقبل, تسمع. فدماء الشهداء وسيلة من أجل أن يكون الحق منتشراً في الآفاق, فالهدف هو العلم الذي يُعرف بالله عز وجل. لذلك رجح في الحديث الصحيح مداد العلماء على دماء الشهداء؛ لأن دم الشهيد وسيلة لنشر الحق, أما مداد العالم فهو الغاية؛ لأنك إذا أردت أن تعرف الله, فلا بد من أن تسلك طريق العلم, فإن أردت الدنيا فعليك بالعلم, وإن أردت الآخرة فعليك بالعلم, وإن أردتهما معاً فعليك بالعلم، والإنسان بالعلم يستقيم على أمر الله, بالعلم يتعرف إلى الله, بالعلم يسلك طريق السعادة, بالعلم يسلك طريق السلامة, بالعلم يصل إلى الجنة؛ فلذلك: العلم أثمن شيء في الإسلام, حتى إن آيات الله أكثر من ألف آية؛ آيات العقل والعلم وتوابع العقل والعلم, قد تصل إلى ألف آية في القرآن الكريم, القرآن تقريباً ستة آلاف آية, قد يكون الحديث عن العلم سدس القرآن الكريم، و قد قيل: كل مدينة ليس فيها فقيه فأهلها مرضى, وكل مدينة ليس فيها عالم فأهلها موتى. وقال بعضهم: إن الله عز وجل غرس في قلب كل عبد مؤمن أشجاراً؛ شجرة الحكمة تسقى بماء الجوع, -المقصود بالجوع الاعتدال في ملذات الحياة الدنيا المشروعة-, وشجرة الإخلاص تسقى بماء الزهد, وشجرة التوبة تسقى بماء الندامة, وشجرة المحبة تسقى بماء الإنفاق, ولكل شجرة منها نوع من الثمار لا يمسه إلا المطهرون, وهذه الأشجار مغروسة في أرض الإيمان, وكل شجرة لا تثمر فالعيب ليس فيها؛ ولكن في الأرض, وما يعقلها إلا العالمون. جوهر الدين أن تصل إلى الله, وأن تتصل به, وأن تخلص له, وأن يكون الله عز وجل كل همك, ومبلغ علمك, وأن تعمل له ليلاً ونهاراً. الكلمة الطيبة هي كلمة الحق : أيها الأخوة, الكلمة الطيبة هي كلمة الحق: { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ } [سورة إبراهيم الآية:24] عندنا في الحياة حقائق ثابتة: { وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ } [سورة إبراهيم الآية:24] المؤمن ينطلق من حقيقة يقينية, كبيرة, أساسية: { تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ } [سورة إبراهيم الآية:25] من أكرمه الله بهداية إنسان فأعمال هذا المهتدي في صحيفة الذي هداه إلى يوم القيامة : الإنسان إذا أحيا نفساً بشرية فكأنما أحيا الناس جميعاً، فأنت إذا هديت إنساناً؛ زوجته تابعة له, أولاده تابعون له, أخوته يتبعونه, أولاد أخوته يتبعونه, جيرانه يتبعونه, زملاؤه يتبعونه؛ فكلما ساهمت في هداية إنسان, فالإنسان له من يتبعه, فأنت هديت كل من يتبع هذا الإنسان, هذا معنى قول الله عز وجل: { وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً } [سورة المائدة الآية:32] { تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ } |
|
|
![]() |