![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() الخشوع وحلاوة الإيمان 1- قيام الليل سلوى المغربي دنى الرحيل وشارف الشهر على الانتهاء , ما أصعب تلك اللحظات التي يشعر فيها المرء بقرب رحيل من أحب , بل من كان بابا للخير عليه وسببا – إن أحسن استغلاله - في دخوله الجنة والعتق من النار , قرب الرحيل وإذ بالقلوب تنفطر حزنا على ضياع أي فرصة لم تستغلها لتقربنا من الجنة وتباعدنا عن النار , فمازالت الجوارح بعد تستعد لتنقية النفوس من المعاصي والآثام التي صبغتها بالران . ولكن مازالت الفرصة سانحة لنيل النفحات في العشر الأهم من رمضان التي يمنحها الله عز وجل للعبد المؤمن المحب لربه والذي يخشى عقابه من تتابع الذنب تلو الذنب . فمازالت الدعوة متاحة للجميع فعلينا أن نسعى جاهدين في تلك الأيام إلى الوصول لدرجة الإيمان العالية , ولنستعين في ذلك بعد الله بالصحبة الصالحة التي تشد من أزرنا وتزيد من همتنا وتسمو بأخلاقنا وتصل بقلبنا إلى التمتع بلذة العبادة , وياله من شعور لا يضاهيه أي شعور آخر من ملذات الدنيا . إنه شعور ممزوج براحة النّفس، مع سعادة القلب وانشراح الصدر وشدة الارتياح أثناء العبادة , والتمنى بأن يقبض الله روح العبد الخاضع المتذلل له وحده وهو على هذه الحالة الإيمانية الرائعة التي لا يشعر بها باستمرار , ويسعى جاهدا لنيلها دائما. فتكرار – هذه الحالة - والشعور بها يتفاوت من شخص لآخر , بل في الشخص نفسه من حالة إلى حالة نظرا لقوة الإيمان وضعفه . نصارع الذنوب في الحياة الدنيا كما يصارع الغريق الأمواج الهالكة التي تودي بحياته , فالذنوب في القلب تضعفه وتهلكه , فلا يزال عليلا مضطربا إلى أن يجد ضالته المنشودة التي تنقذه من عثرته , وتخرجه من ظلمة المعاصي إلى نور الطاعة وحياة القلوب العامرة بذكر الله , قال تعالى : " أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها "الأنعام:122 وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : هلك من لم يكن له قلب يعرف به المعروف والمنكر . فالقلب الصحيح كما جاء في شرح العقيدة الطحاوية : " يؤثر النافع على الضار المؤذي , والقلب المريض: ضد ذلك , وأنفع الأغذية غذاء الإيمان , وأنفع الأدوية دواء القرآن، وكل منهما فيه الغذاء والدواء , ومن علامات القلب الحي: أنه يشتاق إلى الذكر كما يشتاق إلى الطعام والشراب, وأنه إذا دخل في الصلاة ذهب عنه غمه وهمه ، واشتد عليه الخروج منها , وأن يكون همه واحدا، وأن يكون في الله , ويكون أشح بوقته أن يضيع, ومن علاماته أيضا : أن يكون اهتمامه بتصحيح العمل أعظم منه بالعمل ، فيحرص على الإخلاص والنصيحة والمتابعة والإحسان ، هذه المشاهد لا يشهدها إلا القلب السليم ". سئل بلال رضي الله عنه عن سبب صبره على الإيمان مع شدة تعذيبه وطرحه في رمضاء مكة الحارة فقال قولته المشهورة : مزجت مرارة العذاب بحلاوة الإيمان فطغت حلاوة الإيمان . مواطن يمتلأ فيها القلب بحلاوة الإيمان : قيام الليل : -من أراد تذوق حلاوة الإيمان عليه أن يجاهد نفسه ويصبر على الطاعة والمداومة على العبادة , فمن ذاق عرف , فتلمسها في ركعات في جوف الليل وحيدا بعيدا عن الدنيا وهموها ومشاغلها ومتاعها الزائل الفاني , ويجدها في سجدة بين يدي الله يتضرع فيها إلى مولاه داعيا راجيا أن يغفر الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر , سره وعلانيته , قال تعالى :" أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه " يكابد الليل والشيطان الذي يسعى دائما أن ينتزع من روحه الهمم والمداومة للوصول إلى شرف المؤمن وعزه في الدنيا والآخرة , ففيه دواء القلوب والأبدان , وتلبية لأمر الرحمن , وشرف للمؤمن , ورفعة للدرجات , وتكفيرا للسيئات , كما أنه يورث في القلب الذل لله والتواضع . روى الحاكم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أتاني جبريل فقال : يا محمد ، عش ما شئت فإنك ميت ، وأحبب من شئت فإنك مفارقه ، واعمل ما شئت فإنك مجزي به ، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل ، وعزه استغناؤه عن الناس ) . رواه الطبراني وصححه الألباني http://up.hawahome.com/uploads/13752637952.jpg http://up.hawahome.com/uploads/13752637953.gif ![]() حال السلف الصالح مع قيام الليل : وصف العلامة ابن عبد الهادي قيام شيخ الإسلام ابن تيمية : " وكان في ليله منفرداً عن الناس كلهم خالياً بربه ، ضارعاً مواظباً على تلاوة القرآن ، مكرراً لأنواع التعبدات الليلية والنهارية ، وكان إذا دخل في الصلاة ترتعد فرائصه وأعضاؤه حتى يميل يمنة ويسرة " . يقول ثابت البناني : كابدت الصلاة عشرين سنة واستمتعت بها عشرين سنة , وقال أبو سليمان الداراني رحمه الله " لأهل الطاعة بليلهم ألذ من أهل اللهو بلهوهم ولولا الليل ما أحببت البقاء في الدنيا " , وقال الأوزاعي رحمه الله : " من أطال قيام الليل هوّن الله عليه وقوف يوم القيامة " في ظلمة الليل أناس نائمون ** ضموا الغطاء وهم بدفء ينعمون في أجمل الأحلام هم يتلذذون ** ظنوا بهــذا أنهم يستمتعون لكنهم هم يحرمون يحرمون ** من لذة الركعات في جوف السكون عن خلوة قدسية هم نائمون ** عن موكب العبّاد هم يتخلفون جربتها وعرفتها من ذاقها ** عرف السعادة ما تكون فسر في طريق الرضوان والسعي لنيل أسباب السعادة في الدارين فهذا فضل الله يؤتيه من يشاء من عباده المخلصين . ![]() نقلته لروعته هيفولا التعديل الأخير تم بواسطة هيفولا ; 08-03-2013 الساعة 04:01 AM |
|
|
![]() |