![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() الأخ / عبد العزيز - الفقير إلى الله أصول الإيمان الدَّلِيلُ عَلَى حُدُوثِ اللُّغَاتِ أَنَّهَا لَمْ تَكُنْ مَوْجُودَةً ثُمَّ صَارَتْ مَوْجُودَةً. وَالدَّلِيلُ عَلَى حُدُوثِ الصَّوْتِ أَنَّهُ يَكُونُ مِن اصْطِكَاكِ الأَجْرَامِ وَانْسِلالِ الْهَوَاءِ. قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ في كِتَابِهِ الْفِقْهُ الأَكْبَرُ [ نَحْنُ نَتَكَلَّمُ بِالآلآتِ وَالْحُرُوفِ وَاللهُ يَتَكَلَّمُ بِلا ءالَةٍ وَلا حَرْفٍ ] اهـ. وَالآلآتُ هِيَ مَخَارِجُ الْحُرُوفِ كَالشَّفَتَيْنِ. وَكَلامُ اللهِ الَّذي هُوَ غَيْرُ الْحَرْفِ وَالصَّوْتِ أَزَلِيٌّ أَبَدِيٌّ لا يَنْقَطِعُ لا يَجْوزُ على اللهِ أَنْ يَتَكَلَّمَ ثُمَّ يَسْكُتَ فَالْكَلامُ الْقَائِمُ بِذَاتِ الله أَيِ الثَّابِتُ لَهُ لَيْسَ حَرْفًا وَصَوْتًا وَلُغَةً هَذَا الْكَلامُ يَسْمَعُهُ الإنْسُ وَالْجِنُّ في الآخِرَةِ وَأَمَّا الْكَلامُ الَّذي هُوَ حَرْفٌ وَصَوْتٌ وَلُغَةٌ كَالْقُرْءانِ الَّذي نَقْرَأُهُ بِالْحُرُوفِ وَالتَّوْرَاةِ الأَصْلِيَّةِ وَالإنْجِيلِ الأَصْلِيِّ وَالزَّبُورِ الأَصْلِيِّ هَؤُلاءِ عِبَارَاتٌ عَنْ كَلامِ اللهِ تعالى لَيْسَتْ عَيْنَ الْكَلامِ الذَّاتِيِّ. وكَلامُ اللهِ لَيْسَ شَيْئًا لَهُ مُفْتَتَحٌ وَمُخْتَتَمٌ كَلامُنَا لَهُ ابْتِدَاءٌ وَانْتِهَاءٌ اللهُ لا يَتَكَلَّمُ هَكَذَا اللهُ لَهُ صِفَةُ الْكَلامِ الَّذي لَيْسَ كَكَلامِ الْعَالَمِينَ وَعُبِّرَ عَنْهُ بِمَا جَاءِ في الْقُرْءانِ والْكُتُبِ الَّتي نَزَلَتْ عَلى الأَنْبِيَاءِ فَالْعِبَارَةُ شَىْءٌ وَالْمُعَبَّرُ عَنْهُ شَىْءٌ ءاخَرُ كَمَا إِذَا قَالَ الْقَائِلُ لَفْظَ الْجَلالَةِ "اللهُ" فَلَيْسَ مَعْنَى ذَلِكَ أَنَّ الْخَالِقَ حَلَّ في لِسَانِهِ إِنَّماهَذَا اللَّفْظُ "اللهُ" هُوَ عِبَارَةٌ عَنِ الْخَالِقِ الَّذِي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ فَجِبْرِيلُ أَخَذَ أَلْفَاظَ القُرْءانِ مِنَ اللَّوْحِ الْمَحْفوظِ لَيْسَ هُوَ أَلَّفَهُ. وَجِبْريلُ يَسْمَعُ كَلامَ اللهِ الَّذي لَيْسَ حَرْفًا وَلا صَوْتًا لَيْسَ شَيْئًا يُتَصَوَّرُ فَيَفْهَمُ مِنْهُ قُلْ لِمُحَمَّدٍ كَذَا قُلْ لِعِيسى كَذَا فَيُنَفِّذُ. فَالْقُرْءانُ لَهُ إِطْلاقَانِ يُطْلَقُ وَيُرَادُ بِهِ اللَّفْظُ الْمُنَزَّلُ وَهَذَا مَا أَخَذَهُ جِبْرِيلُ مِنَ اللَّوْحِ الْمَحْفوظِ وَقَرَأَهُ عَلى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَيُطْلَقُ الْقُرْءانُ عَلَى مَعْنَى صِفَةِ اللهِ الْكَلامِ الَّذي لَيْسَ هُوَ كَكَلامِ الْعَالَمِينَ. وَلِفَهْمِ هَذَا الْمَوْضُوعِ كَمَا يَنْبَغي لا بُدَّ أَنْ يُعْلَمَ أَنَّ كَلامَ اللهِ لَهُ إِطْلاقَانِ . يُطْلَقُ وَيُرَادُ بِهِ الصِّفَةُ الثَّابِتَةُ للهِ فَهُوَ كَلامٌ وَاحِدٌ وَهَذَا الْكَلامُ الْوَاحِدُ أَمَرٌ وَنَهْيٌ وَوَعْدٌ وَوَعِيدٌ وَخَبَرٌ وَاسْتِخْبَارٌ وَتَبْشِيرٌ وَهَذَا لَيْسَ كَكَلامِ الْعَالَمِينَ وَهَذَا الْكَلامُ الَّذِي سَمِعَهُ مُوسى عَلَيْهِ السَّلامُ حِينَ كَانَ في طُورِ سَيْنَاءَ وَذَلِكَ بِأَنْ أَزَالَ اللهُ عَنْ سَمْعِهِ الْحِجَابَ الْمَعْنَوِيَّ الْمَانِعَ مِنْ سَمَاعِ كَلامِ اللهِ فَسَمِعَ كَلامَ اللهِ الَّذي لَيْسَ كَكَلامِ غَيْرِهِ فَهَذَا الْكَلامُ أَزَلِيٌّ أَبَدِيٌّ مَوْجُودٌ دَائِمًا أَمَّا سَمَاعُ مُوسى فَحَادِثٌ. من غير أن يحُل كلام الله الذي هو صفة ذاته في أُذن موسى لأن ما حَل بالمخلوق مخلوق . ومما يدل على حدوث الروح حلولها في المخلوق قال أهل السنة: موسى وسمعه حادثان وكلام الله ليس حادثا وَيُطْلَقُ كَلامُ اللهِ عَلَى مَعْنَى اللَّفْظِ الْمُنَزَّلِ عَلَى الأَنْبِيَاءِ وَهَذَا اللَّفْظُ أَخَذَهُ جِبْرِيلُ مِنَ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ وَخَلَقَ اللهُ صَوْتًا بِحُرُوفِ هَذَا اللَّفْظِ الْمُنَزَّلِ سَمِعَهُ جِبْرِيلُ فَهُوَ لَيْسَ مِنْ تَألِيفِ بَشَرٍ وَلا مِنْ تَصْنِيفِ مَلَكٍ وَالدَّلِيلُ على أَنَّهُ يُطْلَقُ كَلامُ اللهِ عَلَى اللَّفْظِ الْمُنَزَّلِ قَوْلُهُ تعالى { وَإِنِ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ استجارك فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللهِ } [ سورة التوبة : 6 ] أَيِ الْقُرْءانَ الْكَريمَ وَقَوْلُهُ تعالى { يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللهِ } [ سورة الفتح : 15] وَمَعْلُومٌ أَنَّ الْكُفَّارَ يُرِيدُونَ تَبْدِيلَ الأَلْفَاظِ الْمُنَزَّلَةِ لا صفة الله. وقد جاء في القرءان الكريم : { قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً } [ الكهف : 109 ] وليس معناهُ أن كلام الله متعدد إنما المعنى تعظيم كلام الله ومعنى الآية:{ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً } أي حبرا يكتب به ما يدل عليه كلامُ الله لكان هذا البحرُ ينفد أي ينتهي وما دل عليه كلام الله لا ينفد هذا معنى {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً } [ الكهف : 109 ] وكذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: ( أعوذ بكلمات الله التامة ) ذُكر الكلام بلفظ الجمع لتعظيم كلام الله ومعنى التامة: التي لا نقص فيها معناه كلام الله لا نقص فيه. مِنْ أَقْوَى الأَدِلَّةِ لأَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ أَهْلِ الْحَقِّ الْفِرْقَةِ النَّاجِيَةِ عَلى أَنَّ كَلامَ اللهِ الَّذي هُوَ صِفَةُ ذَاتِهِ لَيْسَ حَرْفًا وَلا صَوْتًا وَلا لُغَةً لَيْسَ كَكَلامِ الْعَالَمين أَنَّ اللهَ تعالى هُوَ الَّذي يُحَاسِبُ عِبَادَهُ في الآخِرَةِ وَذَلِكَ بِأَنْ يُزِيلَ عَنْ أَسْمَاعِهِمُ الْحِجَابَ الْمَعْنَوِيَّ الْمَانِعَ مِنْ سَمَاعِ كَلامِهِ الْمَوْجُودِ أَزَلاً وَأبَدًا وَيَسْمَعُ كُلُّ الإنْسِ وَالْجِنِّ كَلامَ اللهِ فَيَفْهَمُونَ مِنْهُ السُّؤالَ عَنْ أَعْمَالِهِمْ وَنِيَّاتِهِم وَأَقْوَالِهِم لِمَ فَعَلْتَ كَذَا لِمَ قُلْتَ كَذَا أَلَمْ أُعْطِكَ كَذَا وَيَفْرُغُ اللهُ مِنْ حِسَابِ الْعِبَادِ في وَقْتٍ قَصِيرٍ جِدًّا قَالَ اللهُ تعالى عَنْ نَفْسِهِ { سَرِيعُ الْحِسَاب } [ سورة الرعد : 41 ] . وَقَالَ { ثُمَّ رُدُّوا إِلى اللهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ ألا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبين } [ سورة التوبة : 62 ] مَعْنَاهُ اللهُ أَسْرَعُ مِنْ كُلِّ حَاسِبٍ فَلَوْ كانَ كَلامُ اللهِ حَرْفًا وَصَوْتًا وَلُغَةً لأَخَذَ الْحِسَابُ وَقْتًا طَوِيلاً جِدًّا وَلَكَانَ اللهُ أَبْطأَ الْحَاسِبينَ وَلَمْ يَكُنْ أَسْرَعَ الْحَاسِبينَ كَمَا قالَ وَذَلِكَ مُسْتَحِيلٌ لأَنَّ كَلامَ اللهِ حَقٌّ فَانْظُرْ يَا طَالِبَ الْحَقِّ لَوْ كَانَ حِسَابُ إِبْلِيسَ الَّذي خُلِقَ قَبْلَ ءادَمَ وَسَيَعيشُ إِلى يَوْمِ النَّفْخِ في الصُّورِ بِكَلامٍ هُوَ حَرْفٌ وَصَوْتٌ وَلُغَةٌ كَمْ يَأْكُلُ ذَلِكَ مِنَ الْوَقْتِ |
|
|
![]() |