صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة

 
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #4  
قديم 08-11-2013, 12:57 AM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي

ومن جهة أخرى ، فإن صيغة المضارع في هذا المقام ،
تُنْبِىءُ عمَّا كان ، و تُومِىءُ إلى ما يكون
بالنسبة لخلق الله تعالى المستمر في المستقبل ؛ كما كان في الماضي .
ولكن هذا الذي قرَّروه - وإن كان يبدو لأول وهلة قولاً صحيحًا –
هو خلافُ الظاهر، ويأباه نظم الكلام و معناه .
وبيانه : أن قول الله تعالى للشيء { كُنْ }
لا يقتضي وقوع ذلك الشيء في الحال ؛ إذ قد يكون الأمر موقوتًا بوقت،
أو يكون متعلقًا بأسباب لا بدَّ أن يقترن حدوثه بها.
وهذه الأسباب لا متعلَّق لها بقدرة الله ؛
و إنما مُتعلَّقُها بالشيء ذاته الذي دعته القدرة إلى الظهور،
والذي قضت حكمة الله ألَّا يظهر ؛ إلا بعد أن يستكمل أسبابه المقترنة به،
وهذا ما يشير إليه قول الله تبارك وتعالى :
{ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ }
[ يس : 82 ].
وذلك الشيء المراد معلومٌ قبل إبداعه، وقبل توجيه هذا الخطاب إليه.
وبذلك كان مُقدَّرًا مَقضِيًّا ؛
فإن الله سبحانه يقول، ويكتب ممَّا يعلمه ما شاء ؛
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحة
عن عبد الله بن عمر:
( إن الله قدَّر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض
بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء ).
وفي صحيح البخاري عن عمران بن حصين
عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال :
( كان الله ، ولم يكن شيء قبله، وكان عرشه على الماء ،
ثم خلق السماوات والأرض وكتب في الذكر كل شيء ).
و في سنن أبي داود ، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال:
( إن أول ما خلق الله القلم، فقال له: اكتب.
قال : رب وماذا أكتب ؟
قال : أكتب مقادير كل شئ حتى تقم الساعة ).
إلى أمثال ذلك من النصوص التي تبيِّن أن المخلوق قبل أن يخلَق،
كان مَعلومًا، مُخْبَرًا عنه ، مَكتوبًا فيه شيء،
باعتبار وجوده العلمي الكلامي الكتابي،
وإن كانت حقيقته التي هي وجوده العيني، ليس ثابتًا في الخارج ؛
بل هو عدمٌ مَحضٌ ، و نَفْيٌ صِرفٌ .
و إذا كان كذلك ، كان الخطاب مُوَجَّهًا إلى من توجهت إليه الإرادة ،
و تعلقت به القدرة و خُلِق ، ثم كُوِّن ؛
كما قال تعالى :
{ إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ }
[ النحل :40 ] .
فالذي يُقال له : { كُنْ } هو الذي يُرادُ.
وهو حين يُرادُ قبل أن يُخلَق، له ثُبوتٌ وتَميُّزٌ في العلم و التقدير .
ولولا ذلك، لما تميَّز المُرَادُ المَخلوقُ من غيره .
فثبت بذلك أن الله تعالى ، إذا أراد أن يْكوِّن شيئًا معلومًا لديه،
توجَّه سبحانه إلى ذلك الشيء بالخطاب بقوله : { كُنْ }، { فَيَكُونُ }.
أي: يوجد ذلك المُكَوَّنُ عَقِبَ التكوين ، لا مع ذلك في الزمان ؛
ولهذا أتى سبحانه بصيغة الاستقبال مسبوقة بفاء التعقيب.
وكونُ الفاء للتعقيب يُوجِبُ أن يكون الثاني عَقِبَ الأول، لا معه .
بقي أن تعلم أن ( الفاء ) تفيد التعقيبَ ، و التسبيبَ .
فلو قيل : ( كن، فكان ) ، لم تدلَّ الفاء إلا على التسبيب ،
وأن القول سببٌ للكون .
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات