![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#2
|
|||
|
|||
![]() { فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ } فالقلوب تحتاج في كل وقت إلى أن تُذَكَّر بما أنزل الله ، وتُنَاطَق بالحكمة ، ولا ينبغي الغفلة عن ذلك فإنه سبب لقسوة القلب ، وجمود العين . إنه ليس عتاباً فقط بل تحذير ألا يقع المؤمن في التقاعس عن الاستجابة لله ورسوله ، وفي الآية بيان أن ما يحصل من قسوة القلوب ، وعدم استجابتها لعلام الغيوب ؛ هو الفسوق والتمرد عن طاعة الله - جل وعلا ، إنه عتاب مؤثر من المولى الكريم الرحيم ؛ واستبطاء للاستجابة الكاملة من تلك القلوب التي أفاض عليها من فضله ؛ فبعث فيها الرسول - صلى الله عليه وسلم - يدعوها إلى الإيمان بربها ، ونزّل عليه الآيات البينات ليخرجها من الظلمات إلى النور؛ وأراها من الآيات في الكون والخلق ما يبصّر ويحذّر . عتاب فيه الود ، وفيه الحض ، وفيه الاستجاشة إلى الشعور بجلال الله ، والخشوع لذكره ، وتلقي ما نزل من الحق بما يليق بجلال الحق من الروعة والخشية ، والطاعة والاستسلام ، مع رائحة التنديد والاستبطاء في السؤال : { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ } وإلى جانب التحضيض والاستبطاء تحذير من عاقبة التباطؤ والتقاعس عن الاستجابة ، وبيان لما يغشى القلوب من الصدأ حين يمتد بها الزمن بدون جلاء ، وما تنتهي إليه من القسوة بعد اللين حين تغفل عن ذكر الله ، وحين لا تخشع للحق : { وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ } وليس وراء قسوة القلوب إلا الفسق والخروج . إن هذا القلب البشري سريع التقلب ، سريع النسيان ، وهو يشف ويشرق فيفيض بالنور ، ويرف كالشعاع ؛ فإذا طال عليه الأمد بلا تذكير ولا تذكر تبلد وقساً ، وانطمست إشراقته ، وأظلم وأعتم ، فلا بد من تذكير هذا القلب حتى يذكر ويخشع ، ولا بد من الطرق عليه حتى يرق ويشف ؛ ولا بد من اليقظة الدائمة كي لا يصيبه التبلد والقساوة . ولكن لا يأس من قلب خمد وجمد ، وقسا وتبلد ، فإنه يمكن أن تدب فيه الحياة ، وأن يشرق فيه النور ، وأن يخشع لذكر الله ، فالله يحيي الأرض بعد موتها ، فتنبض بالحياة ، وتزخر بالنبت والزهر ، وتمنح الأكل والثمار ، كذلك القلوب حين يشاء الله . نعم لا يئس ما مدام ماء الحياة جارٍ ، وما دام كتاب الله موجود تستشفي به القلوب ، وتحيا به الأفئدة ، فالأرض الميتة التي قد يأس منها صاحبها يحيها الله - عز وجل - وهي جماد ، ويبعث الحياة فيها بالغيث المبارك الذي ينزله الله - تعالى – من السماء { وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء مُّبَارَكًا فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ } يرسل الله - جل جلاله - الماء إلى الأرض اليابسة فتحيا بعد موتها ، وهذا المثل جاء في القرآن بعد ذكر قسوة القلوب ليذهب اليأس من القلوب حتى تلجأ إلى الله - تعالى - ، يقول سبحانه بعد آية : } أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ { ذكر الآية الكريمة : { اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } يقول الإمام الشوكاني - رحمه الله -: { اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا } فهو قادر على أن يبعث الأجسام بعد موتها ، ويلين القلوب بعد قسوتها ، { قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ } التي من جملتها هذه الآيات ؛ { لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } أي: كي تعقلوا ما تضمنته من المواعظ، وتعملوا بموجب ذلك . أسأل الله بمنه وكرمه أن يصلح فساد قلوبنا ، وأن يرزقنا الخشوع ، وأن يجعلنا من عباده الأتقياء الأنقياء الأخفياء ، وصلي اللهم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه وسلم . |
|
|
![]() |