![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#2
|
|||
|
|||
![]() فالذي يشتمل عليه بديع نظمه ، المتضمن للإعجاز وجوده : 1-منها ما يرجع إلى الجملة وذلك أن نظم القرآن على تصرف وجوهه ، وتباين مذاهبه ، خارج عن المعهود من نظام جميع كلامهم ، ومباين للمألوف من ترتيب خطابهم ، وله أسلوب يختص به ، ويتميز في تصرفه عن أساليب الكلام المعتاد . وذلك أن الطرق التي يتقيد بها الكلام البديع المنظوم تنقسم إلى أعاريض الشعر ، على اختلاف أنواعه ، ثم إلى أنواع الكلام الموزون غير المقفى ، ثم على أصناف الكلام المعدل المسجع ، ثم إلى معدل موزون غير مسجع ، ثم إلى ما يرسل إرسالاً، فتطلب فيه الإصابة و الإفادة ، وإفهام المعاني المعترضة على وجه بديع، وترتيب لطيف ، وإن لم يكن معتدلاً في وزنه ، وذلك شبيه بجملة الكلام الذي لا يتعمل [ فيه ] ، ولا يتصنع له . وقد علمنا أن القرآن خارج عن هذه الوجوه ، ومباين لهذه الطرق . ويبقى علينا أن نبين أنه ليس من السجع ، ولا فيه شيء منه ، وكذلك ليس من قبيل الشعر ، لأن من الناس من زعم أنه كلام مسجع ، ومنهم من يدعي فيه شعراً كبيراً ، والكلام عليهم يذكر بعد هذا الموضع . فهذا إذا تأمله المتأمل تبين ـ بخروج عن أصناف كلامهم ، وأساليب خطابهم ـ أنه خارج عن العادة ، و أنه معجز ، وهذه خصوصية ترجع إلى جملة القرآن ، و تميٌّز حاصل في جميعه . 2-ومنها أنه ليس للعرب كلام مشتمل على هذه الفصاحة والغرابة ، والتصرف البديع ، والمعاني اللطيفة ، والفوائد الغزيرة ، والحكم الكثيرة ، والتناسب في البلاغة ، والتشابه في البراعة ، على هذا الطول ، وعلى هذا القدر . وإنما تنسب إلى حكيمهم كلمات معدودة و ألفاظ قليلة ، وإلى شاعرهم قصائد محصورة ، يقع فيها ما نبينه بعد هذا من الاختلال ، ويعترضها ما نكشفه من الاختلاف ، ويشملها ما نبديه من التعامل والتكلف والتجوز والتعسف . وقد حصل القرآن على كثرته وطوله متناسباً في الفصاحة على ما وصفه الله تعالى به ، ففال عزَّ من قائل : {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَرَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُجُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِاللَّهِۚ} [ الزمر : 23 ] و قوله : { وَلَوْ كَانَمِنْعِنْدِ غَيْرِاللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِاخْتِلافًاكَثِيرًا } [ النساء : 82 ] . فأخبر سبحانه أن كلام الآدمي إن امتد وقع فيه التفاوت ، وبأن عليه الاختلال. وهذا المعنى هو غير المعنى الأول الذي بدأنا بذكره، فتأمله تعرف الفصل . 3-وفي ذلك معنى ثالث : وهو أن عجيب نظمه ، وبديع تأليفه لا يتفاوت ولا يتباين ، على ما يتصرف إليه من الوجوه التي يتصرف فيها ، من ذكر قصص ومواعظ واحتجاج ، وحكم وأحكام ، وأعذار وإنذار ، ووعد ووعيد ، وتبشير وتخويف ، وأوصاف ، وتعليم أخلاق كريمة ، وشِيم رفيعة ، وسير مأثورة ، وغير ذلك من الوجوه التي يشتمل عليها . ونجد كلام البليغ الكامل والشاعر المفلق ، والخطيب المصقع ، يختلف على حسب اختلاف هذه الأمور . فمن الشعراء من يجوّد في المدح دون الهجو . · ومنهم من يبرز في الهجو دون المدح · ومنهم من يسبق في التقريظ دون التأبين · ومنهم من يجود في التأبين دون التقريظ · و منهم من يغرب في وصف الإبل أو الخيل ، أو سير الليل ، أو وصف الحرب ، أو وصف الروض ، أو وصف الخمر ، أو الغل ، أو غير ذلك مما يشتمل عليه الشعر و يتناوله الكلام ، ولذلك ضرب المثل بامرئ القيس إذا ركب ، والنابغة إذا رهب ، وبزهير إذا رغب . ومثل ذلك يختلف في الخطب و الرسائل و سائر أجناس الكلام . |
|
|
![]() |