![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() الأخت / الملكة نـــور من كتاب الفوائد لأبن القيم يرحمه الله الفائدتان 75 & 76 [75] (فصل) بين الهدى والرحمة- والضلال والشقاء وكما يقرن سبحانه بين الهدى و التقى والضلال و الغي , فكذلك يقرن بين الهدى والرحمة و الضلال و الشقاء فمن الأول قوله : { أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبّهمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } البقرة 5 , و قال أيضا : { أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَات مِنْ رَبّهمْ وَرَحْمَة وَأُولَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ } البقرة 157. وقال عن المؤمنين: { رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ } آل عمران 8 .. و قال عن أهل الكهف : { رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا } الكهف 10, و قال : { لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } يوسف 111, و قال : { وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ ۙوَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } النحل 64 , و قال : { وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ } , و قال: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ. } يونس 57. ثم أعاد سبحانه ذكرهما فقال : { قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا } يونس 58 . و قد تنوعت عبارات السلف في تفسير الفضل و الرحمة , و الصحيح أنهما الهدى والنعمة , ففضله هداه , و رحمته نعمته و قال أبو سعيد الخدري و ابن عباس رضي الله عنهما: فضل الله القرآن , و رحمته الإسلام , و عنهما أيضا : فضل الله القرآن و رحمته أن جعلكم من أهله, وعن الحسن , و الضحّاك , ومجاهد و قتادة فضل الله : الإيمان , و رحمته القرآن . تفسير القرطبي 8\226) و لذلك يقرن بين الهدى والنعمة كقوله في سورة الفاتحة : { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ } 5-6. و من قوله لنبيه يذكره بنعمته عليه : { أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى * وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى } الضحى 6-8, فجمع له بين هدايته له و انعامه عليه بايوائه و اغنائه . و من ذلك قول نوح : { يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا ۚ } هود88 , و قال عن الخضر : { فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا } الكهف 65. و قال لرسوله صلى الله عليه وسلّم : { إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا (1) لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا (2) وَيَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا } الفتح1-3, وقال : { وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا } النساء 113, وقال : { وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا } النور21, ففضله هدايته , و رحمته إنعامه وإحسانه إليهم وبره بهم . و قال : { فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى } طه 123, و الهدى منعه من الضلال, والرحمة منعته من الشقاء , و هذا هو الذي ذكره في أوّل السورة في قوله : { طه (1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى } طه 1-2, فجمع له بين إنزال القرآن عليه و نفى الشقاء عنه , كما قال في آخرها في حق أتباعه : { فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَى } طه 123. فالهدى والفضل والنعمة و الرحمة متلازمات لا ينفك بعضها عن بعض, كما أن الضلال و الشقاء متلازمان لا ينفك أحدهما عن الآخر, قال تعالى : {إِنَّ ٱلْمُجْرِمِينَ فِي ضَلاَلٍ وَسُعُرٍ } القمر 47, و السعر جمع سعير وهو العذاب الذي في غاية الشقاء. وقال تعالى : { وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ } الأعراف 179 و قال تعالى عنهم : { وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ } الملك 10. و من هذا أنه سبحانه يجمع بين الهدى و انشراح الصدر و الحياة الطيّبة وبين الضلال و ضيق الصدر و المعيشة الضنك , قال تعالى : { فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ ۖ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا } الأنعام 125 و قال : { أَفَمَن شَرَحَ ٱللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٍ مِّن رَّبِّهِ } الزمر22. وكذلك يجمع بين الهدى والانابة والضلال وقسوة القلب, قال تعالى: { اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ } الشورى13, وقال تعالى: { فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ } الزمر 22. [76] الهدى والرحمة وتوابعهما من صفة العطاء و الهدى و الرحمة , و توابعهما من الفضل و الإنعام , كله من صفة العطاء , و الإضلال و العذاب , و توابعهما من صفة المنع , و هو سبحانه يصرف خلقه بين عطائه و منعه , و ذلك كله صادر عن حكمة بالغة , و ملك تام , و حمد تام , فلا اله إلا الله . |
|
|
![]() |