![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() من:الأخت / الملكة نــور السجود لآدم { وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ } [ البقرة : 27 ] سأل أحدهم أخته عندما جاءها مولود : ماذا قدَّم لكِ زوجكِ بمناسبة الولادة ؟ قالت له : لم يقدِّم لي شيئاً ، فأجابها متسائلاً : أمعقول هذا ؟ أليس لكِ قيمة عنده ؟ والله يليق بكِ شخص غيره أرقى منه ، ألقى بذلك قنبلة ومشى ، جاء زوجها ظهراً إلى البيت فوجدها غاضبة فتشاجرا ، وتلاسنا ، واصطدما ، فطلقها ، من أين بدأت المشكلة ؟ من كلمة قالها الأخ ، مثلاً قد يسأل أحدهم : هذا البيت كيف يتسع لكم ؟ إنه يتسع لنا ، ليس لك أنت علاقة ، إنه يحب أن يُعَكِّر صفو الأسرة ، هو شيطان ، داخل فيه شيطان ، وهذا هو الفساد . { وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ } [ البقرة : 34 ] الحقيقة أن السجود لله وحده ، ولكن تنفيذُ أمر الله سجودٌ لله ، لو أن آدم أمر الملائكة أن يسجدوا له لما أمكن أن ينفَّذ هذا الأمر ، ولكن لأن الله عزَّ وجل أمر الملائكة أن يسجدوا لآدم ، فَهُمْ حينما سجدوا فقد نَفَّذوا أمر الله عزَّ وجل . ألا ترى أن الله يأمرك في الحج أن تُقَبِّلَ الحجر الأسود ، ويأمرك أن ترجُم حجراً آخر يمثِّل إبليس ، فأنت حينما تُقَبِّل هذا الحجر وتعظمه إنما تنفذ أمر الله ، وحينما أمرك أن ترجم هذا الحجر وتحقِّره إنما نفذت أمر الله عزَّ وجل ، وكل أمرٍ لله عزَّ وجل يقتضي الوجوب ، ولله حكمةٌ ما بعدها حكمة ، وعدل ما بعده عدل ، ورحمةٌ ما بعدها رحمة . { وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ } [ البقرة : 34 ] قال العلماء : [ علة أي أمرٍ أنه أمر . ] مثلاً عندك لا سمح الله آلام بالمعدة ، ودخلت إلى أفضل طبيب في البلد ، معه أعلى شهادة ، ومعه أعلى خبرة ، إذا قال لك : دع الحوامض ، لا يخطر في بالك لحظة أن تفكر بأمره ، لأنك تثق بعلمه ، تنفذ لأنه أمرك ، أنا مرة قلت عن عالم من علماء هذه البلدة الطيبة كان بأمريكا ودخل بنقاش مع عالم كبير حديث العهد بالإسلام عالم بالفيزياء أو الكيمياء طُرِح موضوع لحم الخنزير ، بدأ هذا العالم يتحدث عن مضار الخنزير ، وعن الدودة الشريطية ، وعن تأثر طباع الإنسان بلحم الخنزير وطباع الخنزير ، وعن أن هذه الدودة لا تتأثر بالحرارة ، وتكلم كلاماً طيباً جداً سبحان الله ، فأجابه هذا المسلم الأمريكي قال له : يا أستاذ كان يكفيك أن تقول لي : إن الله حرمه ، فهذا يكفي ، يكفي إذا قال لك خالق الكون : لا تفعل هذا الشيء ، لذلك قال العلماء : [ علة أي أمرٍ أنه أمر . ] { وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ } [ البقرة : 34 ] ليس متاحاً للملائكة أن يعصوا ، الملائكة غير مكلفين ، المَلَك غير مكلف ، المَلَك مسيَّر ، اسجد يسجد ، لا يوجد بين المخلوقات كلها إلا نوعان مخيَّران ؛ الإنس والجن ، الإنس يتلقَّى الأمر ، يطيع ، أو يعصي ، أو يرد ، ثلاثة مواقف ، إذا أطاع فهو طائع ، إن لم يطع فهو عاصٍ ، إن احتقر الأمر ورده فهو كافر ، مطيع ، عاصٍ ، كافر ، قال لك صلِّ :- • الذي صلى مطيع ، • والذي لم يصلِّ تهاوناً وتكاسلاً ـ الله يتوب علينا ، والله أنا مقصر ، إن شاء الله سوف أصلي ـ هذا عاصٍ ، • أما لماذا الصلاة ؟ فهذا كافر ، فرقٌ بين أن تطيع الله ، وبين أن تعصيه ، و بين أن ترد أمره ، هذا متاحٌ فقط للإنس والجن . { فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ } [ البقرة : 34 ] قد يقول قائل : الملائكة سجدوا ، وإبليس مستثنى منهم ، هل المعنى أنه مَلَك ؟ لا الاستثناء نوعان :- النوع الأول :- استثناء متصل ، النوع الثاني :- استثناء منقطع ، إذا قلنا : دَخَلَ الطلاب إلا خالداً ، هذا استثناء متصل ، خالد طالب ، أما إذا قلنا : دخل الطلاب إلا المدرس ، هذا استثناء منقطع المدرس ليس من جنس الطُلاَّب ، لكن دخول الصف يشمل الجميع ، الطلاب والمدرس ، فهذا الاستثناء لا يعني أن إبليس مَلَك ، لا أبداً ! إبليس كان من الجن ، ولو كان مَلَكَاً لما عصى أبداً ، لما عصى ، لأنه مسيّر لا يستطيع أن يعصي . { فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ } [ البقرة : 34 ] معصية الكبر عند الله كبيرةٌ جداً : الكبر أن ترفض الحق ، ألا تقبله ، ألا تعبأ بالصلاة ، ألا تعبأ بالزكاة ، ألا تعبأ بالحج ، أن ترى نفسك فوق الشرع ، [ مرة كان عندنا أستاذ في الجامعة متمكن من العلم تمكُّناً كبيراً جداً ، لا يغيب ولا طالب عن محاضرة له ، رأيته مرة في رمضان يفطر ، وكأنه يشعر أن مرتبته ، وعلمه ، ومكانته ، وسمعته في الشرق الأوسط ، ومؤلَّفاته ، أكبر من أن يصوم رمضان ، معصية الاستكبار كبيرة جداً ، إبليس استكبر . ] { وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ } [ البقرة : 35 ] قال الله عزَّ وجل : { اسْكُنْ } وهذا فعل أمر ، لم يقل : اسكني ، وذلك حسب التغليب لأن كل أمر موجهٌ إلى الذكور هو حكماً موجهٌ إلى الإناث . { وَكُلَا مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا } [ البقرة : 35 ] من لوازم العبودية لله ، من لوازم التكليف ، من لوازم حَمْل الأمانة أن يكون هناك أمرٌ، وهناك نهيٌ ، ولكن رحمة الله تقتضي أن الأشياء المباحة لا تعدُّ ولا تُحصى ، وأن يكون الشيء المحرم قليلاً جداً . تفسير الدكتور محمد راتب النابلسي |
|
|
![]() |