![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() من: الأخت الزميلة / جِنان الورد
سلسلة أعمال القلوب (97) الخشوع في الكتاب والسنة: تكرر الخشوع في كتاب الله عز وجل، وجاء في معان متعددة: منها الذل، وسكون الجوارح، والخوف، والتواضع، وهذه أربعة معان، ويمكن أن يضاف إليها معنى خامس: وهو الجمود واليبس: فأما المعنى الأول: وهو مجيء الخشوع بمعنى الذل: فكما قال الله عز وجل: { وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا[108]} [سورة طه] أي: ذلت، ويقول الله تعالى: { لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْءَانَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا[21]} [سورة الحشر] أي: ذليل، وقال: { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ[2]} [سورة الغاشية] . وأما الخشوع بمعنى سكون الجوارح: فكما قال الله عز وجل: { الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ[2]} [سورة المؤمنون] . قال الحسن:' كان خشوعهم في قلوبهم، فغضوا بذلك أبصارهم، وخفضوا لذلك الجناح' . وقال مجاهد رضي الله عنه:' هو السكون' . وجاء عن ابن عمر رضي الله عنه:' إذا قاموا في الصلاة أقبلوا على صلاتهم، وخفضوا أبصارهم إلى موضع سجودهم، وعلموا أن الله يقبل عليهم فلا يلتفتون يمينًا وشمالًا' . وقال ابن عباس في تفسيرها: ' أي خائفون ساكنون ' وبه قال طائفة من السلف كمجاهد، والحسن، وقتادة، والزهري، وإبراهيم النخعي . وجاء عن سعيد بن جبير رحمه الله قال: ' يعني متواضعين، لا يعرف من عن يمينه، ولا من عن شماله، ولا يلتفت من الخشوع لله عز وجل '. هذا معنى من قام لله خاشعًا: { الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ[2]} [سورة المؤمنون] فهو ساكن الجوارح، منكسر القلب لا يرفع بصره، ولا ينظر عن يمينه ولاعن شماله . وقد ذكر شيخ الإسلام في عدد من كتبه هذه المعاني [السابق 7/28-30، 22/ 553-557] وذكر غيرها كقول الضحاك:'الخشوع هو الرهبة لله عز وجل' أي: هذا الخشوع الذي ذكره الله جل جلاله. ونقل عن أبي سنان أنه قال في هذه الآية:' الخشوع في القلب، وأن يلين كنفه للمرء المسلم، وألا تلتفت في صلاتك'. ونقل عن قتادة قال: 'الخشوع في القلب، والخوف، وغض البصر في الصلاة ] وقد قال شيخ الإسلام رحمه الله في معنى : {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ[2]} [سورة المؤمنون]. يقول:' ومنه خشوع البصر وخفضه وسكونه، يعني أنه مضاد لتقليبه في الجهات، كقوله تعالى: { فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ[6] خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ[7] مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ[8]} [سورة القمر] . { خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ } أي: أنها ساكنة ذليلة، ثم ذكر الآية الأخرى وهي قوله تعالى: { يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ[43] خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ[44]} [سورة المعارج] وفي القراءة الأخرى: {خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ} يقول:'وفي هاتين الآيتين وصف أجسادهم بالحركة السريعة، حيث لم يصف بالخشوع إلا أبصارهم، بخلاف آية الصلاة وهي: {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ[2]} [سورة المؤمنون]. فإنه وصف بالخشوع جملة المصلين –يعنى البصر والبدن – وصفهم بكليتهم أنهم حققوا الخشوع فقال: {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} وقال: {وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ[45]} [سورة البقرة] . لم يقل إلا على الخاشعين في أبصارهم بينما في المحشر قال: {خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ...[7]} [سورة القمر] . مع أنهم يسرعون في مشيتهم، ويقول شيخ الإسلام:'ومن ذلك خشوع الأصوات كقولة: { وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ...[108]} [سورة طه] وهو انخفاضها وسكونها' أ. هـ بتصرف . ومما يدخل في هذا المعنى- وهو الثاني: السكون- قوله تعالى: {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ[238]} [سورة البقرة] حيث قال مجاهد:'من القنوت: الركون والخشوع وغض البصر، وخفض الصوت، والرهبة لله ' . والمعنى الثالث من معاني الخشوع في القرآن: الخوف: كما قال قتادة:'الخشوع في القلب: هو الخوف، وغض البصر في الصلاة' كما قال الله عز وجل: { وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ[90] } [سورة الأنبياء] قال الحسن:'هو الخوف الدائم في القلب' . وقال تعالى: {وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ ...[45]} [سورة الشورى] . وقال الله تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ[16]} [سورة الحديد]. والمعنى الرابع في القرآن: هو التواضع: ومن ذلك قولة تعالى: { وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ[45]{ [سورة البقرة] . وقال: { وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ ...[199]} [سورة آل عمران] . وقال: { وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا[109]} [سورة الإسراء] . وقال: { إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ...[35]} [سورة الأحزاب] . وكذا قوله: { سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ...[92]} [سورة الفتح] . قال مجاهد:'هو الخشوع والتواضع'. والمعنى الخامس: هو اليبس والجمود: كما في قوله تبارك وتعالى: { وَمِنْ ءَايَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً...[39]} [سورة فصلت] يعني: هامدة يابسة لا نبات فيها . |
|
|
![]() |