صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة

 
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 03-09-2012, 07:35 AM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي صيد الخاطر لابن الجوزي - الانقطاع إلى الله

صيد الخاطر لابن الجوزي - الانقطاع إلى الله







كنت في بداية الصبوة ،
قد ألهمت سلوك طريف الزهاد ،
بإدامة الصوم و الصلاة .

و حببت إلي الخلوة فكنت أجد قلباً طيباً .
و كانت عين بصيرتي قوية الحدة ،
تتأسف على لحظة تمضي في غير طاعة ،
و تبادر الوقتفي اغتنام الطاعات .
و لى نوع أنس ، و حلاوة مناجاة ! !

فانتهى الأمرإلى أن صار بعض ولاة الأمور يستحسن كلامي ،
فأمالني إليه ، فمال الطبع ، ففقدت تلك الحلاوة .
ثم استمالني آخر ، فكنت أتقي مخالطته و مطاعمه ،
لخوف الشبهات ،و كانت حالتي قريبة .
ثم جاء التأويل فانبسطت فيما يباح
فعدم ما كنت أجد من استنارة و سكينة .
و صارت المخالطة توجب ظلمة في القلب إلى أن عدم النور كله .
فكان حنيني إلى ما ضاع مني يوجب انزعاج أهل المجلس ،
فيتوبون و يصلحون ، وأخرج مفلساً فيما بيني و بين حالي .

و كثر ضجيجي من مرضي ، و عجزت عن طب نفسي ،
فلجأت إلى قبور الصالحين ، و توسلت في صلاحي ،
فاجتذبني لطف مولاي بي إلى الخلوة على كراهة مني ،
ورد قلبي علي بعد نفور مني ، وأراني عيب ما كنت أوثره .

فأفقت من مرض غفلتي ! و قلت في مناجاة خلوتي :
سيدي كيف أقدر على شكرك ؟ وبأي لسان أنطق بمدحك ؟
إذ لم تؤاخذني على غفلتي ، و نبهتني من رقدتي ،
و أصلحت حالي على كره من طبعي .
فما أربحني فيما سلب مني إذ كانت ثمرته اللجأ إليك !
و ما أوفر جمعي إذ ثمرته إقبالي على الخلوة بك .

و ما أغناني إذأفقرتني إليك ، و ما آنسني إذ أوحشتني من خلقك .
آه على زمان ضاع في غيرخدمتك ! أسفاً لوقت مضى في غير طاعتك .
قد كنت إذا انتبهت وقت الفجر لايؤلمني نومي طول الليل .
و إذا انسلخ عني النهار لا يوجعني ضياع ذلك اليوم .
و ما علمت أن عدم الإحساس لقوة المرض .

فالآن قد هبت نسائم العافية ،
فأحسست بالألم فستدللت على الصحة .
فيا عظيم الإنعام تمم لي العافية .
آه من سكير لم يعلم قدر عربدته إلا في و قت الإفاقة ؟
لقد فتقت ما يصعب رتقه ، فواأسفاً على بضاعة ضاعت ،
و على ملاح تعب في موج الشمال مصاعداً مدة ،
ثم غلبه النومفرد إلى مكانه الأول .
يا من يقرأ تحذيري من التخطيط فإني
ـ و إن كنت خنتنفسي بالفعل ـ
نصيح لإخوتي بالقول احذروا إخواني
من الترخص فيما لا يؤمن فساده .
فإن الشيطان يزين ، في أول مرتبة ،
ثم يجر إلي النجاح ، فتلمحوا المآل، و افهموا الحال .
و ربما أراكم الغاية الصالحة ،
و كان في الطريق إليه انوع مخالفة ،
فيكفي الإعتبار في تلك الحال ،
بأبيكم هل أدلك على شجرة الخلد و ملك لا يبلى.

إنما تأمل آدم الغاية و هي الخلد ، ولكنه غلط في الطريق ،
و هذا أعجب مصايد إبليس التي يصيد بها العلماء .
يتأولون لقوالب المصالح ، فيستعجلون ضرر المفاسد .
مثاله أن يقول للعالم : ادخل على هذا الظالم فاشفع في مظلوم ،
فيستعجل الداخل رؤية المنكرات ، و يتزلزل دينه .
وربما وقع في شرك صار به أظلم من ذلك الظالم .
فمن لم يثقبدينه فليحذر من المصائد ، فإنها خفية .
و أسلم ما للجان العزلة ، خصوصاً فيزمان قد مات فيه المعروف ،
و عاش المنكر ، و لم يبق لأهل العلم وقع عند الولاة .
فمن داخلهم دخل معهم فيما لا يجوز ،
و لم يقدر على جذبهم مما هم فيه .
ثم من تأمل حال العلماء الذين يعملون لهم في الولايات
يراهم منسلخين من نفعالعلم قد صاروا كالشرطة .
فليس إلا العزلة عن الخلق ،
و الإعراض عن كل تأويل فاسد في المخالطة .
و لأن أنفع نفسي وحدي ، خير لي من أن أنفع غيري و أتضرر.
فالحذر الحذر من خوادع التأويلات ، و فواسد الفتاوى ،
و الصبر الصبر على ماتوجبه العزلة .
فإنه إن انفردت بمولاك فتح لك باب معرفته . فهان كل صعب ،
و طاب كلمر ، و تيسر كل عسر و حصلت كل مطلوب .

و الله الموفق بفضله ، و لا حول و لاقوة إلا به .
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات