![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() أطفالنا (11) هيَّا بِنَا
by Dr. Nada Al-Kilani in Our Kids ![]() ![]() بسم الله الرحمن الرحيم تتمة الخطوات العملية في التربية والتي بدأتُ بها في المقال رقم (8) …. رابعاً : التمييز بين الشرع والتراث محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء والمرسلين ، بُعِثَ بالرسالة الخاتمة للرسالات كلها …. الحنيفية السمحة …. الشريعة الكاملة الُميَسَّرة التي اختارها الله لعباده لتكون منهاجاً لهم ينظم حياتهم حتى قيام الساعة . ولأن الإسلام هو الرسالة الخاتمة فهو صالح للتطبيق في كل زمان ومكان على وجه الأرض حتى قيام الساعة ، ليس ذلك فقط ، بل هو الشرع الذي يُصلِح كل زمان ومكان ، ويُسعِد الإنسان في كل زمان ومكان . هذه الصفات ( وهي * الصلاحية و* إصلاح و* إسعاد الإنسان في كل زمان ومكان ) لاتنطبق إلا على شرع الله ، العليم الخبير ، الذي خلق الكون ويعلم ما سيحدث فيه من تغيرات على مدار الزمن ، وما سيكون من تفاوت في أحوال الناس في مختلف مناطق الأرض . ونلاحظ أن الناس على مدار التاريخ الإسلامي كانوا يستحسنون بعض الأخلاق أو التصرفات فيلزمون أنفسهم بها ، وبمرور الوقت تتحول إلى أعراف اجتماعية راسخة في المنطقة التي نشأت فيها ، بل ربما ذهب الناس إلى أبعد من ذلك فربطوها بالدين وجعلوها جزءاً منه . هذه العادات والتقاليد أو ما يُسمَّى أحياناً ( التراث ) هي نتاج فكر بشري قابل للخطأ والصواب ، ولاتأخذ بأي حال من الأحوال صفة الشرع الحنيف ولاسيما من حيث صلاحيتها لكل زمان ومكان ، فهي إن صلحت لزمان قد لاتصلح لغيره ، وإن أصلحت أحوال الناس في مكان قد تفسدها في غيره . ولذلك فربط هذه العادات والتقاليد بالدين واعتبارها جزءاً لايتجزأ منه ، معناه إسباغ صفة الصلاحية لكل زمان ومكان عليها ، وهو مالاينطبق على أي نتاج بشري مهما كان نوعه . يهاجر المسلمون إلى الغرب من مختلَف بقاع العالم الإسلامي ، ويحمل كلٌ منهم معه الأفكار والقيم التي تربى عليها في موطنه الأصلي ، ويبذل كل ما يمكنه بذله من جهد ليُرَبِّيَ أبناءه على تلك القيم ، والتي عادة ماتكون خليطاً من الدين والتراث . وتبدأ المعاناة وتتنامى حين يُصِرُّ الوالدان على اعتبار التراث جزءاً لايتجزأُ من الدين ، ويطالبان الأولاد بالإلتزام به كما يلتزمون بأوامر الشرع . وكثيراً مايتحول الأمر إلى صراعٍٍ حقيقيٍ ، يشعر فيه الأبوان بالكثير من الإحباط وخيبة الأمل ، ويعاني فيه الأطفال والشباب من العنت والمشقة … . فهم من جهة يشعرون بخيبة أمل أهلهم فيهم ، ومن جهة أخرى هم عاجزون عن الإلتزام بعاداتٍ وتقاليدَ لاتتلاءم مع الجوِّ الذي يعيشون فيه . ومن المؤسف والمحزن أن هذا الصراع في حالات عديدة ينتهي برفض الجيل الجديد لكل أوامر الوالدين … أي الدين والتراث معاً ، وذلك لأنهم تربوا على اعتبارهما شيئاً واحداً . إن الفصل بين الدين والتراث ( وأعني بالتراث العادات والتقاليد والأعراف التي أنشأها البشر ) من الأهمية بمكان لكل والِدَين يرغبان في تنشئة جيل مسلم في الغرب ، فالدين الإسلامي شريعة كاملة لاتحتاج لإضافات من أي نوع ، وهي شريعة قد سَهَّلها الرحمن على عباده ، وهي محببة إلى النفوس ، ويملأُ تطبيقُها الحياةَ نوراً . أما ماسواها من عادات وتقاليد فلنتركها لمكانها الذي نشأت فيه فهي في أغلب الأحيان لاتصلح لغيره . |
|
|
![]() |