![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() من :الأخت الزميلة / جِنان الورد السعادةَ الدائِمةَ الإيمانُ بالله - جلَّ وعلا - الذي يجعلُ الإنسانَ سعيدًا بما أُعطِيَ في هذه الدنيا، راضِيًا بما رزقَه الله - جلَّ وعلا -، قانِعًا بما آتاه - تبارك وتعالى -. يقولُ - صلى الله عليه وسلم - مُذكِّرًا بهذه الحقيقة: ( مَن أصبحَ مِنكم آمِنًا في سِربه، مُعافًى في جسَدِه، عنده قُوتُ يومِه، فكأنَّما حِيزَت له الدنيا بحذافِيرِها ) رواه الترمذي وابن ماجَه. فالفلاحُ للعبدِ بما يتضمَّنُه هذا الفلاحُ مِن السُّرور والنعيم لا يكونُ إلا بما أخبرَ به صلى الله عليه وسلم - بقولِه: ( قد أفلحَ مَن أسلَمَ ورزقَه الله كفافًا، وقنَّعَه الله بما آتاه ) أخرجه مسلم. وفي هذا المعنى يقولُ أحدُ الصالِحين: " واللهِ إنا فِي سعادةٍ لو علِمَها أبناءُ المُلُوك لجالَدُونا عليها بالسيُوف ". ويقولُ آخر: "إنه لتمُرُّ بي أوقاتٌ أقولُ: إن كان أهلُ الجنَّة في مثلِ هذا إنهم لفي عيشٍ طيبٍ ". معاشِر المُسلمين: في قلوبِ العباد شعَثٌ لا يلُمُّه إلا الإقبالُ على الله - جلَّ وعلا -، وفي قلوبِهم وحشةٌ لا يُزِيلُها إلا الأُنسُ به - جلَّ شأنُه -، وفيها حزَنٌ - في هذه الدنيا - لا يُذهِبُه إلا السُّرورُ بتوحيدِه ومعرفتِه - عزَّ وجل -، وفيها نيرانُ حسراتٍ لا يُطفِئُها إلا الرِّضا بأمرِه ونهيِه، وقضائِه وقدَرِه، وهكذا هي الدنيا. وفي القلوبِ فاقةٌ لا يسُدُّها إلا محبَّتُه - سبحانه -، والإنابةُ إليه، ودوامُ ذِكرِه - سبحانه وتعالى -، يقولُ - جلَّ وعلا -: { أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } [ الرعد: 28 ]. ويقولُ - صلى الله عليه وسلم -: ( أرِحنا يا بلالُ بالصلاة ! ) رواه أبو داود بسندٍ صحيحٍ. إنه معنى « أرِحنا بالصلاة » لا " أرِحنا مِن الصلاة ". ويقولُ - صلى الله عليه وسلم -: ( وجُعِلَت قُرَّةُ عيني في الصلاة ) رواه النسائي، وصحَّحه جمعٌ مِن الحُفَّاظ. فمَن أرادَ السعادةَ الدائِمةَ، والراحةَ التامَّةَ ظاهرًا وباطنًا، في القلبِ وفي الجوارِح، فعليه أن يضبِطَ نفسَه بأوامرِ الله - سبحانه -، وأن يعيشَ بطاعةِ الله - جلَّ وعلا - في جميعِ حياتِه، وشتَّى تصرُّفاته؛ فإنه سينقلِبُ مِن نعيمٍ إلى نعيمٍ في هذه الدنيا، وفي دار البرزَخ، وفي الدار الآخرة، وعليه دلالةُ قولِه - جلَّ وعلا -: { إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ } [ الانفطار: 13 ]. واحذَر - أيها المُسلم - مِن العِصيان؛ فوبالُه حسرةٌ وخُسرانٌ. قال ابنُ القيِّم - رحمه الله تعالى -: "إن العبدَ إذا عصَى اللهَ سلَّط الله عليه أمرَين لا ينفَكَّان عنه حتى يثُوبَ إلى الله - جلَّ وعلا -: الأول: الغمُّ، الثاني: الهمُّ، قال - جلَّ وعلا -: { وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا } [ طه: 124 ]". فعلَّق قلبَك - أيها المُسلم - بالله - جلَّ وعلا -، أحسِن الظنَّ بربِّك، وكُن عبدًا نقيًّا تقيًّا طائِعًا؛ تكُن سعيدًا فرِحًا مسرُورًا، فربُّنا - جلَّ وعلا - يقول: { أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ } [ الزمر: 22 ]. جعلَنا الله وإياكم في سُرورٍ وحُبُورٍ. أقولُ هذا القولَ، وأستغفِرُ اللهَ لي ولكم ولسائِرِ المُسلمين من كل ذنبٍ، فاستغفِرُوه إنه هو الغفورُ الرحيمُ. |
|
|
![]() |