المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى
قال الإمام القرطبي رحمه الله تعالى في تفسيره : تعرض قوم لتعديد منافع العصا منهم ابن عباس رضي الله عنه , قال : - إذا انتهيت إلى رأس بئر فقصر الرشا وصلته بالعصا . - وإذا أصابني حر الشمس غرزتها في الأرض وألقيت عليها ما يظلني . - وإذا خفت شيئا من هوام الأرض قتلته بها . - وإذا مشيت ألقيتها على عاتقي وعلقت عليها القوس والكنانة والمخلاة . - وأقاتل بها السباع عن الغنم . وروي عنه ميمون بن مهران قال : إمساك العصا سنة للأنبياء , وعلامة للمؤمن . وقال الحسن البصري : فيها ست خصال : 1- سنة للأنبياء . 2- وزينة الصلحاء . 3- وسلاح على الأعداء . 4- وعون للضعفاء . 5- وغم المنافقين . 6- وزيادة في الطاعات . ويقال : إذا كان مع المؤمن العصا : - يهرب منه الشيطان . - ويخشع منه المنافق والفاجر . - وتكون قبلته إذا صلى . - وقوة إذا أعيا . ولقي الحجاج أعرابيا فقال : من أين أقبلت يا أعرابي ؟ قال : من البادية . قال : وما في يدك ؟ قال : عصاي : - أركزها لصلاتي . - وأعدها لعداتي . - وأسوق بها دابتي . - وأقوى بها على سفري . - وأعتمد بها في مشيتي لتتسع خطوتي . - وأثب بها النهر . - وتؤمنني من العثر . - وألقي عليها كسائي فيقيني الحر , ويدفئني من القر . - وتدني إلي ما بعد مني . - وهي محمل سفرتي . -وعلاقة إداوتي . - أعصي بها عند الضراب . - وأقرع بها الأبواب . - وأتقي بها عقور الكلاب . - وتنوب عن الرمح في الطعان . - وعن السيف عند منازلة الأقران . - ورثتها عن أبي , وأورثها بعدي ابني . - وأهش بها على غنمي . - ولي فيها مآرب أخرى , كثيرة لا تحصى . قلت :منافع العصا كثيرة , ولها مدخل في مواضع من الشريعة : - منها أنها تتخذ قبلة في الصحراء ; وقد كان للنبي عليه الصلاة والسلام عنزة تركز له فيصلي إليها . - وكان إذا خرج يوم العيد أمر بالحربة فتوضع بين يديه فيصلي إليها ; وذلك ثابت في الصحيح . والحربة والعنزة والنيزك والآلة اسم لمسمى واحد . وكان له محجن وهو عصا معوجة الطرف يشير به إلى الحجر إذا لم يستطع أن يقبله ; ثابت في الصحيح أيضا . وفي الموطأ عن السائب بن يزيد أنه قال : أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه أبي بن كعب وتميما الداري أن يقوما للناس بإحدى عشرة ركعة , وكان القارئ يقرأ بالمئين حتى كنا نعتمد على العصي من طول القيام , وما كنا ننصرف إلا في بزوغ الفجر . وفي الصحيحين : أنه عليه الصلاة والسلام كان له مخصرة . والإجماع منعقد على أن الخطيب يخطب متوكئا على سيف أو عصا , فالعصا مأخوذة من أصل كريم , ومعدن شريف , ولا ينكرها إلا جاهل . وقد جمع الله لموسى في عصاه من البراهين العظام , والآيات الجسام , ما آمن به السحرة المعاندون . واتخذها سليمان لخطبته وموعظته وطول صلاته . وكان ابن مسعود صاحب عصا النبي صلى الله عليه وسلم وعنزته ; وكان يخطب بالقضيب - وكفى بذلك فضلا على شرف حال العصا - وعلى ذلك الخلفاء وكبراء الخطباء , وعادة العرب العرباء , الفصحاء اللسن البلغاء أخذ المخصرة والعصا والاعتماد عليها عند الكلام , وفي المحافل والخطب . وأنكرت الشعوبية على خطباء العرب أخذ المخصرة والإشارة بها إلى المعاني . والشعوبية تبغض العرب وتفضل العجم . قال مالك : كان عطاء بن السائب يمسك المخصرة يستعين بها . قال مالك : والرجل إذا كبر لم يكن مثل الشباب يقوى بها عند قيامه . قلت : وفي مشيته كما قال بعضهم : قد كنت أمشي على رجلين معتمدا فصرت أمشي على أخرى من الخشب قال مالك رحمه الله ورضي عنه : وقد كان الناس إذا جاءهم المطر خرجوا بالعصي يتوكئون عليها , حتى لقد كان الشباب يحبسون عصيهم , وربما أخذ ربيعة العصا من بعض من يجلس إليه حتى يقوم . ومن منافع العصا ضرب الرجل نساءه بها فيما يصلحهم , ويصلح حاله وحالهم معه . ومنه قوله عليه السلام ( وأما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه ) في إحدى الروايات . وقد روي عنه عليه السلام أنه قال لرجل أوصاه : ( لا ترفع عصاك عن أهلك أخفهم في الله ) رواه عبادة بن الصامت ; خرجه النسائي . ومن هذا المعني قوله صلى الله عليه وسلم : ( علق سوطك حيث يراه أهلك ) وقد تقدم هذا في " النساء " . ومن فوائدها التنبيه على الانتقال من هذه الدار ; كما قيل لبعض الزهاد : ما لك تمشي على عصا ولست بكبير ولا مريض ؟ قال إني أعلم أني مسافر , وأنها دار قلعة , وأن العصا من آلة السفر .أ.هـ __________________ قال ابن رجب رحمه الله : "خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد لايطلع عليها الناس". وقال بعضهم : ( كم من معصية في الخفاء منعني منها قوله تعالى : " ولمن خاف مقام ربه جنتان " ) . " إن الحسرة كل الحسرة ، والمصيبة كل المصيبة : أن نجد راحتنا حين نعصي الله تعالى ". |
|
|