![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#2
|
|||
|
|||
![]() فكتب القاضي إلى الأمير : " أما بعد.. أبقى الله الأمير وحفظه ، وأتم نعمته عليه ، فقد جاءتني امرأة فذكرت أن الأمير اغتصب بستانها أمس ، فليحضر الأمير الحكم الساعة ، والسلام ". فلما قرأ الأمير كتاب شريك غضب غضبًا شديدًا ، ونادى على صاحب الشرطة ، وقال له : اذهب إلى القاضي شريك ، وقل له -بلساني- : يا سبحان الله!! ما رأيت أعجب من أمرك ! كيف تنصف على الأمير امرأة حمقاء لم تصح دعواها ؟ فقال صاحب الشرطة : لو تفضل الأمير فأعفاني من هذه المهمة ، فالقاضي كما تعلم صارم ، فقال الأمير غاضبًا : اذهب وإياك أن تتردد . فخرج صاحب الشرطة من عند الأمير وهو لا يدري كيف يتصرف ، ثم قال لغلمانه : اذهبوا واحملوا إلى الحبس فراشًا وطعامًا وما تدعو الحاجة إليه ، ومضى صاحب الشرطة إلى شريك ، فقال القاضي له : إنني طلبت من الأمير أن يحضر بنفسه ، فبعثك تحمل رسالته التي لا تغني عنه شيئًا في مجلس القضاء !! ونادي على غلام المجلس وقال له : خذ بيده وضعه في الحبس ، فقال صاحب الشرطة : والله لقد علمت أنك تحبسني فقدمت ما أحتاج إليه في الحبس . وبعث الأمير موسى بن عيسى إليه بعض أصدقائه ليكلموه في الأمر فأمر بحبسهم ، فعلم الأمير بما حدث ، ففتح باب السجن وأخرج مَنْ فيه ، وفي اليوم التالي ، عرف القاضي شريك بما حدث ، فقال لغلامه : هات متاعي والحقني ببغداد ، والله ما طلبنا هذا الأمر (أي القضاء) من بني العباس ، ولكن هم الذين أكرهونا عليه ، ولقد ضمنوا لنا أن نكون فيه أعزة أحرارا . فلما عرف الأمير موسى بذلك ، أسرع ولحق بركب القاضي شريك ، وقال له : يا أبا عبد الله أتحبس إخواني بعد أن حبست رسولي ؟ فقال شريك : نعم؛ لأنهم مشوا لك في أمر ما كان لهم أن يمشوا فيه ، وقبولهم هذه الوفادة تعطيل للقضاء ، وعدوان على العدل ، وعون على الاستهانة بحقوق الضعفاء ، ولست براجع عن غايتي أو يردوا جميعًا إلى السجن ، وإلاَّ مضيت إلى أمير المؤمنين فاستعفيته من القضاء ، فخاف الأمير وأسرع بردِّهم إلى الحبس ، وجلس القاضي في مجلس القضاء ، واستدعى المرأة المتظلمة وقال : هذا خصمك قد حضر.. فقال الأمير : أما وقد حضرت فأرجو أن تأمر بإخراج المسجونين ، فقال شريك : أما الآن فلك ذلك . ثم سأل الأميرَ عما تَدَّعيه المرأة ، فقال الأمير : صدقت.. فقال القاضي شريك : إذن ترد ما أخذت منها، وتبني حائطها كما كان .. قال الأمير : أفعل ذلك ، فسأل شريك المرأة : أبقي لك عليه شيئًا ؟ قالت : بارك الله فيك وجزاك خيرًا ، وقام الأمير من المجلس وهو يقول : مَنْ عَظَّمَ أمرَ اللِه أذل الله له عظماء خلقه ، ومات القاضي شريك سنة 177 هـ . موسوعة الاسرة المسلمة في الله اخوكم مصطفى الحمد |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |