![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#2
|
|||
|
|||
![]() السؤال ممن لا يملّ العطاء : من كمال التوحيد ترك سؤال الناس ، و أن يطلب المسلم من الله وحده في كل شأن من الشؤون ، لأنه سبحانه هو الذي الحَّ على عباده أن يسألوه ، قال تعالى : } و اسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ } [ النساء : 32 ] وروى الترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( سَلُوا الله من فضله ، فإن الله يُحبُّ أن يُسأل ) و هو سبحانه الذي لا يمل سؤالاً و لا طلباً ، لأن خزائنه ملأى لا تنفذ : { مَا عِنْدَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ } [ النحل : 96 ] سؤال غير الله ذلة و مهانة : إن الناس إذا سئلوا : فإما أن يعطوا و إما أن يمنعوا ، و هم إن أعطوا مَنَّوا ، و إن منعوا ، أهانوا وأذلوا ، و كل ذلك مما يحز في نفس المسلم و يدخل عليه المقت والكرب ، و يحط من كرامته ، و ينال من عزته ، و لذلك كان صلى الله عليه و سلم ربما أخذ العهد على من يبايعه على الإسلام أن لا يسأل الناس شيئاً ، و قد بايع جماعة من الصحابة على ذلك ، منهم : أبو بكر الصديق ، و أبو ذر، و ثوبان ، و عوف بن مالك ، رضي الله عنهم . الاستعانة بالقوي الذي لا يُغْلَب : الاستعانة إنما بالقوي القادر على الإعانة ، و العبد يحتاج إلى الإعانة في كل كبير وصغير ، و لا قادر على ذلك إلا الله سبحانه ، وغيره عاجز عن أن يدفع عن نفسه ضراً أو يجلب لها نفعاً ، فمن أعانه الله فهو المعان ، و من خذله فهو المخذول : { إِنْ يَنْصُرْكُمْ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ وَ إِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ } [ آل عمران : 160 ] الاستعانة بغير الله عز و جل استكانة و ضعف : إن الاستعانة تستدعي إظهار ضعف المستعين و حاجته و مسكنته ، و هذا تذلل و افتقار لا يكون إلا لله وحده ، لأنه حقيقة العبادة ، فإن كان لغيره تعالى كان ذلاً واستكانة لا جدوى منها . الإيمان بالقضاء والقدر سكينة واطمئنان : بعد الثقة بحفظ الله تعالى و تأييده ، و الاعتماد عليه وحده في كل الشؤون ، لا يُبالي العبد المؤمن بما يدبره الخلق أو يفعله العبد ، بل فليعلم أن الخير و الشر بتقدير الله تعالى ، و أن النفع و الضر بإرادته ، و ليس للعالمين من الأمر شيء : { قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ } [ النساء : 78 ] و إنما العباد أسباب لينالوا الثواب أو يستحقوا العقاب : ( و اعلمْ أن الأمةَ لو اجتمعتْ على أن ينفعوكَ بشيءٍ لم ينفعوكَ إلا بشيءٍ قد كتبَه الله لك ، و إن اجتمعوا على أن يضُّروك بشيءٍ لم يضُّروك إلا بشيء قد كتبَه الله عليك ) { وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [ الأنعام : 17 ] فلا يستطيع أحد أن يحصل لك أذى لم يقدره الله عليك ، بل يدفعه الله سبحانه عنك ، و كذلك إذا أغراك أحد بالنفع فلا يمكن أن يحقق لك ما يعدك به ، إذا كان الله سبحانه لم يرده لك : { مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَ لا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا } [ الحديد : 22 ] روى أحمد و غيره ، عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( إِنَّ لكلِّ شيءٍ حقيقةٌ ، وما بلغ عبدٌ حقيقةَ الإيمانِ حتى يعْلَمَ أنَّ مَا أصابَه لم يكنْ ليخطِئَهُ ، وما أخطأه لم يكنْ ليُصيبَهُ ) الراوي : أبو الدرداء - المحدث : الألباني – المصدر : صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم : 2150 خلاصة حكم المحدث : صحيح الإيمان بالقضاء و القدر شجاعة و إقدام : بعد ما ثبت أن النفع والضر قدر محتم ، لا ينال المرء منه إلا ما سبق في علم الله عز وجل أنه مصيبة ، و إذاً فليندفع المؤمن إلى ما أمره الله به ، و ليقل الحق ولو على نفسه ، و لا يخاف في الله لومة لائم ، و ليقف مواقف الشجاعة والبطولة ، دون أن يخاف الموت أو يرجو الحياة ، معلناً صدق يقينه بما يتلوه من قول الله عز وجل : { قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ } [ التوبة : 51 ] و لطالما أن المقدر لا بد أن يسعى إليه من قدر عليه : { قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمْ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ } [ آل عمران : 154 ] أي لو لم تخرجوا إلى المعركة ، و بقيتم في منازلكم ، لخرج من قدر عليهم أن يموتوا قتلاً إلى الأماكن التي قُتلوا فيها ، طوعاً من عند أنفسهم ، ليقتلوا هناك . الإيمان لا استسلام ، وتوكل لا تواكل : إن الإيمان بالقضاء والقدر، بالمعنى الذي سبق ، يدلنا على بطلان ادعاء أولئك الجبناء المتخاذلين ، المستسلمين لشهواتهم و أهوائهم عندما يحتجون لانحرافهم و ضلالهم ، و استمرارهم على المعصية و إصرارهم ، و يحتجون بتقدير الله تعالى ذلك عليهم ، في حال أن الله تعالى - الذي أمرنا بالأيمان بقضائه و قدره - أمرنا بالعمل فقال سبحانه : { وَقُلْ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ } [ التوبة : 105 ] و رسوله صلى الله عليه وسلم ، الذي هو قدوتنا في كل شيء ، أبان لنا أن على المسلم أن يأخذ بالأسباب ، من العمل و السعي و بذل الجهد ، فمن ترك الأسباب محتجاً بالقدر فقد عصى الله تعالى و رسوله صلى الله عليه و سلم ، و خالف شرعة الإسلام ، لأن ترك الأسباب تواكل و كسل لا يرتضيه الإسلام ، و الأخذ بالأسباب مع الاعتماد على الله تعالى وحده في تحقيق النتائج توكل و أيمان ، روى مسلم : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ( اعمَلوا فكلٌ مُيَسَّرٌ لمَا خُلِقَ لهُ ) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |