![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#2
|
|||
|
|||
![]() معاشرَ الإخوة الرفقُ هو منهجُ نبيِّنا و حبيبنا و سيِّدنا محمّد صلى الله عليه و آله و سلّم منحه ذلك ربُّه ، و امتنَّ به عليه بقوله تعالى : { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ } [آل عمران: 159] . فرسولُ الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم هو المثلُ الأعلى و الأسوةُ الأولى في أفعالِه و أقوالِه و معاملاتِه رِقّةً و حُبًّا و عطفا و رِفقًا ، يقول أنس رضي الله عنه : [ خدمتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم عشر سنين ، والله ما قال لي أُفًّا قطّ ، و لا قالَ لشيءٍ : لِمَ فعلتَ كَذَا ؟ و هلا فعلتَ كذا ؟ ] متفق عليه. و عنه رضي الله عنه قال : [ كنتُ أمشِي معَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم و عليه بُرْدٌ غليظُ الحاشية ، فأدركه أعرابيّ فجذبَهُ جذبةً شديدة حتى نظرتُ إلى صَفحةِ عاتِقِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم و قد أثَّرتْ بها حاشيةُ البردِ من شدّة جذْبتِه ، ثم قال: يا محمد ، مُرْ لي من مالِ اللهِ الذي عندَك ، فالتفت رسولُ اللهِ صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم و ضحِكَ، و أمرَ له بعطاء ] . أخرجه البخاري . الله أكبر ما لانت القلوب ، و أخبتت لعلام الغيوب ، و الله أكبر ما صفت النفوس و سبحت للملك القدوس ، الله أكبر الله أكبر و لا إله إلا الله ، و الله أكبر ، الله أكبر و لله الحمد . أيّها المسلمون الرفقُ سلوكٌ كريم في القول و العملِ و توسّطٌ في المواقف ، و اعتدالٌ و توافق ، و اختيارٌ للأسهل و الألطف . ليس للرفقِ حدودٌ تقيِّده و لا مجالٌ يحصُره ، بل هو مطلوبٌ في كلِّ الشؤون و الأحوال و في الحياة كلِّها و في شأنِ المسلم كلِّه . يأتي في مقدّمة ذلك المطلوباتُ الشرعية ؛ فربّنا - عزَّ شأنه - رفيق بخلقِه رؤوف بعباده كريم في عفوه رفيقٌ في أمره و نهيه ، لا يأخذ عبادَه بالتكاليف الشاقّة ، { فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ } [التغابن: 16] ، { لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا } [البقرة: 286] ، { يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ } [البقرة: 185] و من أعظم صوَر الرفق أيها الأحبة : الرفقُ بالأهل و الأسرةِ من الآباءِ و الأمهاتِ و الأطفالِ و الزّوجات . يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله : " شِدّة الوطأة على النساء مذموم ؛ لأنَّ النبي صلى الله عليه و سلم أخذَ بسيرةِ الأنصار في نسائِهم و تركَ سيرةَ قومه " . أيّها الأبناء ارفُقوا بآبائكم و أمهاتكم ، أحسِنوا الصحبة ، و لينوا في المعاملة ، { وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا } [الإسراء: 24] . أيّها الآباء ، أيّها الأمّهات ارفقوا بأبنائكم و بناتِكم ؛ فربكم يعطِي على الرفقِ ما لا يعطِي على العنفِ ، و إذا أراد الله بأهلِ بيتٍ خيرًا أدخل عليهم الرفق . ترفَّقوا بالخدمِ و العمّال ، و لا تكلِّفوهم ما لا يطيقون ، و أحسِنوا مخاطبتَهم ، و أعطوهم أجورَهم طيِّبةً بها نفوسُكم في مواعيدِها و إذا طلبوها ، و أطعِموهم مما تطعمون . جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله ! كم أعفو عن الخادم ؟ فصمت عنه رسول الله صلى الله عليه و سلم ، ثم قال : يا رسول الله ! كم أعفو عن الخادم ، فقال صلى الله عليه و سلم : ( كل يوم سبعين مرة ) أيّها المعلِّمون أيّها الدّعاة أيّها المسؤولون ارفقوا و ترفَّقوا ؛ فالرفقُ و الإحسان أسرعُ قبولا و أعظمُ أثرًا . و بعد عبادَ الله فالحلم بالتحلُّم ، و العلم بالتعلُّم ، و الرفق بالترفّق ، و حُسن الخلق كلّه بالتخلّق ، و من يَتوخَّ الخير يُعطَه ، و من يتوقَّ الشر يوقَه ، و أوّل المودّة طلاقةُ الوجه ، و الثانيةُ الرفقُ و التودّد ، و الثالثة قضاء حوائج الناس . أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، { خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ * وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ } [الأعراف: 199-201] . الله أكبر ما عنَت الوجوه للحيّ القيوم ، و الله أكبر ما ندِم المقصِّرون ، و استغفر المذنبون ، الله أكبر ، و لله الحمد . بارك الله لي و لكم و نفعني الله و إياكم بالقرآن العظيم ، و بهدي سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم . و أقول قولي هذا ، و أستغفر الله لي و لكم و لسائرِ المسلمين من كلّ ذنب و خطيئة ، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |