![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#2
|
|||
|
|||
![]() والدلالة التي لا تخفى على المتأمل : { فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا } [ البقرة : 164 ] ثم قال : { كَذَلِكَ الْخُرُوجُ } [ ق :11 ] أي مثل هذا الإخراج من الأرض الفواكه والثمار والأقوات والحبوب , خروجكم من الأرض بعد ما غيّبتم فيها . وقد ذكرنا هذا القياس وأمثاله من المقاييس الواقعة في القرآن في كتابنا " المعالم " أنظر أعلام الموقعين عن رب العالمين . بيّنا ما فيها من الأسرار و العبر . ثم انتقل سبحانه إلى تقرير النبوّة بأحسن تقرير, وأوجز لفظ , وأبعده عن كل شبهة وشك , فأخبر أنه أرسل إلى قوم نوح وعاد وثمود وقوم لوط وقوم فرعون رسلا فكذّبوهم , فأهلكهم بأنواع الهلاك , وصدق فيهم وعيده الذي أوعدتهم به رسله أن لم يؤمنوا , وذا تقرير لنبوّة من أخبر بذلك عنهم , من غير أن يتعلّم من معلّم ولا قرأه في كتاب , بل أخبر به إخبارا مفصّلا مطابقا لما عند أهل الكتاب . ولا يرد على هذا إلا سؤال البهت والمكابرة على جحد الضروريات , بأنه لم يكن شيء من ذلك , أو أن حوادث الدهر ونكباته أصابتهم كما أصابت غيرهم , وصاحب هذا السؤال يعلمن نفسه أنه باهت مباهت جاحد لما شهد به العيان, وتناقلته القرون قرنا بعد قرن , فإنكاره بمنزلة إنكار وجود المشهورين من الملوك والعلماء والبلاد النائية . ثم عاد سبحانه إلى إقرار المعاد بقوله : { أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ } [ ق : 15 ] يقال لكل من عجز عن شيء : عيي به فلان بهذا الأمر . قال الشاعر : عيوا بأمرهم *** كما عيت ببيضتها الحمامة ومنه قوله تعالى : { وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ } [ الأحقاف : 33 ] قال ابن عبّاس : [ يريد أفعجزنا , وكذلك قال مقاتل ] قلت : هذا تفسير بلازم اللفظة , وحقيقتها أعم من ذلك , فان العرب تقول : أعياني أن أعرف كذا , وعييت به إذا لم تهتد لوجهه , ولم تقدر على معرفته وتحصيله . فتقول : أعياني دواؤك إذا لم تهتد له, ولم تقف عليه . ولازم هذا المعنى العجز عنه . والبيت الذي استشهدوا به شاهد لهذا المعنى , فان الحمامة لم تعجز عن بيضتها , ولكن أعياها إذا أرادت أن تبيض أين ترمي بالبيضة , فهي تدور و تجول حتى ترمي بها , فإذا باضت أعياها أين تحفظها وتودعها حتى لا تنال , فهي تنقلها من مكان الى مكان وتحار أين تجعل مقرّها , كما هو حال من وعى بأمره فلم يدر من أين يقصد له و من أين يأتيه , وليس المراد بالإعياء في هذه الآية التعب , كما يظنّه من لم يعرف تفسير القرآن , بل هذا المعنى : هو الذي نفاه سبحانه عن نفسه في آخر السورة بقوله : { مَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوب } [ ق : 38 ] ثم أخبر سبحانه أنّهم : { فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ } [ ق : 15 ] أي أنهم التبس عليهم إعادة الخلق خلقا جديدا , ثم نبههم على ما هو أعظم آيات قدرته وشواهد ربوبيّته وأدلة المعاد : وهو خلق الإنسان , فانه من أعظم الأدلة على التوحيد والمعاد وأي دليل أوضح من تركيب الصورة الآدميّة بأعضائها وقواها وصفاتها , وما فيها من اللحم والعظم والعروق والأعصاب والرباطات والمنافذ والآلات والعلوم والإرادات والصناعات, كل ذلك من نطفة ماء . فلو أنصف العبد لاكتفى بفكره في نفسه , و استدل بوجوده على جميع ما أخبرت به الرسل عن الله وأسمائه و صفاته . ثم أخبر سبحانه عن إحاطة علمه به , حتى علم ما توسوس به نفسه , ثم أخبر عن قربه إليه بالعلم والإحاطة وأن ذلك أدنى إليه من العرق الذي داخل بدنه , فهو أقرب إليه بالقدرة عليه و العلم به من ذلك العرق . وقال شيخنا وهو شيخ الإسلام بن تيمية : المراد بقول " نحن " : ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ,أي ملائكتنا, كما قال : { فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ } [ القيامة : 18 ] أي إذا قرأه عليك رسولنا جبريل . قال : ويدل عليه قوله : { إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ } [ ق : 17 ] فقيد القرب المذكور بتلقّي الملكين , فلا حجة في الآية لحلولي ولا معطّل . ثم أخبر سبحانه أن على شماله ويمينه ملكين يكتبان أعماله وأقواله , ونبه بإحصاء الأقوال وكتابتها على كتابة الأعمال , التي هي أقل وقوعا , وأعظم أثرا من الأقوال, وهي غايات الأقوال ونهايتها |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |