[adnan]

( الحلقة رقم : 517)

{ الموضوع الحادى عشر الفقرة 17 }

( أحكــام الـطلاق )

أخى المسلم

ونواصل معكم اليوم الموضوع الحادى عشر من مواضيع دين و حكمة

الحمد لله رب العالمين
و الصلاة والسلام على سيد الأولين و الأخرين
سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
و من أهتدى بهديه إلى يوم الدين .

قال تعالى

{ الطَّلاَقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ

وَلاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُواْ مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً

إِلاَّ أَن يَخَافَا أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ

فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ }

[ البقرة 229 ]

عن أبى هريرة رضى الله عنه :

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

( ثلاثٌ جِدُّهنَّ جِدٌّ، وَهَزلُهُنَّ جِدٌّ: النِّكاحُ، والطَّلاقُ، والرَّجعةُ )

رواه أحمد، وأبو داود ، وابن ماجه ، والترمذى ، والحاكم

أخى المسلم

نستكمل حديثنا عن : تقسيم الطلاق

وتحدثنا فى الحلقة السابقة عن الطلاق السنى

ونتحدث اليوم عن الطلاق البدعى

فلنبدأ على بركة الله

الطلاق البدعى

الطلاق البدعى هو أن يطلق الرجل إمرأته ثلاث طلقات فى لفظ واحد

أو يطلقها وهى حائض أو يطلقها فى طهر جامعها فيه

وهو طلاق مخالف للشرع .

وقد أجمع العلماء على أن الطلاق البدعى حرام وأن فاعله آثم

وذهب جمهور العلماء إلى أنه واقع

والإستدلال على ذلك :

1- ان الطلاق البدعى مندرج تحت الآيات العامة

2- تصريح ابن عمر رضى الله عنه لما طلق إمرأته وهى حائض

وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بمراجعتها بأنها حسبت تلك الطلقة

وذهب بعض العلماء بأن الطلاق البدعى لا يقع

ومنعوا إندراجه تحت العموميات لأنه ليس من الطلاق الذى أذن الله به

بل هو من الطلاق الذى أمر الله بخلافه .

قال تعالى :

{ طَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ }

وقال صلى الله عليه وسلم لإبن عمر رضى الله عنه :

( مره فليراجعها )

وصح أنه غضب عندما بلغه ذلك وهو لا يغضب مما أحله الله .

وأما قول ابن عمر إنها حسبت فلم يبين من الحاسب لها

بل أخرج عنه أحمد وأبو داود والنسائى :

أنه طلق إمرأته وهى حائض

فردها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يرها شيئاً

وإسناد هذه الرواية صحيح ولم يأت من تكلم عليها بطائل

وهى مصرحه بأن الذى لم يرها شيئا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم

فلا يعارضها قول إبن عمر رضى الله عنه

لأن الحجة فى روايته لا فى رأيه .

وأما الرواية بلفظ :

( مره فليراجعها )

ويعتد بتطليقه فهذه لو صحت لكانت حجة ظاهرة

ولكنها لم تصح كما جزم به إبن القيم

أخى المسلم

مما ذكرناه والحاصل أن الإتفاق كائن على أن الطلاق المخالف

لطلاق السنة يقال له طلاق بدعة

قال صلى الله عليه وسلم :

( إن كل بدعه ضلاله )

ولا خلاف أيضاً إن هذا الطلاق مخالف لما شرعه الله فى كتابه

وبينه رسول الله صلى الله عليه وسلم فى حديث إبن عمر

وما خالف ما شرعه الله ورسوله فهو رد :

عن عائشه رضى الله عنها قالت :

أن النبى صلى الله عليه وسلم قال :

( كل عمل ليس عليه أمرنا فهو رد )

متفق عليه

فمن زعم أن هذه البدعة يلزم حكمها

وأن هذا الأمر الذى ليس من أمره صلى الله عليه وسلم

يقع من فاعله ومقيد به لا يقبل منه ذلك إلا بدليل .

من ذهب إلى أن طلاق البدعة لا يقع

عبد الله بن معمر

سعيد بن المسيب

طاووس من أصحاب إبن عباس

وبه قال :

خلاس بن عمرو

وأبو قلابه من التابعين

وهو إختيار الإمام إبن عقيل من أئمة الحنابلة وأئمة آل البيت

والظاهرية فى مذهب الإمام أحمد واختاره إبن تيميه .

انتهى

أخى المسلم

إنتهينا بفضل الله وحمده من شرح وتعريف كلاً من :

الطلاق السنى والطلاق البدعى

إنتظرونا فى الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى

وموضوع جديد وهو :

1- طلاق الحامل

2 - طلاق الآيسه والصغيره والمنقطعة الحيض

3 - الحكمة فى تحريم الطلاق فى الحيض

إنتظرونا ولا تنسونا من صالح الدعوات .

حكمة وعظة اليوم

اطلبوا الخير من بطون شبعت ثم جاعت

فإن الخير فيها باق

ولا تطلبوا الخير من بطون جاعت ثم شبعت

فإن الشح فيها باق .

و إلى اللقاء فى الحلقة القادمة إن كان فى العمر بقية إن شاء الله

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أخيكم الفقير إلى عفو ربه و مغفرته

هشام عباس محمود