![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#2
|
|||
|
|||
![]() لقد اجتمع ليوسف عليه السلام ، من الدواعي لإتيان الفاحشة الشيء الكثير ؛ فلقد كان شابا و فيه من الشباب ما فيه ، (( وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا )) [يوسف:24] . و قد غلقت الأبواب ، و هي ربة الدار ، و تعلم بوقت الإمكان و عدم الإمكان فكان ماذا ؟ (( قَالَ مَعَاذَ ٱللَّهِ إِنَّهُ رَبّى أَحْسَنَ مَثْوَاىَّ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلظَّـٰلِمُونَ )) [يوسف:23] . استعاذة و تنزه و إستقباح ، و لماذا ؟ و ما هو السبب ؟ لأنه يعبد الله كأنه يراه ، فأراه الله برهان ربه ((وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبّهِ وَنَهَى ٱلنَّفْسَ عَنِ ٱلْهَوَىٰ ** فَإِنَّ ٱلْجَنَّةَ هِىَ ٱلْمَأْوَىٰ)) [النازعات:40، 41] . (( كان الكفل، من بني إسرائيل ، لا يتورع من ذنب عمله ، فأتته امرأة فأعطاها ستين دينارا على أن يطأها ، فلما أرادها على نفسها ، أرتعدت و بكت ، فقال : ما يبكيك ؟ قالت: لأن هذا عمل ما عملته ، و ما حملني عليه إلا الحاجة . فقال : تفعلين أنت هذا من مخافة الله ، فأنا أحرى ، اذهبي فلك ما أعطيتك و والله ما أعصيه بعدها أبدا ، فمات من ليلته فأصبح مكتوبا على بابه : إن الله قد غفر للكفل ، فعجب الناس من ذلك )) رواه الترمذي و حسنه و الحاكم و صححه . فاتقوا الله ـ معاشر المسلمينـ و تخلقوا بأخلاق رسول الله و أهتدوا بهديه تفلحوا ، و يتحقق لكم ما وعدكم به من الاستظلال بظل الرحمن يوم لا ظل إلا ظله . بارك الله لي و لكم في الوَحيين ، و نفعني و إيّاكم بهدي سيِّد الثقلين ، أقول قولي هذا ، و أستغفر الله العظيم الجليل لي و لكم و لسائرِ المسلمين من كلّ ذنبٍ ، فأستغفروه و توبوا إليه ؛ إنه كان توّابًا . الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا و يرضى ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، و أشهد أن محمدا عبده ورسوله صلوات ربي و سلامه عليه و على آله و أصحابه و من اهتدى بهديهم و أتبع سنتهم إلى يوم الدين . أمـــا بعـــد : فاتقوا الله أيها المسلمون ، و أعلموا أن من الناس ، من أنعم الله عليه بشيء من المال ، فما أنكر فضل الله عليه ، بل هو ينفق بسخاء ، و يتسلل إلى المساكين لواذا ، يعلم أن من الفقراء من يحرجه علنية العطاء ، فذاك رجل تخطى عقبة الجشع ، أنقذه الله ممن عبدوا الدينار و الدرهم ، قد قضوا على أنفسهم أن يعيشوا مرضى بالصحة ، فقراء بالغنى ، مشغولين بالفراغ ، لكنهم مع ذلك لا يجدون في المال معنى الغنى ؛ إذ كم من غني يجد و كأنه لم يجد ، و ما علم قول النبي عليه الصلاة و السلام : (( اليد العليا خير من اليد السفلى )) متفق عليه . إن النفس بطبعها ، تميل إلى إبراز عملها ، لا سيما الصدقة ، كل هذا لتحمد ؛ فإذا ما جاهد المرء نفسه ، حق له أن يكون من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله . و رحم الله مالك بن دينار ؛ حيث يقول : ( قولوا لمن لم يكن صادقا لا يتغنى ) و لقد قال أبن عائشة ، قال أبي : ( سمعت أهل المدينة يقولون : ما فقدنا صدقة السر حتى مات علي بن الحسين رضى الله تعالى عنه ) . عباد الله ، ما أسعدها من لحظات ، يجلسها المرء خاليا فيها مع نفسه ، يناجي ربه و خالقه ، فيهتن دمعه عذبا صافيا ، خاليا من لوثة الرياء ، و إن نيران المعاصي التي تأتي على قلب المسلم ، فتحيله إلى فحم أسود كالكوز مجخيا ، لا يطفئها إلا تلك الدموع ، التي تنهمر على إثر ذكر الخالق و خشيته ، و لقد كان ابن سيرين يضحك بالنهار ، فإذا جن الليل فكأنه قتل أهل القرية من البكاء . و قام محمد بن المنكدر ذات ليلة فبكى ، ثم أجتمع عليه أهله ، ليستعلموا عن سبب بكائه ، فأستعجم لسانه ، فدعوا أبا حازم ، فلما دخل هدأ بعض الشيء ، فسأله عن سبب بكائه فقال : تلوت قول الله (( وَبَدَا لَهُمْ مّنَ ٱللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُواْ يَحْتَسِبُونَ )) [الزمر:47] . فبكى أبو حازم ، و عاد محمد بن المنكدر إلى البكاء فقالوا : أتينا بك لتخفف عنه فزدته بكاء . روى النسائي و أحمد من حديث عقبة بن عامر قال : قلت : يا رسول الله : ما النجاة ما النجاة ؟ قال : (( أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك )) . فاتقوا الله ـ عباد الله ـ و أعلموا أنه لابد من الخوف و البكاء ، إما في زاوية التعبد و الطاعة ، أو في هاوية الطرد و الإبعاد ، فإما أن تحرق قلبك ـ أيها المسلم ـ بنار الدمع على التقصير ، و إلا فأعلم أن نار جهنم أشد حرا (( فَلْيَضْحَكُواْ قَلِيلاً وَلْيَبْكُواْ كَثِيرًا جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ )) [التوبة:82] . ألا فأكثِروا ـ يرحمكم الله ـ من الصلاة و السلامِ على الحبيب رسولِ الله كما أمركم بذلك ربّكم جلّ في علاه ، فقال تعالى قولاً كريمًا : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56] ، و قال عليه الصلاة و السلام فيما أخرجه مسلم في صحيحه : (( مَن صلّى عليّ صلاة واحدة صلّى الله عليه بها عشرًا )) . اللّهمّ فاجز عنّا نبيّنا محمّدًا و أتمَّه و أبهاه ، و صلِّ عليه صلاةً تكون له رِضاءً ، و لحقِّه أداءً ، و لفضلِه كِفاء ، و لعظمته لِقاء ، يا خيرَ مسؤول و أكرمَ مأمول . اللّهمّ إنّا نسألك حبَّك ، و حبَّ رسولك محمّد اللهم اجعل حبَّك و حبَّ رسولك اللهم أعزَّ الإسلام و المسلمين ... ثم باقى الدعاء أنتهت
|
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |