![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#2
|
|||
|
|||
![]() الحمد لله الذي أسبغ علينا نِعمًا عِدادًا ، و بعث فينا سراجًا وقَّادًا ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له توعَّد الأفّاكين لظى مِهادًا ، و أشهد أنَّ نبيَّنا و سيّدنا محمّدًا عبد الله و رسوله أعظم البريّة قدرًا و شرفًا ، و أرأفهم فؤادًا ، صلى الله و سلّم و بارك عليه ، وعلى آله وصحبه الذين عزّروه و وقّروه و أمضوا في محبّته أرواحًا و أجسادًا ، و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . أمـــا بعـــد : فيا أيها الإخوة : فمن الآيات الباهرات ما رواه أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال : كان أهل بيت من الأنصار لهم جمل يسقون عليه و أنه استصعب عليهم فمنعهم ظهره ، و أن الأنصار جاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم فقالوا : إنه كان لنا جمل نسقي عليه ، و أنه استصعب علينا و منعنا ظهره ، و قد عطش الزرع و النخل ، فقال رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم لأصحابه : (( قوموا )) فقاموا فدخل الحائط و الجمل في ناحيته ، فمشى النبي صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم نحوه فقالت الأنصار : يارسول الله إنه قد صار مثل الكَلب الكَلِب ( إي الكلب المفترس ) و إنا نخاف عليك صولته ، فقال : (( ليس عليّ منه بأس )) ، فلمّا نظر الجمل إلى رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم أقبل نحوه حتى خر ساجداً بين يديه ، فأخذ رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم بناصيته أذلّ ما كانت قط ، حتى أدخله في العمل ، فقال له أصحابه : يا رسول الله هذه بهيمة لا تعقل تسجد لك ، و نحن نعقل فنحن أحق أن نسجد لك فقال : (( لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر ، و لو صلح لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها ، و الذي نفسي بيده لو كان من قدمه إلى مفرق رأسه قرحة تتفجر بالقيح و الصديد ثم استقبلته فلحسته ما أدت حقه )) [ حديث صحيح : أخرجه أحمد ( 3/159 ) ، و قال ابن كثير ( 6/149 ) : إسناده جيد ] . و استمعوا يرعاكم الله إلى هذه القصة التي رواها الإمام أحمد في مسنده ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : بينما راع يرعى بالحرّة إذ عرض ذئب لشاة من شياهه ، فجاء الراعي يسعى فانتزعها منه ، فقال الذئب للراعي : ألا تتقي الله تحول بيني و بين رزق ساقه الله إلي ؟! قال الراعي : العجب لذئب يتكلم ، و الذئب مقعٍ على ذنبِه يكلّمني بكلام الإنس ، فقال الذئب للراعي : ألا أحدثك بأعجب من هذا ؟! هذا رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم بين الحرتين يحدّث الناس بأنباء ما قد سبق ، فساق الراعي شياهه إلى المدينة ، فزواها في زاوية من زواياها ، ثم دخل على رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم فقال له ما قـاله الذئب ، فخرج رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم فقال للراعي : (( فأخبر الناس ما قاله الذئب )) ، فقال رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم : (( صدق الراعي ، ألا إن من أشراط الساعة كلام السباع الإنس ، و الذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى تكلم السباع الإنس ، يكلّم الرجلَ نعلُه و عذبةُ سوطه و يخبره فخذه بحدث أهله بعده )) . أيها الإخوة المؤمنون ، هذا هو نبيكم عليه الصلاة و السلام الذي خصه الله عن بقية إخوانه من الأنبياء و المرسلين و الناس أجمعين بخصائص في الدنيا و الآخرة لم تكن لغيره ؛ كرامة و تشريفًا لهذا النبي الكريم عليه أفضل الصلاة و أزكى التسليم . أظهر الله على يديه من المعجزات ما يبهر العقول ، ففلق له القمر فلقتين ، و تكلمت الحيوانات بحضرته ، و سبح الطعام بين يديه ، و سلم عليه الحجر و الشجر ، و تكاثر له الطعام و الشراب كرامة من عند الله ، و أخبر بالمغيبات ، فما زالت تتحقق في حياته و بعد وفاته . خصه الله يوم القيامة فأعطاه الله الوسيلة و الفضيلة و المقام المحمود ، و هو مقام الشفاعة العظمى للخلائق عند ربهم حتى يفصل فيهم ، و يشفع لأمته حتى يبلغوا ثلثي أهل الجنة . أكرم الله أمته كرامة له ، فكانت خير أمة أخرجت للناس ، و أحل الله لها الغنائم ، و وضع عنها الآصار و الأغلال التي كانت على من قبلهم ، و تجاوز عنهم الخطأ و النسيان و ما استكرهوا عليه ، و حفظ هذه الأمة من الهلاك و الاستئصال ، و جعلها أمة لا تجتمع على ضلالة ، و أعطاهم الله الأجر العظيم على العمل القليل ، و يأتون يوم القيامة غرًا محجلين من أثر الوضوء ، و يسبقون الأمم إلى الجنة . معاشر المسلمين : حري بنا و نحن نستعرض سيرته صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم و معجزاته ، أن نوفيه شيئاً من حقه صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم علينا ، بأن نكثر من الصلاة و السلام عليه و على آله و ذريته ، و أن يخالط حبه شغاف قلوبنا حتى يكون أحب إلينا من مالنا و ولدنا و والدنا و الناس أجمعين ، و أن نسأل الله له الوسيلة و الفضيلة كما أمر بذلك بأبي هو و أمي عليه الصلاة و السلام ، و جماع ذلك كله في طاعته فيما أمر و اجتناب ما نهى عنه و زجر . اللهم إنا نشهدك على محبته ، و محبة صحابته ، و آل بيته و ذريته ، اللهم فاحشرنا مع من أحببنا ، و اجمعنا بمن احببنا ، اللهم ارزقنا شفاعة نبيك و حبيبك محمد صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم ، اللهم اكرمنا بالسلام عليه ، و الجلوس بين يديه ، و تقبيل يديه ، و اسقنا من حوضه الشريف و من يده الشريفة شربة لا نظمأ بعدها أبداً . أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : { لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم * فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم } هذا ، و صلّوا ـ رحمكم الله ـ على خير البريّة و أزكى البشرية محمّد بن عبد الله ، فقد أمركم الله بأمر بدأ فيه بنفسه ، و ثنّى بملائكتِه المسبِّحةِ بقدسه ، و أيّه بكم أيّها المؤمنون ، فقال عز و جل خير و أصدق قائل سبحانه : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } [ الأحزاب : 56 ] . اللّهمّ صلِّ و سلِّم و بارك على عبدِك و رسولك محمّد الأمين ، و آله الطيِّبين الطاهِرين ، و أزواجِه أمُهاتنا أمَّهات المؤمنين ، و أرضَ اللَّهمَّ عن الخلفاء الأربعةِ الراشدين ؛ أبي بكر و عمَرَ و عثمان و عليّ ، و عن الصحابةِ أجمعين ، و التابعين و مَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، و عنَّا معهم بعفوِك و جودِك و كرمك و إحسانك يا أكرمَ الأكرمين . اللّهمّ أعِزَّ الإسلام و المسلمين ، و أذلَّ الشركَ و المشركين ، و أحمِ حوزةَ الدّين ، و أنصر عبادَك المؤمنين... ثم الدعاء بما ترغبون من فضل الله العلى العظيم الكريم أنتهت
|
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |