![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#2
|
|||
|
|||
![]() و من صلّى الصُّبْح فهو في ذمّة الله . و لقد ذُكِر عند النبي صلى الله عليه و على آله و صحبه رجلٌ فقيل : ما زال نائمًا حتى أصبح ، ما قام إلى الصلاة ! فقال رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه : (( ذاك رجلٌ بال الشيطان في أذنه )) أخرجه البخاري . أهل البُكُور قوم موفّقُون ، وجوههم مُسْفِرَة ، و نَوَاصِيهم مُشْرِقة ، و أوقاتُهم مُباركة ، أهل جِدّ و عمل و سعي ، يأخذون بالأسباب مُفَوّضين أمرهم إلى ربّهم ، متوكّلين عليه ، فهم أكثر عملاً ، و أعظم رضًا ، و أشدّ قناعة ، و أرسخ إيمانًا ، و البركات فُيُوضٌ من الله و فُتُوحٌ ، فتحنا عليهم بركات من السماء و الأرض ، لا تقع تحت حَصْر لا في عمل و لا في عَدَد و لا في صورة و لا مكان و لا زمان و لا أشخاص ، بركات من السماء و الأرض ، بركات بكل أنواعها و ألوانها و صورها ، مما يَعْهُدُ الناسُ و مما لا يعهدونه . فاستقيموا و لن تُحْصُوا ، (( وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ )) [المزمل:20] . عباد الله ، و حين يترك الناس البُكُور ، و يُهْمِلون الساعات المباركة ؛ تصبح أوقاتهم ضيّقة ، و صدورهم حَرِجَة ، و أعمالهم مُضْطَرِبة . و بعد ، فهذا هو ديننا ، و هذا هو نهجنا ، و هذه هي إرشادات نبيّنا ، فلماذا يسبقنا الآخرون ؟! أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : (( وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ * وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ * وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ )) [الحجر:19-21]. نفعني الله و إياكم بالقرآن العظيم و بهدي محمد صلى الله عيه و على آله و صحبه و سلم . و أقول قولي هذا ، و أستغفر الله لي لكم و لسائر المسلمين من كل ذنب و خطيئة فاستغفروه ، إنه هو الغفور الرحيم . الخطبه الثانيه الحمد لله المُتَفَرِّد بالقُدْرة ، أحمده سبحانه لا تُقَدِّرُ الخلائقُ قَدْرَه ، و أشكره على نعمٍ لا تُحصى ، و لا يُطيقُ العبادُ شُكْرَه . و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك ، جَلّ صفةً ، و عزّ اسمًا ، و أشهد أن سيّدنا و نبيّنا محمدًا عبد الله و رسوله علا شرفًا و إلى ذُرَا الأخلاق سَمَا ، صلى الله و سلم و بارك عليه و على آله و أصحابه كانوا على الحق أعلامًا ، و على الهُدَى أنْجُمًا ، و التابعين و من تبعهم بإحسان و سلّم تسليمًا . أمـــا بعـــد : أيها المسلمون ، البُكُور استقامة مع الفطرة في المخلوقات و الأشياء ، و التبكير دليل قوّة العَزْم و شدّة التّشْمِير، و من أراد علمًا أو عملاً فليُبَادر بالبُكُور ، فذلكم علامة اليقظة و النّباهة و الجدّ و الحَزْم و البُعْد عن الغفلة و الإهمال و الفوضى ، روى مسلم في صحيحه أن رجلين جاءا إلى عبد الله بن مسعود رضى الله تعالى عنه يزورانه بعد الفجر ، فأذنت لهم الجارية بالدخول فترَدّدَا ، فقال لهما عبد الله بن مسعود : ( ادخلا ، أتظنان بابن أمّ عَبْدٍ الغفلةَ ؟! ) . في البُكُور صفاء الذهن ، و جودة القَرِيحَة ، و حضور القلب ، و نَقَاء النفس ، و نور الفكر ، فيه استجماع القُوى ، و استحضار المَلَكَة ، و انبعاث الفُتُوّة . في البكور الهواء أنقى ، و العبد أتقى ، و النفس أطيب ، و الروح أزكى . نسائم الصباح لها تأثيرها اللطيف على النفس و القلب و البدن و الأعصاب ، و الجسم يكون في أفضل حالاته و أكمل قواه . من غريب ما قالوا : إن أصحاب الأعمار الطويلة هم من القوم الذين يستيقظون مُبَكّرين . بل قالوا : إن الولادات الطبيعية في النساء تقع في ساعات النهار الأولى الباكرة . بل إن بعض الباحثين يُرْجِع الاكتئاب و الأمراض النفسيّة إلى ترك البُكُور و نوم الضُّحَى . و بعد ، فتأمّلوا ـ رحمكم الله ـ حين يجتمع للعبد العاملِ الجادِّ البُكُور و البركة ، بركة المال ، و بركة العمل ، و بركة الوقت ، فينتفع بماله ، و يُفْسَحُ له في وقته ، و يُقْبِل على عمله ، فينجز في الدقائق و الساعات ما لا ينجزه غيره ممن لم يُبارَك له في أيام و ليالي ، يُبارَك له فيكون الانشراح و الإقدام و الإقبال و الرضا و الإنجاز . ألا فاتقوا الله رحمكم الله ، و الزموا سُنَنَ الله ، و خذوا بالجدّ من أعمالكم ، و الحَزْم من أموركم ، يُكتَب لكم الفلاح في الدنيا و الآخرة ، فحيّ على الفلاح ، فالصلاة خير من النوم . هذا وصلوا و سلموا على خير البرية نبيكم محمد رسول الله فقد أمركم بذلك ربكم فقال عز من قائل سبحانه : { إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً } [الأحزاب:56] . اللّهمّ صلِّ و سلِّم و زِد و بارِك على عبدِك و رسولك نبيِّنا محمّد الحبيب المُصطفى و النبيّ المُجتبى ، و على آله الطيبين الطاهرين ، و على أزواجِه أمّهات المؤمنين ، و ارضَ اللّهمّ عن الخلفاء الأربعة الراشدين : أبي بكر و عمر و عثمان و عليٍّ ، و عن الصحابة أجمعين ، و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يومِ الدين ، و عنَّا معهم بعفوِك و جُودك و إحسانك يا أكرم الأكرمين . اللّهمّ أعِزَّ الإسلام و المسلمين ، و أذلَّ الشركَ و المشركين ، و أحمِ حوزةَ الدّين ، و أدِم علينا الأمن و الأمان و أحفظ لنا ولاة امورنا ، و رد كيد كل من أراد فتنة فى بلادنا فى نحره أو أى بلد من بلاد المسلمين اللهم أمنا فى أوطاننا و أصلح أئمتنا و ولاة أمورنا ، و أنصر عبادَك المؤمنين ... ثم الدعاء بما ترغبون من فضل الله العلى العظيم الكريم أنتهت |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |