المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
درس اليوم4773
من:إدارة بيت عطاء الخير
درس اليوم معنى اسم الله الحكيم (13) - وُرُودُ الحِكْمَةِ فِي الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ: النَّوْعُ الأَوَّلُ: التَّصْرِيحُ بِلَفْظِ الحِكْمَةِ وَمَا تَصَرَّفَ مِنْهُ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: { حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ } [القمر: 5]. وَقَوْلِهِ: { وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ } [النساء: 113]. وَقَوْلِهِ: { وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا } [البقرة: 269]. وَالحِكْمَةُ هِيَ: العِلْمُ النَّافِعُ وَالعَمَلُ الصَّالِحُ، وَسُمِّيَ حِكْمَةً؛ لِأَنَّ العِلْمَ وَالعَمَلَ قَدْ تَعَلَّقَا بِمُتَعَلَّقِهِمَا وَأُوصِلَا إِلَى غَايَتِهِمَا، وَكَذَلِكَ لَا يَكُونُ الكَلَامُ حِكْمَةً حَتَّى يَكُونَ مُوصِلًا إِلَى الغَايَاتِ المَحْمُودَةِ وَالمَطَالِبِ النَّافِعَةِ، فَيَكُونُ مُرْشِدًا إِلَى العِلْمِ النَّافِعِ وَالعَمَلِ الصَّالِحِ، فَتَحْصُلُ الغَايَةُ المَطْلُوبَةُ. فَإِذَا كَانَ المُتَكَلِّمُ بِهِ لَمْ يَقْصِدْ مَصْلَحَةَ المُخَاطَبِينَ، وَلَا هُدَاهُمْ، وَلَا إِيصَالَهُم إِلَى سَعَادَتِهِم وَدِلَالَتِهِم عَلَى أَسْبَابِهَا وَمَوَانِعِهَا وَلَا كَانَ ذَلِكَ هُوَ الغَايَةُ المَقْصُودَةُ المَطْلُوبَةُ، وَلَا تَكَلَّمَ لأَِجْلِهَا، وَلَا أَرْسَلَ الرُّسُلَ وَأَنْزَلَ الكُتُبَ لأَِجْلِهَا، وَلَا نَصَبَ الثَّوَابَ وَالعِقَابَ لأَِجْلِهَا، لَمْ يَكُنْ حَكِيمًا وَلَا كَلَامُهُ حِكْمَةٌ، فَضْلًا عَنْ أَنْ يَكُونَ بَالِغَةً. النَّوْعُ الثَّانِي: إِخْبَارُهُ أَنَّهُ فَعَلَ كَذَا لِكَذَا، وَأَنَّهُ أَمَرَ بِكَذَا لِكَذَا، كَقَوْلِهِ: {ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} [المائدة: 97]، وَقَوْلِهِ: { اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا } [الطلاق: 12]. وَقَوْلِهِ: { جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلَائِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } [المائدة: 97]. وَقَوْلِهِ: { رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ } [النساء: 165]. وَقَوْلِهِ: { إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ } [النساء: 105]. وَقَوْلِهِ: { لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ } [الحديد: 29]. وَقَوْلِهِ: { وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ } [البقرة: 143]. وَقَوْلِهِ: { فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا * لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ } [الجن: 27، 28]. أَيْ: لِيَتَمَكَّنُوا بِهَذَا الحِفْظِ وَالرَّصَدِ مِنْ تَبْلِيغِ رِسَالَاتِهِ فَيَعْلَمُ اللهُ ذَلِكَ وَاقِعًا. وَقَوْلِهِ: { وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ } [الأنفال: 11]. وَقَوْلِهِ: { وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ } [الأنفال: 8]. وَقَوْلِهِ: { وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ } [آل عمران: 126]. وَقَوْلِهِ: { قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا } [النحل: 102]. وَقَوْلِهِ: { وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا } [المدثر: 31]. وَقَوْلِهِ: { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا } [البقرة: 143]. وَقَوْلِهِ: { وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ } [النحل: 44]. وَقَوْلِهِ: { هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ } [إبراهيم: 52]. وَقَوْلِهِ: { لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ } [الحديد: 25]. وَقَوْلِهِ: { وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ } [الأنعام: 75]. وَقَوْلِهِ: { وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ } [النحل: 8]. وَهَذَا فِي القُرْآنِ كَثِيرٌ. فَإِنْ قِيلَ: اللَّامُ فِي هَذَا كُلِّهِ لاَمُ العَاقِبَةِ، كَقَوْلِهِ: { فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا } [القصص: 8]. وَقَوْلِهِ: { وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا } [الأنعام: 53]. وَقَوْلِهِ: { لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ } [الحج: 53]. وَقَوْلِهِ: { لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ } [الأنفال: 42]. وَقَوْلِهِ: { وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ } [الأنعام: 113]. فَإِنَّ مَا بَعْدَ اللَّامِ فِي هَذَا لَيْسَ هُوَ الغَايَةُ المَطْلُوبَةُ، وَلَكِنْ لَمَّا كَانَ الفِعْلُ مُنْتَهِيًا إِلَيْهِ كَانَ عَاقَبِةُ الفِعْلِ دَخَلَتْ عَلَيْهِ لَامُ التَّعْلِيلِ وَهَيَ فِي الحَقِيقَةِ لَامُ العَاقَبِةِ. فَالجَوَابُ مِنْ وَجْهَيْنِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّ لَامَ العَاقَبِةِ إِنَّمَا تَكُونُ فِي حَقِّ مَنْ هُوَ جَاهِلٌ أَوْ هُوَ عَاجِزٌ عَنْ دَفْعِهَا. فالأولُ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: { فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا } [القصص: 8]. وَالثَّانِي: كَقَوْلِ الشَّاعِرِ: لِدُوا لِلْمَوْتِ وَابْنُوا لِلْخَرَابِ ♦♦♦ فَكُلُّكُمُ يَصِيرُ إِلَى ذَهَابِ وَأَمَّا مَنْ هُوَ بِكُلِّ شَيءٍ عَلِيمٌ وَعَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ فَيَسْتَحِيلُ فِي حَقِّهِ دُخُولُ هَذِهِ اللَّامِ، وَإِنَّمَا اللَّامُ الوَارِدَةُ فِي أَفْعَالِهِ وَأَحْكَامِهِ لَامُ الحِكْمَةِ وَالغَايَةِ المَطْلُوبَةِ. الجَوَابُ الثَّانِي: إِفْرَادُ كُلِّ مَوْضِعٍ مِنْ تِلْكَ المَوَاضِعِ بِالجَوَابِ. أَمَّا قَوْلُهُ: { فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا } [القصص: 8]. فَهُوَ تَعْلِيلٌ لِقَضَاءِ اللهِ سُبْحَانَهُ بِالتِقَاطِهِ وَتَقَدِيرِهِ لَهُ، فَإِنَّ التِقَاطَهُمْ لَهُ إِنَّمَا كَانَ بِقَضَائِهِ وَقَدَرِهِ، فَهُوَ سُبْحَانَهُ قَدَّرَ ذَلِكَ وَقَضَى بِهِ لِيَكُونَ لَهُم عَدُوًّا وَحَزَنًا. وَذَكَرَ فِعْلَهُم دُونَ قَضَائِهِ؛ لِأَنَّهُ أَبْلَغُ فِي كَوْنِهِ حَزَنًا لَهُمْ وَحَسْرَةً عَلَيْهِم. فَإِنَّ مَنِ اخْتَارَ أَخْذَ مَا يَكُونُ هَلاَكُهُ عَلَى يَدَيْهِ إِذَا أُصِيبَ بِهِ كَانَ أَعْظَمَ لِحُزْنِهِ وَغَمِّهِ وَحَسْرَتِهِ مِنْ أَلَّا يَكُونَ فِيهِ صُنْعٌ وَلَا اخْتِيَارٌ. فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ أَرَادَ أَنْ يُظْهِرَ لِفِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ وَلِغَيْرِهِم مِنْ خَلْقِهِ كَمَالَ قُدْرَتِهِ وَعِلْمِهِ وَحِكْمَتِهِ البَاهِرَةِ، وَأَنَّ هَذَا الذِي يَذْبَحُ فِرْعَونُ الأَبْنَاءَ فِي طَلَبِهِ هُوَ الذِي يَتَوَلَّى تَرْبِيَتَهُ فِي حِجْرِهِ وَبَيْتِهِ بِاخْتِيَارِهِ وَإِرَادَتِهِ، وَيَكُونُ فِي قَبْضَتِهِ وَتَحْتَ تَصَرُّفِهِ فَذِكْرُ فِعْلِهِم بِهِ فِي هَذَا أَبْلَغُ وَأَعْجَبُ مِنْ أَنْ يَذْكُرَ القَضَاءَ وَالقَدَرَ، وَقَدْ أَعْلَمَنَا سُبْحَانَهُ أَنَّ أَفْعَالَ عِبَادِهِ كُلَّهَا وَاقِعَةٌ بَقَضَائِهِ وَقَدَرِهِ. وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا } [الأنعام: 53]. فَلَا رَيْبَ أَنَّ هَذَا تَعْلِيلٌ لِفِعْلِهِ المَذْكُورِ، وَهُوَ امْتِحَانُ بَعْضِ خَلْقِهِ بِبَعْضٍ، كَمَا امْتُحِنَ السَّادَاتُ وَالأَشْرَافُ بِالعَبِيدِ وَالضُّعَفَاءِ وَالمَوَالِي، فَإِذَا نَظَرَ الشَّرِيفُ وَالسَّيِّدُ إِلَى العَبْدِ وَالضَّعِيفِ وَالمِسْكِينِ قَدْ أَسْلَمَ أَنِفَ وَحَمِيَ أَنْ يُسْلِمَ مَعَهُ أَوْ بَعْدَهُ، وَيَقُولُ: هَذَا يَسْبِقُنِي إِلَى الخَيْرِ وَالفَلَاحِ وَأَتَخَلَّفُ أَنَا، فَلَوْ كَانَ خَيْرًا وَسَعَادَةً مَا سَبَقَنَا هَؤُلَاءِ إِلَيْهِ. فَهَذَا القَوْلُ مِنْهُم هُوَ بَعْضُ الحِكَمِ وَالغَايَةِ المَطْلُوبَةِ بِهَذَا الامْتِحَانِ، فَإِنَّ هَذَا القَوْلَ دَالٌّ عَلَى إِبَاءٍ وَاسْتِكْبَارٍ وَتَرْكِ الانْقِيَادِ لِلْحَقِّ بَعْدَ المَعْرِفَةِ التَّامَّةِ بِهِ. وَهَذَا وَإِنْ كَانَ عِلَّةً فَهُوَ مَطْلُوبٌ لِغَيْرِهِ، وَالعِلَلُ الغَائِيَّةُ تَارَةً تُطْلَبُ لِنَفْسِهَا وَتَارَةً تُطْلَبُ لِغَيْرِهَا، فَتَكُونُ وَسِيلَةً إِلَى مَطْلُوبٍ لِنَفْسِهِ. وَقَوْلُ هَؤُلاءِ مَا قَالُوهُ، وَمَا يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ هَذَا القَوْلُ مُوجِبٌ لآَِثَارٍ مَطْلُوبَةٍ لِلْفَاعِلِ مِنْ إِظْهَارِ عَدْلِهِ وَحِكْمَتِهِ وَعِزِّهِ وَقَهْرِهِ وَسُلْطَانِهِ وَعَطَائِهِ مَنْ يَسْتَحِقُّ عَطَاءَهُ وَيَحْسُنُ وَضْعُهُ عِنْدَهُ وَمَنْعُهُ مَنْ يَسْتَحِقُّ المَنْعَ وَلَا يَلِيقُ بِهِ غَيْرُهُ. وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى: { أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ } [الأنعام: 53]. الذِينَ يَعْرِفُونَ قَدْرَ النِّعْمَةِ، وَيَشْكُرُونَ المُنْعِمَ عَلَيْهِمْ فِيمَا مَنَّ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِ مَنْ لَا يَعْرِفُهَا وَلَا يَشْكُرُ رَبَّهُ عَلَيْهَا، وَكَانَتْ فِتْنَةُ بَعْضِهِم بِبَعْضٍ لِحُصُولِ هَذَا التَّمْيِيزِ الذِي تَرَتَّبَ عَلَيْهِ شُكْرٌ مِنَ هَؤُلَاءِ وَكُفْرُ هَؤُلَاءِ أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
|
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|