![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#2
|
|||
|
|||
![]() أيها الناس : في حضارتنا المعاصرة ، كثر المثقفون ، و شاعت المعارف الذكية ، و مع ذلك كله ، فإن اضطراب الأعصاب و انتشار الكآبة داء عام . ما الأمر و ما السبب في ذلك ؟ إنه خواء القلوب من ذكر الله ، إنها لا تذكر الله كي تتعلق به و تركن إليه ، بل كيف تذكر ، من تتجاهله ؟!!! إن الحضارة الحديثة ، و الحياة المادية الجافة ، مقطوعة الصلة بالله إلا من رحم الله ، و الإنسان مهما قوي فهو ضعيف ، و مهما علم فعلمه قاصر و حاجته إلى ربه أشد من حاجته إلى الماء و الهواء ، و ذكر الله في النوازل عزاء للمسلم و رجاء { الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب } [سورة الرعد :28] . و لو تنبه المسلمون لهذا ، و التزموا الأوراد و الأذكار ، لما تجرأ بعد ذلك ساحر ، و لا احتار مسحور ، و لا قلبت بركة ، و لا تكدر صفو ، و لا تنغص هناء . عباد الله : هناك من الناس من يذكرون الله ، و لكنهم لا يفقهون معنى الذكر ، فتصبح قلوبهم بعيدة عن استشعار جلال الله ، و قدره حق قدره ، و إن ذكر الله عز و جل ، كلام تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ، ثم تلين جلودهم و قلوبهم إلى ذكر الله ، غير أن الناس مما ألفوا منه ، و ما جهلوا من معناه ، لا يرددونه إلا كما يرددون كلاما تقليديا ، و إلا فهل فكر أحد في كلمة (( الله أكبر )) التي هي رأس التكبير و عماده ، و هي أول ما كُلف به الرسول عليه الصلاة و السلام حين أمر بالإنذار { يـا أيها المدثر * قم فأنذر * وربك فكبر } [سورة المدثر:1-3] . إنها كلمة عظيمة ، تحيي موات الأرض الهامدة ، لصوتها هدير كهدير البحر المتلاطم ، أو هي أشد وقعا . إنها كلمة ، ينبغي أن تدوي في أذن كل سارق و ناهب ؛ لترتجف يده ، و يهتز كيانه . و كذا تدوي ، في أذن كل من يَهمُّ بإثم أو معصية ، ليقشعر و يرتدع ، و ينبغي أن تدوي في أذن كل ظالم معتد متكبر ، ليتذكر إن كان من أهل الذكرى ، أن هناك إلها أقوى منه ، و أكبر من حيلته و استخفافه و مكره ، أخذه أقوى من أخذ البشر و مكرهم و خديعتهم . فالله أكبر ، الله أكبر لا إله إلا الله ، و الله أكبر الله أكبر و لله الحمد . ألا فاتقوا الله أيها المسلمون ، و اذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون ، و اتق الله أيها المسلم الغافل ، فإن كنت بعد هذا ، قد أحسست أنك ممن قد فقد قلبه بسبب غفلته ، فلا تيأس من وجوده بذكر الله ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم { يا أيها الذين ءامنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون } [سورة المنافقون:9] . الحمد لله حق حمده ، و الشكر له حق شكره . أحمده سبحانه و أشكره ، و أتوب إليه و أستغفره. و أسأله العون على حسن عبادته و ذكره ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، و أشهد أن سيدنا و نبينا محمداً عبده و رسوله قام بحق ربه في سره و جهره ، صلى الله و سلم و بارك عليه و على آله و صحبه و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى آخر دهره . أمــا بــعــد : فاتقوا الله معشر المسلمين ، و اعلموا وفقكم الله ، أن لسائل أن يسأل : ما بال ذكر الله سبحانه ، مع خفته على اللسان و قلة التعب منه ، صار أنفع و أفضل من جملة العبادات مع المشقات المتكررة فيها ؟ و الجواب : هو أن الله سبحانه جعل لسائر العبادات مقدارا ، و جعل لها أوقاتا محدودة ، و لم يجعل لذكر الله مقدارا و لا وقتا ، و أمر بالإكثار منه بغير مقدار ، لأن رؤوس الذكر هي الباقيات الصالحات ؛ لما ثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : ( خذوا جُنتكم . قلنا : يا رسول الله ، من عدو قد حضر ؟ قال : لا ، جنتكم من النار ، قولوا : سبحان الله ، و الحمد لله ، و لا إله إلا الله ، و الله أكبر . فإنهن يأتين يوم القيامة مجنبات و معقبات و هن الباقيات الصالحات ) رواه الحاكم و صححه . ثم ليعلم كل مسلم صادق ، أن المؤثر النافع ، هو الذكر باللسان على الدوام ، مع حضور القلب ؛ لأن اللسان ترجمان القلب ، و القلب خزانة مستحفظة للخواطر و الأسرار ، و من شأن الصدر ، أن ينشرح بما فيه من ذكر ، و يتلذذ بإلقاءه على اللسان ، و لا يكتفي بمخاطبة نفسه به في خلواته حتى يفضي به بلسانه ، متأولا قول الله عز و جل : { واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين } [سورة الأعراف:205] . فأما الذكر باللسان ، و القلب غافل ، فهو قليل الجدوى ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( اعلموا أن الله لا يقبل الدعاء من قلب لاه ) رواه الحاكم و الترمذي و حسنه . و كذا حضور القلب في لحظة بالذكر ، و الذهول عنه لحظات كثيرة ، هو كذلك قليل الجدوى ؛ و لذا فإن رسول الله عليه الصلاة و السلام حذر من أن تنفض المجالس دون أن يذكر الله عز و جل فيها بقوله : ( ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله تعالى فيه إلا قاموا عن مثل جيفة حمار و كان لهم حسرة ) رواه أبو داود و الحاكم . فهذا رسول الله عليه الصلاة و السلام يمقت مجالس الغافلين ، و ينهى عن كل تجمع خلا من ذكر الله ، و أن المجالس التي ينسى فيها ذكر الله ، و تنفض عن لغط طويل ، حول مطالب العيش ، و شهوات الخلق ؛ هي مجالس نتنة ، لا شيء فيها يستحق الخلود ، إنما يخلد ما اتصل بالله سبحانه و تعالى ، و لذا فقد قال صلوات الله و سلامه عليه : ( من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : سبحانك اللهم ربنا و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك . إلا كفر الله له ما كان في مجلسه ذلك ) رواه الترمذي و ابن ماجة . الله أكبر كبيراً ، و الحمد لله كثيراً ، و سبحان الله بكرةً و أصيلاً . هذا وصلّوا و سلّموا على من أمركم الله بالصلاة عليه في محكَم التنزيل فقال جلّ مِن قائل سبحانه : { إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } [الأحزاب:56] . اللهم صلِّ و سلم و بارك على عبدك و رسولك محمد و على آله الطيبين الطاهرين و على أزواجه أمهات المؤمنين و أرضَ اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين : أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، و عن الصحابة أجمعين و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، و عنَّا معهم بعفوك و إحسانك و جودك يا أكرم الأكرمين . و قال عليه الصلاة و السلام فيما أخرجه مسلم في صحيحه : ( مَن صلّى عليّ صلاة واحدة صلّى الله عليه بها عشرًا ) . فاجز اللّهمّ عنّا نبيّنا محمّدًا صلى الله عليه و سلم خيرَ الجزاء و أوفاه ، و أكمله و أثناه ، و أتمَّه و أبهاه ، و صلِّ عليه صلاةً تكون له رِضاءً ، و لحقِّه أداءً ، و لفضلِه كِفاء ، و لعظمته لِقاء ، يا خيرَ مسؤول و أكرمَ مأمول يا رب الأرض و السماء . اللّهمّ إنّا نسألك حبَّك ، و حبَّ رسولك محمّد صلى الله عليه و سلم ، و حبَّ العملِ الذي يقرّبنا إلى حبّك . اللهم اجعل حبَّك و حبَّ رسولك صلى الله عليه و سلم أحبَّ إلينا من أنفسنا و والدينا و الناس أجمعين . اللّهمّ أعِزَّ الإسلام و المسلمين ، و أذلَّ الشركَ و المشركين ، و أحمِ حوزةَ الدّين ، و أدِم علينا الأمن و الأمان و أحفظ لنا ولاة أمورنا ، و رد كيد كل من أراد فتنة فى بلادنا فى نحره أو فى أى من بلاد المسلمين اللهم أمنا فى أوطاننا و أصلح أئمتنا و ولاة أمورنا ، و أنصر عبادَك المؤمنين فى كل بقاع الأرض ... ثم الدعاء بما ترغبون و ترجون من فضل الله العلى العظيم الكريم . أنتهت |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |