![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#2
|
|||
|
|||
![]() -2-
السجود للصنم وإليك نماذج من هؤلاء المرضى الذين استسلموا لمرضهم ، فلم يحاولوا الاستشفاء بطبيب بارع أو مشفى جامع حتي غزاها المرض فشوَّه ملامحها ومسخ فطرتها ووصل إلى النخاع وقطع عليها خط الرجعة. قيل لأحدهم : جاهد في سبيل الله ، فقال : يقولون جاهد يا جميل بغزوة ...أي جهاد غيرهن أريد لكل حديث بينهن بشاشة ... وكل قتيل بينهن شهيد وأعلن أخ له في الغواية : ولو أنني أستغفر الله كلما ...ذكرتك لم تكتب عليَّ ذنوب هذا حال اللسان ، أما حال القلب فأسوأ : محا حبها حب الأولى كُنَّ قبلها ... وحَلَّ مكـانا لم يكن حَلّ من قبل أما حب الله والشوق إليه ، فلم يعد له في القلب لا أقول موضع قدم بل موضع إبرة!! بل وصل حالهم إلى وصف مريعأفاض فيه ابن القيِّم ليخوِّف كل عاقل من عواقب المرض ويلوِّح أمام ناظريه براية الخطر ، فقال في شفقة الطبيب يبيِّن خطورة المرض وفداحة الإصابة : " فلو خُيِّر بين رضاه ورضا الله لاختار رضا معشوقه على رضا ربه ، ولقاء معشوقه أحب إليه من لقاء ربه ، وتمنيه لقربه أعظم من تمنيه لقرب ربه ، وهربه من سخطه عليه أشد من هربه من سخط ربه عليه ، يُسخِط ربه بمرضاة معشوقه ، ويقدِّم مصالح معشوقة وحوائجه على طاعة ربه ، فإن فضل من وقته ، وكان عنده قليل من الإيمان ، صرف تلك الفضلة فى طاعة ربه ، وإن استغرق الزمان حوائج معشوقهومصالحه صرف زمانه كله فيها وأهمل أمر الله تعالى ، يجود لمعشوقه بكل نفيسة ونفيس ، ويجعل لربه من ماله - إن جعل له - كل رذيلة وخسيس ، فلمعشوقه لبه وقلبه ، وهمه ووقته ، وخالص ماله ، وربه على الفضلة ،قد اتخذه وراءه ظهريا ،وصار لذكره نسيا ، إن قام فى خدمته فى الصلاة فلسانه يناجيه وقلبه يناجى معشوقه ، ووجه بدنه إلى القبلة ووجه قلبه إلى المعشوق ، ينفر من خدمة ربه حتى كأنه واقف فى الصلاة على الجمر من ثقلها عليه وتكلفه لفعلها ، فإذا جاءت خدمة المعشوق أقبل عليها بقلبه وبدنه فرحا بها ، ناصحا له فيها ، خفيفة على قلبه لا يستثقلها ولا يستطيلها " . لذا يعاقبه الله في الدنيا قبل الآخرة ،وعلى يد من؟! على يد من لا يخطر له على بال ومن بذل في سبيله كل غال : على يد محبوبه الذي أحبه من دون الله. قال ابن القيِّم : " وقد قضى الله تعالى قضاء لا يرد ولا يُدفع أن من أحب شيئا سواه عُذِّب به ولا بد ، وأن من خاف غيره سُلِّط عليه ، وأن من اشتغل بشيء غيره كان شؤما عليه ، ومن آثر غيره عليه لم يبارك فيه ، ومن أرضى غيره بسخطه أسخطه عليه ولا بد " . عذابات فوق عذابات ، وآلام وحسرات في الدنيا وفي القبر وفي النار!! قال ابن القيم : " فكل من أحب شيئا غير الله عُذِّب به ثلاث مرات في هذه الدار ، فهو يُعذَّب به قبل حصوله حتى يحصل ، فاذا حصل عُذِّب به حال حصوله بالخوفمن سلبه وفواته ، فإذا سُلِبه اشتد عذابه عليه ، فهذه ثلاثة أنواع من العذاب في هذه الدار. وأما في البرزخ فعذاب يقارنه ألم الفراق الذي لا يُرجى عوده ، وألم فوات مافاته من النعيم العظيم باشتغاله بضده ، وألم الحجاب عن الله ، وألم الحسرة التي تقطع الاكباد ، فالهم والغم والحسرة والحزن تعمل في نفوسهم نظير ما تعمل الهواموالديدان في أبدانهم ، بل عملها في النفوس دائم مستمرحتى يردها الله إلى أجسادها ، فحينئذ ينتقل العذاب إلى نوع هو أدهى وأمر " . ولو فكَّر العاشق المسكين في مصير من عشقه وخاتمة من أحب لتاب من فورهوزهد في وصله كما قال المتنبي : لو فكَّر العاشق في منتهى ...حُسن الذي يسبيه لم يسبه وأكَّد آخر نفس المعنى فقال : وان سبتك الدمى فانظر بفكرك ما ... تغدو اليه الدمى في ظلمة القبر لكن أين حال هؤلاء من أحياء القلوب وأرباب العقول الذين يتدبرون ويعتبرون ، ويقرؤون ما وراء الأحداث فيرشدون ، ومن سادات هؤلاء ابن الجوزي الذي علَّمنا في إحدى كنوزه الرائقة : " تأملتُ حالة أزعجتني ، وهو أن الرجل قد يفعل مع امرأته كل جميلوهي لا تحبه ، وكذا يفعل مع صديقه والصديق يبغضه ، وقد يتقرَّب إلى السلطان بكل ما يقدر عليه والسلطان لا يؤثره ، فيبقى متحيِّرا يقول : ما حيلتي؟! فخفتُ أن تكون هذه حالتي مع الخالق سبحانه ، أتقرَّب إليه وهو لا يريدني ، وربما يكون قد كتبني شقيا في الأزل " . راق لي هيفولا ![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |