![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
![]() |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
![]() من:إدارة بيت عطاء الخير
درس اليوم [ الحال والمآل في قصة موسى -عليه السلام- ] يقول ابن الجوزي- رحمه الله تعالي- : (من عاين بعين بصيرته تناهي الأمور في بداياتها ، نال خيرها، ونجا من شرها ، ومن لم ير العواقب غلب عليه الحسُّ فعاد عليه بالألم ما طلب منه السلامة وبالنصب ما رجا منه الراحة ). يتلخص كلام ابن الجوزي - رحمه الله- في كلمتين الحال والمآل .الحال: هي الحَالَةِ الحَاله التي يعيشها الإنسان والمآل: هو ما ينتهي إليه حاله .فربما كانت الحالة مُرَه فانقلبت على غير ما يريد والعكس ولا تنظر نقص البدايات ولكن أنظر إلى كمال النهايات ، وضربنا مثلاً بذلك بقصة يوسف- عليه السلام- . نَضْرِبُ مَثَلا بِقِصَّةٍ مُوْسَىْ- عَلَيْهِ الْسَّلَامُ-:وأنتم تعلمون كما في مطلع سورة القصص أن الله- تبارك وتعالي- أمر أم موسى أن تلقي موسى في اليم كل هذا لينجو من فرعون، تمام القصة تعرفونها . لكن الذي أرجو أن أقف عليه وهو ملتقط كلام بالحال والمآل قوله تعالى: { فَالْتَقَطَهُ آَلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ * وَقَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ } (القصص:9،8) . الشاهد من الآية: الكلام فيه تقديم وتأخير، : { فَالْتَقَطَهُ آَلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُم} لَهُمْ قرة عين أم يكون لهم { عَدُوًّا وَحَزَنًا } ليكون لهم قرة عين, لأنهم لو علموا أنه سيكون لهم عدوًا وحزنًا ما التقطوه . فيكون الكلام فيه تقديم وتأخير { وَقَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ } أنه يكون لهم عَدُوًّا وَحَزَنًا ، لما التقطوه أرادوا أن يكون قرة عين لكن الله- عز وجل- أراد أن يكون عَدُوًّا وَحَزَنًا لما تنظر إلى الحال ، حال موسى وأم موسى ، ألقته في اليم وأصبح فؤادها فارغًا . بعض أهل التفسير: قال في تفسير قوله تعالى ![]() هادئًا (وهذا الكلام خطأ) ،لأن سياق الآيات ينكره , (إنما فارغًا): أي: طار فؤادها ولبها ، كما قال تعالي: { وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ } (إبراهيم:43) ، الإنسان إذا وقف يوم القيامة طار لبه وطار فؤاده لا يكون عنده قلب من شدة الهول والرعب ، فهي أم ألقت بولدها في اليم،كما يقول العلماء كان من المفترض فإذا خفت عليه فضعيه في حرزٍ أمين ، أو في حرزٍ مكين وليس إذا خفت عليه أن ترميه في البحر ، لا . ومع ذلك فعلت لأنها أُمرت بهذا ، لأن الله – عز وجل- قال: { وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى } (القصص:7) ، فهذا فيه أمر، الوحي هنا بمعنى الأمر ، أمرت أن تلقيه ، وغُلِبت على أن تلقيه، فألقته في اليم ، فأخذه فرعون عدوه ؟ فعندنا أمران : 1-ترميه في البحر 2-، ويلتقطه فرعون عدوه ، الذي من أجل أن ينجوا منه ألقته في البحر ,فيكون فؤادها فارغًا ، أي طار قلبها وطار لبها ، ولذلك قال الله- عز وجل-: { إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي به } (القصص:10) من شدة خوفها ورعبها والهول التي تشعر به كادت أن تقول: هذا ابني وأنا رميته لكي أهربه من فرعون ، من كثرة الرعب ، لماذا؟ . الانتظار أم الموت، لما يكون ولد تائه وبحثوا عنه في المستشفيات وأقسام الشرطة وبحثوا عنه في الأرض فلم يجدوه ، فيقولون لو مات ودفناه وعرفنا مثواه لاسترحنا ، لكن لا نعرف أين هو ، وأين ذهب ؟ هل هو حي أم ميت ؟ يأكل يشرب ، معذب أم غير معذب ، فهذا هو العذاب الأليم . لولا أن الله- عز وجل- ربط على قلبها لأفشت هذا الذي فعلته , (فهذه الحال حال أم موسى وحال موسى)- عليه السلام- ، (وانظر إلى مآل موسى)- عليه السلام- { إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ } (القصص:7) ، مآله في النهاية كان مآلاً حميدًا . وَلَاحَظَ الْفِرَقَ مَا بَيْنَ مَا امْتَنَّ بِهِ الْلَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ- عَلَىَ يُوَسُفَ- عَلَيْهِ الْسَّلَامُ- وَمَا امْتَنّ بِهِ عَلَىَ مُوْسَىْ- عَلَيْهِ الْسَّلَامُ- قال في حق يوسف- عليه السلام- { وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ } (يوسف:22) . وقال في حق موسى: { وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ واستوي آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ } (القصص:14) ، الذي زاد على موسى عليه السلام (واستوي )، لماذا ؟ لأن يوسف- عليه السلام- لم يرسل إلى جبار عنيد ولم يناظر أحدًا. المناظرة التي أقامها يوسف- عليه السلام- كانت في السجن ، { يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ } (يوسف:39) أقام دعوة التوحيد ودعا إلى الله -عز وجل- في السجن وهذا كان في حال حاجة الناس إليه إنما موسى- عليه السلام- أرسل إلى أعتى جبار عرفته الأرض ، لم يدعي أحد الإلوهية وجحد الصانع إلا فرعون ، هو الوحيد الذي قال: وما رب العالمين ، لم يقولها أحدًا غيره . الكفار كانوا يعتقدون ربوبية الله- عز وجل- ، أنما الذي يجحد ربوبية الله لم تحدث إلا في فرعون أو من تمذهب بمذهبه من الدهرية,جرى بين موسى- عليه السلام -وبين فرعون جولات في المناظرة ، ولأجل هذا لا ترى نبيًا جرى على لسانه ذكر الخوف أكثر من موسى- عليه السلام- ، في كل خطوة يقول أنا خائف: { فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى } (طه:67) { فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ } (القصص:21) حياته كلها خوف حتى لما وقف في موقف المناظرة ورأى الهالة الكبيرة ،. وفي بعض الآثار الإسرائيلية أن موسى- عليه السلام- لما وقف في موقف المناظرة مع فرعون فرأى ما هاله من شكل فرعون والوزراء والناس كلها يقفون لكي يشاهدوا على هذه المناظرة فخاف { فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى * قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأعْلَى } (طه:68،67). في هذا الأثر الإسرائيلي قال الله- عز وجل- لموسى- عليه السلام- وهارون: ( لا تنظرا إلى لباسه فإن قلبه بيدي )والمسألة كلها مربوطة بقوة القلب ، أي إنسان شجاع هذا لشجاعة قلبه ، جبان لخفة قلبه ، والجوارح إنما هي تبع ، العضلات وغير ذلك كلها ليس لها أي قيمة إذا كان القلب ضعيفًاـ القوة في الحقيقة هي قوة القلب ، وليست قوة الجوارح أو غير ذلك . إِذَا قَوِيَّ الْقَلْبِ أَعْطَىَ لِلْجَوَارِحِ قوة ، إِذَا ضَعُفَ الْقَلْبِ أَخَذَ قُوَّةً الْجَوَارِحِ : وموسى -عليه السلام -ناظر فرعون المناظرة الشهيرة التي هي في مطلع سورة الشعراء ، وكان موفقًا مسددًا بتسديد الله- عز وجل- إياه في إقامة الحجة على فرعون ، لذلك ربنا- عز وجل- قال: { وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ واستوي }. استوي في أن يقف في مواجهة فرعون فعندنا الحال والمآل في قصة موسى وفرعون . اللهم ياحي ياقيوم نسألك أن تصلح شأننا كله عاجله وآجله ظاهره وخفيه اللهم آمين. أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |