![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
![]() |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
![]() الحفظ الإلهي على وجهين : 1 ـ إدامة وجود الموجودات وإبقائها : فأول وجه من وجوه الحفظ إدامة وجود الموجودات ، وإبقائها ، وهذا يعاكسه الإعدام ، والله تعالى هو الحافظ للسماوات والأرض، والملائكة ، والموجودات التي يطول أمد بقائها ، والتي لا يطول . 2 ـ الحفظ صيانة للمتقابلات والمتضادات بعضها عن بعض : الوجه الثاني للحفظ : أن الحفظ صيانة للمتقابلات والمتضادات بعضها عن بعض ، الآن الماء يطفئ النار ، فالماء والنار متضادان ، والنار تحيل الماء بخاراً والماء والنار أيضاً متضادان ، ما الذي يحفظ للماء وجوده وللنار وجودها ؟ هو الله عز وجل ، هما يتعادلان ، ويتناقضان . أيها الأخوة ، وقد جمع الله عز وجل بين هذه المتضادات المتنازعة ، في سائر العناصر والمركبات ، وسائر الأحياء كالإنسان ، والحيوان ، والنبات . الآن ارتباط العلل بمعلولاتها ، يعني الأسباب بنتائجها ارتباط من خلق الله عز وجل ، لولا هذا الارتباط لتنافرت ، وتباعدت ، وبطل امتزاجها ، واضمحل تركيبها . الحفظ الحقيقي الذي يسعى إليه كل إنسان لا يكون بجهده ولكن يكون بحفظ الله له : الآن لو دخلنا في موضوع يمسنا كثيراً ، كل إنسان وصل لمنصب يحافظ عليه بل إن أربع أخماس وقته للحفاظ على هذا المنصب ، كل إنسان وصل إلى مكتسب يحافظ عليه ، وصل إلى ثروة يحافظ عليها ، وصل إلى مركز يحافظ عليه ، فالحفاظ على الشيء من طباع الإنسان ، لكن الحفظ الحقيقي الذي تسعى إليه جاهداً لا يكون بجهدك ، ولكن يكون بحفظ الله لك ، والله عز وجل قال : } فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ { ( سورة يوسف ) يعني جميع الأسباب التي تتخذها للحفاظ على مالك قد لا تُفلح ، أما حفظ المال يكون بأن تؤدي زكاته . ( ما تلفَ مالٌ في بَرٍّ و لا بحرٍ إلا بِحَبِسِ الزكاةِ ) الراوي : عمر بن الخطاب - المحدث : السيوطي – المصدر : الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم : 7878 خلاصة حكم المحدث : صحيح بطولة الإنسان لا أن يتخذ الأسباب المادية لحفظ ما هو فيه بل يتخذ الأسباب التشريعية : الآن البطولة لا أن تتخذ الأسباب المادية لحفظ ما أنت فيه ، تتخذ الأسباب التشريعية لحفظ ما أنت فيه ، يعني مع الله لا يوجد ذكي. ( ولا ينفعُ ذا الجَدِّ منك الجدُّ ) صحيح البخاري و مسلم ويؤتى الحذر من مأمنه ، والله عز وجل له أفعال عجيبة ، حتى إن بعضهم قال : عرفت الله من نقض العزائم ، جميع الجهود الجبارة التي تبذل من أجل الحفاظ على الشيء لا تجدي، لا يجدي إلا أن يحفظك الله ، } فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ { على الإنسان أن يأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء ثم يتوكل على الله وكأنها ليست بشيء . أنا لا أرفض أن آخذ بالأسباب خذ بالأسباب ، لكن البطولة أن تأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء ، وأن تتوكل على الله وكأنها ليست بشيء ، هذه البطولة ، البطولة أن أراجع مركبتي مراجعة تامة قبل السفر ، أراجع كل شيء فيها ، وبعد هذه المراجعة التامة أتوجه إلى الله عز وجل وأقول له : يا رب أنت الحافظ ، أنت الموفق ، أنت المسلم ، أدرس دراسة متقنة جداً ، وقبل الامتحان أقول له يا رب أنت الموفق ، أنت المعين على النجاح ، من السهولة بمكان أن تأخذ بالأسباب وأن تنسى الله عز وجل ، ومن السهولة أيضاً أن تكون كسائر المسلمين لا يأخذون بالأسباب إطلاقاً ، يقول لك الله الموفق ، هذا موقف غير صحيح وغير علمي ، ينبغي أن تأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء ، وأن تتوكل على الله وكأنها ليست بشيء . بل إن السلوك الصحيح طريق عن يمينه وادٍ سحيق ، وعن يساره واد سحيق ، إن أخذت بالأسباب واعتمدت عليها ، ونسيت الله عز وجل ، أو ألهتها كالغرب وقعت في وادي الشرك ، وإن لم تأخذ بها كالشرقيين ، وتواكلت على الله تواكلاً ساذجاً وقعت في وادي المعصية ، الصواب أن تأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء ، وثم تتوكل على الله وكأنها ليست بشيء . هذا الدرس البليغ يحتاجه المسلمون . ( إنَّ اللَّهَ يلومُ على العجزِ ) [ أخرجه أبو داود ] تستسلم ؟ تقول ما بيدنا شيء ، انتهينا ، المصير بيد الله عز وجل ، وأنت لا تعمل ، هذا موقف انهزامي ، موقف بعيد عن الموقف الصحيح اعتقاداً ، أن تأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء . أنت تأخذ بالأسباب ، أما حينما يحال بينك وبين النتائج عندئذٍ لك أن تقول : حَسبيَ الله ونعم الوكيل . إذاً الحفاظ على الشيء لا يقل عن تحصيله ، والحفظ الحقيقي يكون بأخذ الأسباب والتوكل على رب الأرباب . ( ولا ينفعُ ذَا الجَدِّ منك الجَدُّ ) رواه البخاري مع الله لا يوجد ذكي ، يوجد مستقيم ، المستقيم يحفظه الله عز وجل ، أما الذكي يؤتى من مأمنه ، يؤتى من جهة ليست متوقعة . حفظ الله عز وجل للإنسان يكون بطاعته و الاستقامة على أمر : كما تعلمون أيها الأخوة ، الإنسان معرض لأخطار لا تنتهي ، مهما أخذ الإنسان بأسباب الحفظ فقد يؤتى الحذر من مأمنه والنبي عليه الصلاة والسلام علمنا أن نأخذ بالأسباب ، اعقل وتوكل . طبيب في أمريكا ، رفع راية الجري ، والجري مفيد جداً للقلب ، لكنه قال : إن الذي يجري لا يصاب بآفة قلبية إطلاقاً ، وله مقالات ، وندوات ، وكتب ، وهو يجري في اليوم 20 كم ، عمره بين الأربعين والخمسين ، مات وهو يجري ، لا لأن الجري خطأ ، الجري صواب ، ولكنه لأنه أله الجري ونسي الله عز وجل ، يؤتى الحذر من مأمنه ، في آلاف القصص حول ذلك . ورد في الأثر القدسي أن الله عز وجل يخاطب بعض عباده يوم القيامة ، يقول : ( يجاءُ بابنِ آدمَ يومَ القيامةِ فيوقَفُ بين يديِ اللهِ تعالى فيقولُ لهُ : أعطيتُك وخوَّلتُك وأنعمتُ عليك ، فماذا صنعتَ ؟ فيقولُ : يا ربِّ جمعتهُ وثمَّرتهُ فتركتهُ أكثرُ ما كان فارجعْني آتيكَ به فيقولُ اللهُ تعالى : أرِني ما قدَّمتَ فيقولُ : فإذا عبدٌ لم يقدِّمْ خيرًا فيُمضى به إلى النارِ ) الراوي : أنس بن مالك – المحدث : ابن العربي – المصدر : التذكرة للقرطبي - الصفحة أو الرقم : 265 خلاصة حكم المحدث : صحيح أيها الأخوة ، قضية الحفظ شيء يهم كل مؤمن ، حفظ الله هو المنجي ، هو الحقيقي ، أما إذا أخذت أسباب الحفظ ما في مانع ، بل لابدّ من أن تأخذها ، لكن إياك أن تنسى الله عز وجل ، لو نسيت الله عز وجل ، يؤتى الحذر من مأمنه . ( ولا ينفعُ ذَا الجَدِّ منك الجَدُّ ) واسم " الحفيظ " من أقرب الأسماء إلى الإنسان ، الله عز وجل يحفظ له صحته ، يحفظ له ماله ، يحفظ له أهله ، يحفظ له إيمانه، وهذا الحفظ له ثمن هو طاعة الله عز وجل . والحمد لله رب العالمين |
![]() |
|
|
![]() |