![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#2
|
|||
|
|||
![]() و قد كان السلَفُ يرحمهم الله إذا جاءَ رمَضان ترَكوا الحديثَ و تفرَّغوا لقراءةِ القرآنِ ، و سيرتُهم إلى وقتٍ قريب شاهدةٌ لمن يختِم القرآن في رمضانَ كلَّ يوم أو كلَّ ثلاثةِ أيّام و نحو ذَلِك . فالهَجوا يرعاكُم الله بذِكرِ ربِّكم ، و رَطِّبوا ألسِنَتكم بتلاوةِ كِتابِه ، فبهِ تزكو النّفوس و تنشرِح الصدور و تعظُم الأجور . أيّها المسلِمون الجودُ و الإنفاق مرتَبِط بالقرآن ، فعن ابن عبّاس رضي الله تعالى عنهما أنه قال : [ كان النبيّ صلى الله عليه و سلم أجودَ الناس ، و كان أجودَ ما يكون في رمضانَ حيث يلقاه جبريلُ فيدارسه القرآن ، فلرسولُ الله عليه الصلاة و السلام حين يلقَاه جبريلُ أجودُ بالخيرِ من الرّيح المرسلة ] . رواه البخاري . و ذلك أنَّ رمضانَ شهر يجودُ الله فيه على عبادِه بالرحمة و المغفِرة و العِتق من النار و الرِّزق و الفضل ، فمن جادَ على عبادِ الله جاد الله عليه . و اليومَ و قد جفِّفَت كثيرٌ مِن منابع العطاءِ فمَن للفقراءِ و المساكين و اليتامى و الأيامى ؟! من لشعوبٍ قهَرَتها الخُطوب و أوهَنَتها الحروبُ ، إخوةٌ لكم في الدّين من لهم بعدَ الله إلاَّ أنتم ؟! فهل نتَّخِذ من هذا الشهر الكريم تجديدًا للبِرِّ و الإحسان ؟! فيا مَن أفاء الله عليه من الموسرينَ ، إنَّ الله هو الذي يعطِي و يمنَع و يخفِض و يرفَع ، و هو الذي استخلَفَكم فيما رزقَكم لينظرَ كيف تعملون ، و المؤمِنُ في ظِلِّ صدقته يومَ القيامة ، { وَمَا أَنفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ } [ سبأ : 39 ] ، و لن يُعدَم الموسِر محتاجًا يعرِفه بنفسِه أو جهاتٍ موثوقَةٍ تعينُه . أيّها المسلمين الصومُ حِكَم و أسرار ، و منها أنّه حِرمان مشروع و تأدِيبٌ بالجوع و خُشوع لله و خضوع ، يستثير الشَّفَقةَ و يحضُّ على الصّدقة، يكسِر الكِبر ، و يعلِّم الصبر ، و يسنُّ خِلالَ البرّ ، حتى إذا جاعَ مَن ألِفَ الشِّبَع و حُرِم المترَف أسبابَ المُتَع عرَف الحرمانَ كيف يقع و الجوعَ كيفَ ألمُه إذا لذع . أيّها المؤمنون الصّائمون رمَضان شهرُ الفُتوحات و الانتِصارات ، و بقدر ما نستبشِر بحلوله بقدرِ ما نعقِد الآمالَ أن يبدِّل الله حالَ الأمّة إلى عزٍّ و نصرٍ و تمكين ، و أن يردَّها إليهِ ردًّا جميلاً و ها هو رمَضانَ يحلّ بِنا و الأمة مثخَنَة بالجراح مثقَلَة بالآلام . يحلُّ رمضانُ و مسرَى رسولِ الله عليه أفضل الصلاة و أزكى السلام محتَلّ من حُثالةٍ نجِسة قد أصاب رجسُها أصقاعَ الأرض . يحُلّ رمضان و المرابِطون في أكنافِ بيت المقدِس من المؤمنين يقتَلون و يشرَّدون وتهدَم منازلهم و تجرَف أراضيهم وتبَادُ جماعتهم ، فإلى الله المشتكى . إنَّ أقلَّ حقٍّ لإخوانِكم و ليس بقليلٍ في هذا الشهرِ الكريم أن تذكروهم بدعاءٍ صادق ، و أن تدعُوا الله لهم في سجودِكم و إخباتكم ، و أن تشاطِروهم قضاياهم و تهتمّوا بأحوالهم ، و من لم يهتمَّ بأمرِ المسلمين فليس منهم ، { عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنكِيلاً } [ النساء:84 ] . إنّ رمضانَ موسمُ الإنابة و التّوبة ، ألم يأن للأمّة أن تحقِّق العبوديةَ الصادقة لخالقها ، و أن تركنَ لباريها و تستنزِل النصرَ من السماء بأسبابه ، و تتوجَّه إلى الله لا إلى سواه ؟! إنّ الآمالَ كبيرة ، و الثّقةَ في اللهِ تعالى كامِلة ، و هو المستعانُ و عليه البلاغ . أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [ البقرة : 183 - 185 ] . بارَك الله لي و لَكم في القرآنِ العظيم ، و نفعَنا الله و إيّاكم بما فيه من الآياتِ و الذكر الحكيم ، أقول قولي هذا ، و أستغفِر الله تعالى لي و لكم و لسائرِ المسلمين من كلِّ ذنب و خطيئةٍ ، فاستغفروه و توبوا إليه ، إنّه هو الغفور الرّحِيم . الحمد لله جعل الصيام جنة ، و سببًا موصلاً إلى الجنة ، أحمده سبحانه و أشكره ؛ هدى إلى خير طريق و أقوم سنة . و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، و أشهد أن سيدنا و نبينا محمدًا عبده و رسوله بعثه إلينا فضلا منه و منة ، اللهم صل و سلم و بارك على عبدك و رسولك محمدٍ ، و على آله و أصحابه و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . أيّها المؤمِنون حينَما يستقبِل المسلم موسمًا يرجو غنيمَتَه فإنّه يجب عليه ابتداءً تفقُّد نفسِه و مراجعةُ عملِه حتى لا يتلبَّس بشيءٍ من الحوائِلِ و الموانِعِ التي تحول بينَه و بين قبولِ العمَل أو تُلحِق النقصَ فيه ؛ إذ ما الفائِدة من تشميرٍ مهدورٍ أجرُه ، و عمَلٍ يرجَى ثوابه فيلحقُ وِزره ؟! و مِن ذلك التّفقُّه في دينِ الله و اجتنابُ الذنوبِ و المعاصي و محبِطات الأعمال و إعفافُ الجوارح ، و لهذا قال النبيّ صلى الله عليه و سلم : ( من لم يدَع قولَ الزورِ و العملَ به و الجهلَ فليس لله حاجةٌ أن يدَع طعامه و شرابَه ) رواه البخاري " . |
|
|
![]() |