![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#2
|
|||
|
|||
![]() كفكف دموعك الدنيا ما تستأهل أن وجدت نفسك في صفحات دفاترهم .. وقلبت الصفحات فيها .. ورأيت حلم رسمته معهم .. وقصر بنيته في حقولهم .. وشممت بين الصفحات عطرهم .. وبقايا الورد الذي أهديتهم .. والتمست على الصفحات دموعهم .. وقرأت بين السطور وعودهم .. وانتهت بك الصفحات إلى قرار عنك يبعدهم كفكف دموعك الدنيا ما تستأهل أن سمعت في الطريق تراتيلهم ولا تتألم .. عندما تمشي الطريق الذي كان يؤدي إليهم ولا تعبس .. أن انتقيت ألوانهم .. وعطرهم .. وتحدثت بحديثهم .. واكتشفت بأنهم يسكنون أعماقك أكثر منك .. وبكيت على قلبك وعلى مشاعرك كفكف دموعك الدنيا ما تستأهل أن غادروك وأنت في أمس ألحاجه إليهم .. وعلمت بعد حين .. بأنهم اختاروه سواك .. وتجاهلوك .. وتجاهلوا آلامك .. وأحزانك .. ودموعك .. واشتعالك .. وانطفائك .. ومعاناتك .. وضياعك .. ورحيلك .. وغيابك .. كفكف دموعك الدنيا ما تستأهل أن جردتك الدنيا منهم .. وأصبحت في حياتهم عابر سبيل .. وأصبحت تسكن قشور الذاكرة .. وهم يسكنونك كالدم .. ويعيشون .. ويعيشون .. وآنت ما زلت تحتضر .. وتحتضر .. شيع جثمان أحلامك .. وامسح دموع قلبك .. وامسح بكفك على جبينك .. وقبل رأسك في المرآة .. وقدم الزهور لنفسك .. وردد بتضرع شديد بينك وبين نفسك .. ربى } أَنِّيمَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ { [ الشعراء : 83 ] آخر الهمسـات .. كفكف دموعك الدنيا ما تستأهل إن فتحت جريده صباحيه .. وقرأت اسمي بين السطور .. في الزاوية المرعبة من قائمة الوفيات .. فهو الحقيقة الوحيدة .. والقدر الوحيد الذي لا ينكره عاقل .. ويقينا منا بأنه آت ذات يوم لا محالة .. فقد أصبح هذا الموت في كل مكان .. وأصبح كالشبح يطاردنا حتى يدركنا .. فحكايته المرعبة ما عادت تخيفني .. وما عدت اجزع منه .. فهو راحتي بعد تلك المسافة الطويلة في هذه الحياة .. بعد كل ذلك الكم من التعب .. والشقا .. والعنا .. والبكاء .. فلا تحزن .. ولا تيأس .. ولا تذرف دموعك هناك .. عند شاطئ البحر .. ولا تخبر البحر بنبأ رحيلي .. فهو أشدكم حزنا عني .. وهو أكثركم معرفه بي .. فلا تبكيه .. ولا تبكي علي .. فقط امنحني قصيده شعرية وأهدني إياها .. على ضفاف شواطئ أحزاني .. واكتب على رمال الطريق .. واعترف ولو مره .. إنني أحببتك حتى الممات .. وما زلت اشتاق لـ لقاكومع موت الهمسات .. كفكف دموعك الدنيا ما تستأهل ولا تستسلم لنبأ رحيلي ولا تجعله يهز تلك الأعماق الرائعة فيك .. ويخيل إلي بأن رحيلي سيكون قاسي عليك .. فقد يذهلك .. وقد يزعجك .. وقد يرعبك .. وقد يؤلمك .. وقد يزلزلك .. وقد ينسفك .. وقد يكسرك وقد يبعثرك كفكف دموعك الدنيا ما تستأهل بعد رحيلي قف على قبري .. وقف هناك وحدثني وحاورني كما عودتني .. واخبرني بأخبارك وأخبارهم .. وكيف جرت بك الدنيا من بعدي وبعدهم .. وكيف أصبحت الدنيا بعد غيابي .. وكيف أصبح لون الأيام بعد رحيلي .. وكيف حال الأشعار من بعدي .. وكيف باتت خواطري .. ولا تبكي حين تتذكر تفاصيلي .. ولا تنهار بدموعك حين تتذكر بأنني ما عدت هناك .. ما عاد هناك من ينتظرك بشغف .. وينتظرك بخوف .. وينتظرك بحنين .. وينتظرك بشوق .. وينتظرك بألم .. وينتظرك .. وينتظرك .. وينتظرك .. وأنت في حرقه من زحمة أقدارك .. تفكر في ذلك القلب الذي احرقه انتظارك .. ما عاد هناك من يبكي اللحظات بدونك .. وما عاد هناك من يشكي مرور الوقت في غيابك .. وما عاد هناك من يحصي الثواني لـ لقائك .. |
|
|
![]() |