![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
![]() |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
![]() قال: فقد آمنا بك وصدقناك وشهدنا أن ما جئت به هو الحق وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا، على السمع والطاعة لك، فامض يا رسول الله لما أردت، فنحن معك، فو الذي بعثك بالحق، لو استعرضت بنا البحر فخضته لخضناه معك، ما تخلف منا رجل واحد وما نكره أن تلقى بنا عدونا غداً إنا لصبر في الحرب صدق عند اللقاء. لعل الله يريك منا ما تقرُّ به عينك، فسر على بركة الله. قال: فسرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول سعد ونشطه ثم قال: ( سيروا وأبشروا، فإن الله قد وعدني إحدى الطائفتين والله لكأني الآن أنظر إلى مصارع القوم ). هكذا رواه ابن إسحاق - رحمه الله - وله شواهد من وجوه كثيرة فمن ذلك ما رواه البخاري في (صحيحه): حدثنا أبو نعيم، حدثنا إسرائيل، عن مخارق، عن طارق بن شهاب قال: سمعت ابن مسعود يقول: شهدت من المقداد بن الأسود مشهداً لأن أكون صاحبه كان أحب إلي مما عدل به، أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يدعو على المشركين فقال: لا نقول كما قال قوم موسى لموسى: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون، ولكن نقاتل عن يمينك وعن شمالك وبين يديك وخلفك. قال: فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم أشرق وجهه لذلك وسره. انفرد به البخاري دون مسلم فرواه في مواضع من (صحيحه) من حديث مخارق به. ورواه النسائي من حديثه وعنده: وجاء المقداد بن الأسود يوم بدر على فرس فذكره. وقال الإمام أحمد: حدثنا عبيدة - هو ابن حميد - عن حميد الطويل، عن أنس قال: استشار النبي صلى الله عليه وسلم مخرجه إلى بدر فأشار عليه أبو بكر، ثم استشارهم فأشار عليه عمر، ثم استشارهم فقال بعض الأنصار: إياكم يريد رسول الله يا معشر الأنصار. فقال بعض الأنصار: يا رسول الله، إذاً لا نقول كما قالت بنو إسرائيل لموسى: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون، ولكن والذي بعثك بالحق لو ضربت أكبادها إلى برك الغماد لاتبعناك. وهذا إسناد ثلاثي صحيح على شرط الصحيح. وقال أحمد أيضاً: حدثنا عفان، ثنا حماد، عن ثابت، عن أنس بن مالك: ( أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ شاورَ ، حين بلغَه إقبالُ أبي سفيانَ . قال : فتكلم أبو بكرٍ فأعرض عنهُ . ثم تكلم عمرُ فأعرض عنهُ . فقام سعدُ بنُ عبادةَ فقال : إيانا تريدُ ؟ يا رسولَ اللهِ ! والذي نفسي بيدِه ! لو أمرتنا أن نُخيضها البحرَ لأخضناها . ولو أمرتنا أن نضربَ أكبادها إلى بركِ الغمادِ لفعلنا . قال : فندب رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ الناسَ . فانطلقوا حتى نزلوا بدرًا . ووردت عليهم روايا قريشٍ وفيهم غلامٌ أسودُ لبني الحجاجِ . فأخذوهُ . فكان أصحابُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يسألونَه عن أبي سفيانَ وأصحابِه ؟ فيقول : ما لي علمٌ بأبي سفيانَ ولكن هذا أبو جهلٍ وعتبةُ وشيبةُ وأميةُ بنُ خلفٍ . فإذا قال ذلك ، ضربوهُ . فقال : نعم . أنا أُخبركم . هذا أبو سفيانَ . فإذا تركوهُ فسألوهُ فقال : ما لي بأبي سفيانَ علمٌ . ولكن هذا أبو جهلٍ وعتبةُ وشيبةُ وأميةُ بنُ خلفٍ في الناسِ . فإذا قال هذا أيضًا ضربوهُ . ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قائمٌ يصلي . فلما رأى ذلك انصرف وقال : والذي نفسي بيدِه ! لتضربوهُ إذا صدقكم . وتتركوهُ إذا كذبكم . قال : فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ هذا مصرعُ فلانٍ قال : ويضعُ يدَه على الأرضِ ، ها هنا وها هنا قال : فما أماطَ أحدهم عن موضعِ يدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ) فأنزل الله عز وجل على رسوله: { كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ } [الأنفال: 5] وذكره الأموي في (مغازيه) وزاد بعد قوله: وخذ من أموالنا ما شئت وأعطنا ما شئت، وما أخذت منا كان أحب إلينا مما تركت، وما أمرت به من أمر فأمرنا تبع لأمرك فوالله لئن سرت حتى تبلغ البرك من غمدان لنسيرن معك. (ج/ص: 3/323).. قال ابن إسحاق: ثم ارتحل رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذفران فسلك على ثنايا يقال لها الأصافر، ثم انحط منها إلى بلد يقال له الدية وترك الحنان بيمين وهو كثيب عظيم كالجبل العظيم، ثم نزل قريباً من بدر فركب هو ورجل من أصحابه. قال ابن هشام: هو أبو بكر. قال ابن إسحاق: - كما حدثني محمد بن يحيى بن حبان - حتى وقف على شيخ من العرب فسأله عن قريش، وعن محمد وأصحابه، وما بلغه عنهم. فقال الشيخ: لا أخبركما حتى تخبراني ممن أنتما ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا أخبرتنا أخبرناك ). فقال: أو ذاك بذاك؟ قال: ( نعم ! ). قال الشيخ: فإنه بلغني أن محمداً وأصحابه خرجوا يوم كذا وكذا فإن كان صدق الذي أخبرني فهم اليوم بمكان كذا وكذا للمكان الذي به رسول الله صلى الله عليه وسلم وبلغني أن قريشاً خرجوا يوم كذا وكذا فإن كان الذي أخبرني صدقني فهم اليوم بمكان كذا وكذا، للمكان الذي به قريش، فلما فرغ من خبره قال: ممن أنتما؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( نحن من ماء ) ثم انصرف عنه. قال: يقول الشيخ: ما من ماء أمن ماء العراق؟ قال ابن هشام: يقال لهذا الشيخ: سفيان الضمري. قال ابن إسحاق: ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه فلما أمسى بعث علي بن أبي طالب والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص في نفر من أصحابه إلى ماء بدر يلتمسون الخبر له كما حدثني يزيد بن رومان، عن عروة بن الزبير فأصابوا راوية لقريش فيها أسلم غلامي بني الحجاج وعريض أبو يسار غلام بني العاص ابن سعيد، فأتوا بهما فسألوهما، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلي. فقالوا: نحن سقاة قريش بعثونا نسقيهم من الماء، فكره القوم خبرهما، ورجوا أن يكونا لأبي سفيان فضربوهما، فلما أذلقوهما قالا: نحن لأبي سفيان فتركوهما، وركع رسول الله صلى الله عليه وسلم وسجد سجدتيه وسلم. قالا: عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وأبو البختري بن هشام، وحكيم بن حزام، ونوفل بن خويلد، والحارث بن عامر بن نوفل، وطعيمة بن عدي بن نوفل، والنضر بن الحارث، وزمعة بن الأسود، وأبو جهل بن هشام، وأمية بن خلف، ونبيه ومنبه ابنا الحجاج، وسهيل بن عمرو، وعمرو بن عبدود. قال: فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس فقال: ( إذا صدقاكم ضربتموهما، ). قال ابن إسحاق: وكان بسبس بن عمرو، وعدي بن أبي الزغباء قد مضيا حتى نزلا بدراً فأناخا إلى تل قريب من الماء، ثم أخذا شناً لهما يستقيان فيه. ومجدي بن عمرو الجهني على الماء، فسمع عدي وبسبس جاريتين من جواري الحاضر وهما يتلازمان على الماء والملزومة تقول لصاحبتها: إنما تأتي العير غداً أو بعد غد فاعمل لهم، ثم أقضيك الذي لك. قال مجدي: صدقت ثم خلص بينهما. وسمع ذلك عدي وبسبس فجلسا على بعيريهما، ثم انطلقا حتى أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبراه بما سمعا، وأقبل أبو سفيان حتى تقدم العير حذراً حتى ورد الماء. فقال لمجدي بن عمرو: هل أحسست أحداً؟ قال: ما رأيت أحداً أنكره، إلا أني قد رأيت راكبين قد أناخا إلى هذا التل ثم استقيا في شن لهما، ثم انطلقا. فأتى أبو سفيان مناخهما فأخذ من أبعار بعيريهما ففته فإذا فيه النوى. فقال: هذه والله علائف يثرب فرجع إلى أصحابه سريعاً فضرب وجه عيره عن الطريق فساحل بها وترك بدراً بيسار وانطلق حتى أسرع. وأقبلت قريش، فلما نزلوا الجحفة رأى جهيم بن الصلت بن مخرمة ابن المطلب بن عبد مناف رؤيا. فقال: إني رأيت فيما يرى النائم، وإني لبين النائم واليقظان إذ نظرت إلى رجل قد أقبل على فرس حتى وقف، ومعه بعير له. ثم قال: قتل عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وأبو الحكم بن هشام، وأمية بن خلف، وفلان وفلان فعد رجالاً ممن قتل يوم بدر من أشراف قريش، ثم رأيته ضرب في لبة بعيره، ثم أرسله في العسكر فما بقي خباء من أخبية العسكر إلا أصابه نضح من دمه فبلغت أبا جهل - لعنه الله – فقال: هذا أيضاً نبي آخر من بني المطلب سيعلم غداً من المقتول إن نحن التقينا. قال ابن إسحاق: ولما رأى أبو سفيان أنه قد أحرز عيره، أرسل إلى قريش: أنكم إنما خرجتم لتمنعوا عيركم ورجالكم وأموالكم فقد نجاها الله فارجعوا. فقال أبو جهل بن هشام: والله لا نرجع حتى نرد بدراً وكان بدر موسماً من مواسم العرب يجتمع لهم به سوق كل عام فنقيم عليه ثلاثاً، فننحر الجزور، ونطعم الطعام، ونسقي الخمر، وتعزف علينا القيان، وتسمع بنا العرب وبمسيرنا وجمعنا فلا يزالون يهابوننا أبداً فامضوا. (ج/ص: 3/325) |
#2
|
|||
|
|||
![]() وقال الأخنس بن شريق بن عمرو بن وهب الثقفي - وكان حليفاً لبني زهرة - وهم بالجحفة: يا بني زهرة قد نجى الله لكم أموالكم، وخلص لكم صاحبكم مخرمة بن نوفل، وإنما نفرتم لتمنعوه وماله، فاجعلوا بها جبنها وارجعوا فإنه لا حاجة لكم بأن تخرجوا في غير ضيعة لا ما يقول هذا. قال: فرجعوا فلم يشهدها زهري واحد، أطاعوه وكان فيهم مطاعاً ولم يكن بقي بطن من قريش إلا وقد نفر منهم ناس إلا بني عدي لم يخرج منهم رجل واحد، فرجعت بنو زهرة مع الأخنس فلم يشهد بدراً من هاتين القبيلتين أحد. قال: ومضى القوم وكان بين طالب بن أبي طالب - وكان في القوم – وبين بعض قريش محاورة. فقالوا: والله قد عرفنا يا بني هاشم - وإن خرجتم معنا – أن هواكم مع محمد، فرجع طالب إلى مكة مع من رجع، وقال في ذلك: لا هُــمَّ إمــا يـغـزوَنَّ طـالــب في عصبـة محالـفٍمحـارب في مقنـبٍ مـن هـذاالمقانـب فليكن المسلوب غير السالب وليكن المغلوب غير الغالب قال ابن إسحاق: ومضت قريش حتى نزلوا بالعدوة القصوى من الوادي، خلف العقنقل وبطن الوادي وهو يليل، بين بدر وبين العقنقل، الكثيب الذي خلفه قريش، والقليب ببدر في العدوة الدنيا من بطن يليل إلى المدينة. قلت: وفي هذا قال تعالى: { إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُم ْ} أي: من ناحية الساحل { وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً } الآيات [الأنفال: 42]. وبعث الله السماء وكان الوادي دهساً، فأصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه منها ماء لبَّد لهم الأرض ولم يمنعهم من السير، وأصاب قريشاً منها ماء لم يقدروا على أن يرتحلوا معه. (ج/ص: 3/326) قلت: وفي هذا قوله تعالى: { وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ } [الأنفال: 11]. فذكر أنه طهرهم ظاهراً وباطناً، وأنه ثبَّت أقدامهم وشجع قلوبهم وأذهب عنهم تخذيل الشيطان وتخويفه للنفوس ووسوسته الخواطر، وهذا تثبيت الباطن والظاهر وأنزل النصر عليهم من فوقهم في قوله: { إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ } [الأنفال: 12] أي: على الرؤوس { وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ } أي: لئلا يستمسك منهم السلاح { ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } [الأنفال: 13]. قال ابن جرير: حدثني هارون بن إسحاق، ثنا مصعب بن المقدام، ثنا إسرائيل، ثنا إسحاق، عن حارثة، عن علي بن أبي طالب. قال: أصابنا من الليل طش من المطر - يعني: الليلة التي كانت في صبيحتها وقعة بدر - فانطلقنا تحت الشجر والحجف نستظل تحتها من المطر، وبات رسول الله صلى الله عليه وسلم - يعني: قائماً يصلي - وحرض على القتال. وقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب، عن علي. قال: ما كان فينا فارس يوم بدر إلا المقداد، ولقد رأيتنا وما فينا إلا نائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة يصلي ويبكي حتى أصبح، وسيأتي هذا الحديث مطولاً. ورواه النسائي، عن بندار، عن غندر، عن شعبة به: وقال مجاهد: أنزل عليهم المطر فأطفأ به الغبار وتلبدت به الأرض و طابت به أنفسهم وثبتت به أقدامهم. قلت: وكانت ليلة بدر ليلة الجمعة السابعة عشر من شهر رمضان سنة ثنتين من الهجرة، وقد بات رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الليلة يصلي إلى جذم شجرة هناك، ويكثر في سجوده أن يقول: ( يا حي يا قيوم ) يكرر ذلك ويلظ به عليه السلام. قال ابن إسحاق: فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يبادرهم إلى الماء حتى جاء أدنى ماء من بدر نزل به. قال ابن إسحاق: فحدثت عن رجال من بني سلمة أنهم ذكروا أن الحباب بن منذر بن الجموح. قال: يا رسول الله أرأيت هذا المنزل أمنزلاً أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخر عنه، أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟ (ج/ص: 3 /327) قال: ( بل هو الرأي والحرب والمكيدة ). فقال: ما كل أهل السماء أعرف وإنه لصادق وما هو بشيطان. فنهض رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه من الناس فسار حتى أتى أدنى ماء من القوم نزل عليه، ثم أمر بالقلب فعورت، وبنى حوضاً على القليب الذي نزل عليه فملئ ماء ثم قذفوا فيه الآنية. وذكر بعضهم: أن الحباب بن المنذر لما أشار بما أشار به على رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل ملك من السماء وجبريل عند النبي صلى الله عليه وسلم. وذكر الأموي: أنهم نزلوا على القليب الذي يلي المشركين نصف الليل وأنهم نزلوا فيه واستقوا منه وملؤا الحياض حتى أصبحت ملاء وليس للمشركين ماء. قال ابن إسحاق: فحدثني عبد الله بن أبي بكر أنه حدث: أن سعد ابن معاذ. قال: يا نبي الله ألا نبني لك عريشاً تكون فيه ونعد عندك ركائبك، ثم نلقى عدونا فإن أعزنا الله وأظهرنا على عدونا، كان ذلك ما أحببنا، وإن كانت الأخرى، جلست على ركائبك فلحقت بمن وراءنا من قومنا، فقد تخلف عنك أقوام ما نحن بأشد حباً لك منهم، ولو ظنوا أنك تلقى حرباً ما تخلفوا عنك، يمنعك الله بهم ويناصحونك ويجاهدون معك. فأثنى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم خيراً ودعا له بخير ، ثم بني لرسول الله صلى الله عليه وسلم عريش كان فيه. (ج/ص: 3/328) (يتبع...) والله جل جلاله اعلم في الله اخوكم مصطفى الحمد |
![]() |
|
|
![]() |