![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#2
|
|||
|
|||
![]() و أما قوله تعالى : { عِنْدَ اللَّهِ } [ آل عمران: 59 ] فالمراد به : أن نسبة المسيح إلى الله تعالى لا تزيد على نسبة آدم إليه شيئًا، في كونه خلْقًا غيرَ معتاد للمحاجِّين فيه . وإنما ذكر تعالى هذا القيد الذي قيَّد به مثل عيسى ؛ لأنهم جعلوا خلقه العجيب موجبًا للمسيح نسبة خاصة عند الله ، وهي البُنُوَّة والإلهيّة ، فكان لابد من ذكر هذا القيد . فإن قيل: لماذا خلق الله تعالى عيسى من أنثى بلا ذكر خلافًا للمعتاد ؟ فالجواب عن ذلك: أن الله جل جلاله أراد أن يظهر قدرته لخلقه، وأن يبين عموم هذه القدرة في خلق النوع البشري على الأقسام الممكنة، فخلق آدم من غير ذكر و لا أنثى ، وخلق زوجته حواء من ذكر بلا أنثى ؛ كما قال تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَ خَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا } [ النساء: 1 ] ، و خلق عيسى– عليه السلام - من أنثى بلا ذكر، وخلق سائر الخلق من ذكر و أنثى ؛ كما قال : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى } [ الحجرات: 13] . ثالثًا - وأما قوله تعالى : { خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } [ آل عمران: 59 ] فهو تفصيلٌ لما أُجْمِلَ في المثل، وتفسيرٌ لما أُبْهِمَ فيه، ببيان وَجْهِ الشَّبَه. والضمير في ﴿ خَلَقَهُ﴾ لآدم ، لا لعيسى ؛ إذ قد عَلِمَ الكلُّ أن عيسى لم يُخلَق من تراب، فدل ذلك على أن محل التشبيه هو قوله تعالى : { ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } . [ آل عمران: 59 ] و الخَلْقُ في اللغة أصلُه : التقديرُ المستقيمُ . و يستعمل في إبداع الشيء من غير أصل و لا احتذاء ؛ كقوله تعالى : { خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ } [ الأنعام : 1 ] . و يستعمل في إيجاد الشيء من الشيء ؛ كقوله تعالى : { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ } [ الروم: 20 ] ، و قوله تعالى : { خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا } [ النساء: 1] . و لسائل أن يسأل : لمَاذا قال تعالى هنا : { خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ } [ آل عمران: 59 ] و لم يقل :( خَلَقَهُ مِنْ طِينٍ ) أو ( من صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ ) كما أخبر تعالى في قوله : { إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِن طِينٍ } [ ص : 71 ] ، و قوله عز وجل: { وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ } [ الحجر : 28 ] ؟ و الجواب عن ذلك : إنما عُدِل عن ذكر الطين الذي هو مجموع الماء و التراب ، و الصلصال الذي هو الطين اليابس ، إلى ذكر مجرَّد التراب ، لمعنى لطيف ؛ و ذلك أنه أدنى العنصرين ، و أكثفهما . فلما كان المقصود محاجَّة من ادَّعى في المسيح - عليه السلام – البُنُوَّةَ والإلهية ، مثَّله بآدم ، ثم أتى بما يصَغِّر من أمر خلقه عند من اعترف بخلقه من غير أب وأم ؛ فلهذا كان الإتيان بلفظ التراب أمسَّ في المعنى من غيره من العناصر ؛ و نحو ذلك قوله تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ } [ الحج : 5 ] . و نظير الآية قوله تعالى : { وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِن مَّاء } [ الرعد : 45 ] ، |
|
|
![]() |