![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#6
|
|||
|
|||
![]() وكذلك تنقسم هذه الحروف إلى قسمين آخرين : أحدهما حروف غير شديدة ، وإلى الحروف الشديدة ، وهي التي تمنع الصوت أن يجري فيه ، وهي الهمزة ، والقاف والكاف و الجيم و الظاء والذال و الطاء والباء ، وقد علمنا أن نصف هذه الحروف أيضا هي مذكرة في جملة تلك الحروف التي بني عليها تلك السورة . ومن ذلك الحروف المُطبقة وهي أربعة أحرف ، وما سواها منفتحه ، فالمطبقة : الطاء و الظاء ، و الصاد ، و الضاد . وقد علمنا أن نصف هذه [ الحروف ] في جملة الحروف المبدوء بها في أوائل السور . وإذا كان القوم ـ الذين قسموا في الحروف هذه الأقسام لأغراض لهم في ترتيب العربية وتنزيلها بعد الزمان الطويل من عهد النبي صلى الله عليه و سلم ، رأوا مباني اللسان على هذه الجهة ، وقد نبه بما ذكر في أوائل السور على ما لم يذكر ، على حد التصنيف الذي وصفنا ـ دل على أن وقوعها الموقع الذي يقع التواضع عليه ، بعد العهد الطويل ، لا يجوز أن يقع إلا من الله عزّ وجلّ، لأن ذلك يجري مجرى علم الغيوب . وإن كان إنما تنبهوا على ما بني عليه اللسان في أصله على ما بني عليه اللسان في أصله ولم يكن لهم في التقسيم شيء وإنما التأثير لمن وضع أصل اللسان . فذلك أيضاً من البديع الذي يدل على أن أصل وضعه وقع موقع الحكمة التي يقصر عنها اللسان . فإن كان أصل اللغة توقيفاً فالأمر في ذلك أبين ، وإن كان على سبيل التواضع فهو عجيب أيضاً ، لأنه لا يصح أن تجتمع هممهم المختلفة على نحو هذا إلا بأمر من عند الله تعالى . و كل ذلك يوجب إثبات الحكمة في ذكر هذه الحروف على حد يتعلق به الإعجاز من وجه . وقد يمكن أن تعاد فاتحة كل سورة لفائدة تخصها في النظم ، إذا كانت حروفاً ، كنحو (الم) ، لأن الألف المبدوء بها هي أقصاها مطلعاً، واللام متوسطة، والميم متطرفة ، لأنها تأخذ في الشفة ، فنبه بذكرها على غيرها من الحروف ، وبين أنه إنما أتاهم بكلام منظوم مما يتعارفون من الحروف التي تتردّد بين هذين الطرفين . ويشبه أن يكون التصنيف وقع في هذه الحروف دون الألف ، لأن الألف قد تلغى ، وقد تقع الهمزة وهي موقعاً واحداً . 10- ومعنى عاشراً : وهو أنه سبيله ، فهو خارج عن الوحشيّ المستكرّه ، والغريب المستنكّر ، وعن الصنعة المتكلّفة . وجعله قريباً إلى الأفهام ، يبادِرُ معناه لفظه إلى القلب ، ويسابق المغزى منه عبارته إلى النفس . وهو مع ذلك ممتنع المطلب ، عسير المتناول ، غير مطمع مع قربه في نفسه ، ولا مُوهمٍ مع دنوّه في موقعه أن يُقدّر عليه أو يُظفر به . فأما الانحطاط عن هذه الرتبة إلى رتبة الكلام المبتذّل ، والقول المسفسف ، فليس يصحُّ ، أن تقع فيه فصاحةٌ أو بلاغة ، فيطلب فيه الممتنع ، أو يوضع فيه الإعجاز . ولكن لو وضع في وحشيّ مستكره ، أو غمر بوجوده الصنعة ، وأطبق بأبواب التعسف والتكلف : لكان لقائل أن يقول فيه و يعتذر ، أو يعيب و يقرع . ولكنه أوضح منارة و قرَّب منهاجه ، و سهّل سبيله ، وجعله في ذلك متشابهاً متماثلاً ، و بيّن مع ذلك إعجازهم فيه . وقد علمت أن كلام فصحائهم وشعر بلغائهم لا ينفك من تصرف في غريب مستنكر ، أو حشيّ مستكره ، و معان مستبعدة . ثم عدولهم إلى كلام مبتذّل و ضيع لا يوجد دونه في الرتبة ، ثم تحوّلهم إلى كلام معتدل بين الأمرين ، متصرف بين المنزلتين . فمن شاء أن يتحقق هذا نظر في قصيدة أمرؤ القيس : قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل ونحن نذكر بعد هذا على التفصيل ما تتصرف إليه هذه القصيدة ونظائرها ومنزلتها من البلاغة ، ونذكر وجه فوت نظم القرآن محلها ، على وجه يؤخذ باليد ، و يُتناول من كثب ، ويُتصوَّر في النفس كتصور الأشكال . ليتبين ما ادعيناه من الفصاحة العجيبة للقرآن . واعلم أن من قال من أصحابنا : إن الأحكام معلله بعلل موافقة لمقتضى العقل جعل هذا وجهاً من وجوه الإعجاز ، وجعل هذه الطريقة دلالة فيه ، كنحو ما يعللون به الصلاة و معظم الفروض و أصولها . ولهم في كثير من تلك العلل طرق قريبة ، ووجوه تستحسن . وأصحابنا من أهل خراسان يولعون بذلك ، ولكن الأصل الذي يبنون عليه ، عندنا غير مستقيم . وفي ذلك كلام يأتي في كتابنا في الأصول . وقد يمكن في تفاصيل ما أوردنا من المعاني الزيادة و الإفراد ، فإنا جمعنا بين الأمور ، و ذكرنا المزية المتعلقة بها . وكل واحد من تلك الأمور مما قد يمكن اعتماده في إظهار الإعجاز فيه . فإن قيل : فهل تزعمون أنه معجز ، لأنه حكاية لكلام القديم سبحانه ، أو لأنه عبارة عنه . أو لأنه قديم في نفسه ؟ قيل : لسنا نقول بأن الحروف قديمة ، فكيف يصح التركيب على الفاسد ؟ ولا نقول أيضاً : إن وجه الإعجاز في نظم القرآن [ من أجل ] أنه حكاية عن كلام الله ، لأنه لو كان كذلك لكانت التوراة والإنجيل وغيرهما من كتب الله عز جل معجزات في النظم والتأليف . وقد بيّنا أن إعجازها في غير ذلك ، وكذلك كان يجب أن تكون كل كلمة مفردة معجزة بنفسها و منفردها ، وقد ثبت خلاف ذلك. |
|
|
![]() |