![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
![]() |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
![]() وقد قال الله عز وجل: { وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } ( سورة المائدة الآية: 2 ) الحقيقة المؤشر الصحيح للمؤمنين أنه يجب أنْ يكونوا كالصف الواحد, كالبنيان المرصوص يشدّ بعضه بعضاً, كالجسد الواحد إن اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى فعَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ, قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْـهُ عُضـْوٌ تَدَاعَى لـَهُ سَائِـرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى ) [متفق عليه, أخرجهما البخاري ومسلم عن النعمان بن بشير في الصحيح] سوف أعطيك مقياسًا واضحًا أيها الأخ الكريم, لك أخ مؤمن ألَمَّتْ به ملمّة فهل تتألم؟ إن تألمت وربِّ الكعبة إنك لمؤمن، وإن لم تتألم فقد وضعتَ نفسك شئت أم أبيْتَ في صفّ المنافقين قال عز وجل: { إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ } ( سورة آل عمران الآية: 120 ) لمجرد أن تفرح بملمّة ألمّت بمؤمن, بنازلة نزلت به, بمصيبة حلّت به, لمجرد أن تفرح فلست مؤمناً، لقد وضعت بذلك نفسَك مع المنافقين أمّا إذا رأيت أخاك المؤمن قد أكرمه الله بشيء من الدنيا, بمرتبة, بوظيفة, بزواج, ببيت, بدعوة, ففرحت به، واغتبطت له، وأعنته فأنت مؤمن وربّ الكعبة، أمَّا إذا حسدتَه، وأردتَ أن تبحث عن عيوبه، وأردتَ أن تطعن فيه، وأردتَ أن تُزَهِّد الناس فيه لحسد يغلي في قلبك فأنت واللهِ مع المنافقين والدليل قول الخبير العليم: { إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ } ( سورة آل عمران الآية: 120 ) المنافق يتألم أشد الألم إذا أصاب المؤمنَ خيرٌ- . صار عميرٌ يزكِّي نفسَه بتعاليم الإسلام، ويشرق فؤاده بنور القرآن، ويحيا أروع أيام حياته وأغناه أيها الأخوة إنّ أحدكم بعد ما تاب إلى الله، واصطلح معه، وسار على طريق الإيمان، إذا لم يقل: أنا أسعد إنسان في الأرض يكون في توبته خلل، لأن ربنا عز وجل يكرم التائب بسعادة لا توصف, براحة لا سبيل إلى وصفها، ويشعر المؤمن التائب أنه ملك, وأنه أسعد الناس. ذات مرة قال لي أخ كلمة، وكان في الحج: واللهِ يا أستاذ, ليس في الأرض مَن هو أسعد مني إلا أن يكون أتقى مني, فأنت سعادتك بإيمانك, سعادتك بطاعتك سعادتك بعملك الصالح, سعادتك بأخوانك, سعادتك بمجلس العلم, سعادتك بمسجدك إذا كان لك هذا الانتماء فأنت مع المؤمنين، أمّا الذي يتبع غير سبيل المؤمنين نُوَلِّهِ ما تولى، أنت مع المجموع, أنت عضو في جماعة, أنت خلية في جسد, أنت غصن في شجرة، تتألم لألم أخوانك، وتفرح لفرحهم، تسخِّر إمكاناتك في خدمتهم، أنت إذًا: مؤمن، وهكذا يكون الإيمان . ما هو الخبر الذي كان ينتظره صفوان وما هو الخبر الذي صدم به ولماذا عاد عمير إلى مكة ؟ لماذا كان صفوان في أروع أيام حياته؟ لأنه يتوقع بعد أيام أن يأتي الخبر المفرح بأن محمَّداً قد قتل, كان صفوان صامتًا لا يتكلم، لقد اتفق صفوان وعمير ألا يتكلما ولكن كان يقول: يا معشر قريش, أبْشِروا بنبأ عظيم يأتيكم قريبا ثم إنه لمَّا طال الانتظار على صفوان بن أمية قالوا: أين هذا الخبر السار؟ فكان يخرج كل يوم إلى ظاهر مكة يسأل القوافل عن أخبار المدينة، فلا يسمع شيئًا، ولا يصله شيء, ولمَّا طال الانتظار أخذ القلق يتسرب إلى نفسه شيئاً فشيئاً، حتى غدا يتقلب على أحرّ من الجمر، لقد كفل له أولاده وكفل له دَيْنَه، فماذا ينتظر؟ و طفق يسأل الركبان والقوافل عن عمير بن وهب, فلا يجد عندهم جواباً يشفيه، إلا أنه مرة جاءه راكب فقال : إنّ عميراً قد أسلم يا سيدي, صاحبك أسلم فنزل عليه الخبرُ نزولَ الصاعقة إذْ كان يظن أن عمير بن وهب لا يسلم ولو أسلم جميعُ مَن في الأرض, لكنَّ الآية الباهرة التي جاءته من الله، والتي أكدّت له صدق النبي، وأنه رسول استفاد منها فإذا أرَى الله عز وجل عبدًا آية فلا يركب رأسه . أما عمير بن وهب فإنه ما كاد يتفقه في دينه، ويحفظ ما تيسّر له من كلام ربه حتى جاء إلى النبي عليه الصلاة والسلام وقال: يا رسول الله, لقد غبَرَ عليّ زمان أي مضى علي زمان، وأنا دائب على إطفاء نور الله, شديد الأذى لمَن كان على دين الإسلام, وأنا أحب أنْ تأذن لي أن أقدم على مكة لأدعو قريشاً إلى الله ورسوله فأُكفِّر عما سبق مني, فرجع إلى مكة داعية, لقد خرج منها قاتلاً، فعاد داعية، وهذه أنوار النبي صلى الله عليه وسلم, هذه عظمة الرسالة, وهذه عظمة النبوة, لذلك على الإنسان ألاّ يعد حياته التي عاشها قبل أن يسلم،والوقت الذي أمضاه قبل أن يتعرف إلى الله عز وجل، لا يعدّ هذا الوقت من حياته . ذهب رجل إلى قرية، وزار مقبرتها، فلفت نظره شيء عجيب على الشواهد هذا عاش ثلاث سنوات، وقد يكون طفلاً, وهذا أربع, وهذا خمس, وهذا ثماني سنوات غير معقول، مقبرة بأكملها كلهم صغار، فسأل، فقيل له: هؤلاء أهل القرية لا يعدُّون من حياتهم السنوات التي سبقت إيمانهم، فالواحد منا متى تعرَّف إلى الله؟ في العشرين، والآن عمره أربعون سنة, كم مضى مِن عمرك يا أخي؟ أنا مضى مِن عمري أربعون سنة لا عشرون, الباقي لا دخل لها، الباقي كنتُ لا أعرف عن ديني خلاله شيئًا، فعمر الإنسان الحقيقي هو العمر الذي تعرّف إلى الله فيه . أَذِنَ النبي عليه الصلاة و السلام لعمير، فوافى مكة، وأول بيت طرقه بيتُ شريكه بيت صفوان بن أمية, فدهش صفوان قال: يا صفوان, إنك لسيد من سادات مكة، وعاقل من عقلاء قريش، أفَتَرَى أن هذا الذي أنتم عليه من عبادة الأصنام، والذبح لها، أيصح في العقل أن يكون ديناً؟ أين عقلك؟ هل هذا دين؟ حجر تنحتونه أنتم وتعبدونه، وتقدمون له الهدي! فليس هذا معقولاً لقد صار عمير عاقلاً، انظر فالإسلام يفتح الذهن, وينوِّر النفس, ويوقظ الفكر قال له: أمّا أنا فأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، -فالجماعة رحمة، وإذا كان الإنسان مع الجماعة، ويجد فلانًا و فلانًا و فلانًا وصديقه، وجاره، كلهم يصلون، وعابدون الله عز وجل, ويحضرون مجالس العلم, ويتفقهون، حينئذٍ يأنس بهم، أمّا إذا انزوى الإنسانُ وحده، انفرد به الشيطان |
#2
|
|||
|
|||
![]() فعَنِ ابْنِ عُمَرَ, قَالَ: خَطَبَنَا عُمَرُ بِالْجَابِيَةِ, فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ, إِنِّي قُمْتُ فِيكُمْ كَمَقَامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِينَا فَقَالَ: ( أُوصِيكُمْ بِأَصْحَابِي, ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهـُمْ, ثُمَّ يَفْشُو الْكَذِبُ حَتَّى يَحْلِفَ الرَّجُلُ وَلَا يُسْتَحْلَفُ وَيَشْهَدَ الشَّاهِدُ وَلَا يُسْتَشْهَدُ أَلَا لَا يَخْلُوَنَّ رَجـُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلَّا كَانَ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ عَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ, وَإِيَّاكُمْ وَالْفُرْقَةَ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ وَهـُوَ مِنَ الِاثْنَيْنِ أَبْعَدُ مَنْ أَرَادَ بُحْبُوحَةَ الْجَنَّةِ فَلْيَلْزَمِ الْجَمَاعَةَ مَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ وَسَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ فَذَلِكُمُ الْمُؤْمِنُ ) [أخرجه الترمذي في سننه عن ابن عمر] عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْيَعْمُرِيِّ, قَالَ: قَالَ لِي أَبُو الدَّرْدَاءِ: أَيْنَ مَسْكَنُكَ؟ قُلْتُ: فِي قَرْيَةٍ دُوَيْنَ حِمْصَ فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ( مَا مِنْ ثَلَاثَةٍ فِي قَرْيَةٍ وَلَا بَدْوٍ لَا تُقَامُ فِيهِمُ الصَّلَاةُ إِلَّا قَدِ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ، فَعَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ، فَإِنَّمَا يَأْكُـلُ الذِّئـْبُ الْقَاصِيَةَ ) قَالَ السَّائِبُ: يَعْنِي بِالْجَمَاعَةِ الْجَمَاعَةَ فِي الصَّلَاةِ . [أخرجه أبو داود في سننه] فالذي يعيش وحده تأتيه الوساوس, ويفتي لنفسه, ويتكاسل في أداء عباداته ويستبيح بعض المحرمات، يقول لك: لا شيء بها، أنت ترى أن ليس فيها شيء، فمَن أنت؟ قرأت مرة بيت شعر: يقولون هذا عندنا غير جائز فمن أنتم حتى يكون لكم عند ما هذه (عندنا)؟ ومن أنت؟ وشرع مَن هذا؟ الشرع كلام الله وسنة رسوله هل أنت مصدر تشريعي؟ أنت عبد لله عز وجل قال تعالى: { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُبِيناً } ( سورة الأحزاب الآية: 36 ) لذلك كم مِن صديق هدَى صديقه بالمنطق؟ أقول لكم: ما هو الواجب على المهتدي؟ أنْ يهديَ أصدقاءه الذين عاشوا معه كل أخ من أخواننا له جيران، وله أصدقاء، وله زملاء عمل ادْعُهم إلى بيتك فأنت تستفيد إذْ تصطلح مع الله، وتُقبِل عليه، وتسعد بقربه، وتشعر أنك تطير في السماء، ورفيقك الذي عشت معه ثلاثة عشر عامًا إنْ تركه في ضلالاته وبُعْده ومعاصيه فأنت لست مؤمناً فعليك أن تدعو إلى الله مَن يلوذ بك . إذا هداك اللهُ، وتعرفتَ إليه، وسعدتَ بقربه، انْظُر إلى مَن كان معك سابقاً، وأقرب الناس إليك زوجتك، أم أنك تمدحها على جودة طبخها، ولكنها لا تصلي، فهل هذا مؤمن؟ يهمّك منها طبخها فحسْب، أما المؤمن الصادق فأقرب الناس إليه زوجته، وأولاده، وأخواته البنات، وأولاد عمه، وأولاد خالته، وجيرانه، وزملاؤه، فإذا اهتديت وسعدتَ فأسْعِدْهُم، واجلسْ معهم جلسة، واسهرْ معهم سهرة، أعطِهم شريطًا ليسمعوه، وهذا هو السعي الطيب، الذي قال الله تعالى في حقِّه: { إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً } ( سورة الإنسان الآية: 22) سعيك في الدنيا . إذا ذهبت إلى صديقك في طرف المدينة الآخر، وركبتَ، وانتقلتَ من حافلة إلى حافلة، لكي تجلس معه جلسة، فتحتاج إلى جهد ووقت، لكن الله لا يضيعُ عنده شيء قال تعالى: { إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً } ( سورة الإنسان الآية: 22) قال عمير لصفوان: أمّا أنا فأشهد أنه لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ثم طفق عمير يدعو إلى الله في مكة، حتى أسلم على يديه خلقٌ كثير, فأنت حينما تدعو إلى الله فقد أَحْيَيْتَ مَن هديتَه حياةَ نفسٍ غالية قال تعالى: { مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ } ( سورة المائدة الآية: 32) يصبح المؤمنُ أُمّةً، هو وزوجته، وجيرانه . وذاتَ مرة أكرمني اللهُ بأخ زارني في البيت، يطلب مني ألاّ أسمح لأولاده أنْ يحضروا دروس العلم، هكذا طلب، فظللتُ أقنعه حتى صار يأتي هو وأولاده وشركاؤه وصهره، وما بقي أحد إلا وأحضره إلى المسجد بعد أن تألق . الرواية الثانية التي تتعلق بخبر عمير وصفوان : هناك رواية ثانية في كتاب آخر تذكر أنّ سيدنا عمير بن وهبجاء النبي بعد فتح مكة، وصفوان كما تعلمون ممّن أَهْدَر النبيّ دمَهم، اقتُلوهم، ولو تعلّقوا بأستار الكعبة، هو وعكرمة بن أبي جهل ونفر آخرون، وعمير صديق حميم وفيٌّ، ذهب إلى النبي وقال: يا نبي الله، إنّ صفوان بن أمية سيد قومه، وقد خرج هارباً منك، ليقذف بنفسه في البحر لينتحر، وهو خائف، لأنه مهدور الدم، مقتول، فأمنْهُ يا رسول الله، فقال: ( هو آمِن ) فقال: أعطني آية يَعرف بها أمانك، أريد علامة ، فأعطاه النبي عِمامته قال له: ( خذ عمامتي ) فقال عمير لصفوان: يا صفوان، هذه عمامة النبي، وقد أمّنك قال تعالى: { لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ } ( سورة التوبة الآية: 128) ذهب إلى صفوان وقد ولى هارباً شطر البحر لينتحر فقال له: إن رسول الله يا صفوان أفضل الناس، وأَبَرّ الناس، وأحلم الناس، وخير الناس، عزّه عزّك، وشرفه شرفك فقال له : إني أخاف على نفسي أن يقتلني، فقد هدر دمي قال له: هو أحلم من ذلك، وأكرم فجاء صفوان النبيَّ الكريمَ، والشاهد العمامة، والكلام صحيح فقال للنبي الكريم: إنّ هذا يزعم أنك قد أمّنتني فقال: ( صدق ) قال له: اجعلني بالخيار، أن أستشير عقلي شهرين قال له: ( أنت في الخيار أربعة أشهر ) وعندما دخل رسول الله مكة قال أبو سفيان: يا ابن أخي ما أحلمك، وما أكرمك، وما أوصلك، وما أحكمك هذا عمير بن وهب أراه الله عز جل أراه آية، وقد اهتدى وهدى، وكل واحد منا له نصيب يصيبه مما يُشْبِه هذه القصة، وهذا الذي أصابه حُجّة عليه، فعليه أن ينتبه، فهو يتعامل مع الله عز وجل في الله اخوكم : مصطفى الحمد |
![]() |
|
|
![]() |