![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
![]() |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
![]() الفائدة الرابعة : الذكر يحي القلب ففي الحديث عنْ أبي مُوسَى الأشعريِّ ، رضي اللَّه عنهُ عن النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ، قال : ( مَثَلُ الذي يَذكُرُ ربَّهُ وَالذي لا يذكُرُهُ ، مَثَل الحيِّ والمَيِّتِ ) رواهُ البخاري ورواه مسلم فقال : ( مَثَلُ البَيْتِ الَّذي يُذْكَرُ اللَّه فِيهِ ، وَالبَيتِ الذي لا يُذْكَرُ اللَّه فِيهِ مَثَلُ الحَيِّ والمَيِّتِ ) ذاكر الله حي مر احد السلف على مجلس يذكرون الله فقال لهم هنيئا لكم ومر على قوم غافلين فقال أحسن الله عزائكم . الذكر فيه سر عجيب في صلاح الإنسان وتقواه وثباته على طاعة الله فالله لما أمر بالإكثار من ذكره في سورة الأحزاب بين في أخرها } لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ { وفي الذكر سر عجيب في الفتح على العبد والتوفيق والتيسر ففي الحديث عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: ) خَصْلَتَانِ - أَوْ خَلَّتَانِ - لَا يُحَافِظُ عَلَيْهِمَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ هُمَا يَسِيرٌ، وَمَنْ يَعْمَلُ بِهِمَا قَلِيلٌ ، تُسَبِّحُ اللهَ عَشْرًا، وَتَحْمَدُ اللهَ عَشْرًا وَتُكَبِّرُ اللهَ عَشْرًا فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ، فَذَلِكَ مِائَةٌ وَخَمْسُونَ بِاللِّسَانِ وَأَلْفٌ وَخَمْسُ مِائَةٍ فِي الْمِيزَانِ، وَتُسَبِّحُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَتَحْمَدُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتُكَبِّرُ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ عَطَاءٌ لَا يَدْرِي أَيَّتُهُنَّ أَرْبَعٌ وَثَلَاثُونَ - إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ فَذَلِكَ مِائَةٌ بِاللِّسَانِ، وَأَلْفٌ فِي الْمِيزَانِ، فَأَيُّكُمْ يَعْمَلُ فِي الْيَوْمِ أَلْفَيْنِ وَخَمْسَ مِائَةِ سَيِّئَةٍ ؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ هُمَا يَسِيرٌ وَمَنْ يَعْمَلُ بِهِمَا قَلِيلٌ ؟ قَالَ ابن عمر كيف لا يحصيها فقال ( يَأْتِي أَحَدَكُمُ الشَّيْطَانُ إِذَا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ، فَيُذَكِّرُهُ حَاجَةَ كَذَا وَكَذَا فَيَقُومُ وَلَا يَقُولُهَا، فَإِذَا اضْطَجَعَ يَأْتِيهِ الشَّيْطَانُ فَيُنَوِّمُهُ قَبْلَ أَنْ يَقُولَهَا ) فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْقِدُهُنَّ فِي يَدِهِ رواه أصحاب السنن الأربعة و صححه الترمذي و الألباني و احمد شاكر . و في كثرة الذكر يعطي الله العبد قوة في دينه ودنياه ففي الحديث عند البخاري عن علي أن فاطمة عليهما السلام شكت ما تلقى في يدها من الرحى فأتت النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادما فلم تجده فذكرت ذلك لأم المؤمنين أمنا السيدة / عَائِشَةَ / رضى الله تعالى عنها و عن أبيها فلما جاء أخبرته قال فجاءنا وقد أخذنا مضاجعنا فذهبت أقوم فقال صلى الله عليه وسلم : ( مكانك ) فجلس بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري فقال صلى الله عليه وسلم : ( ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم إذا أويتما إلى فراشكما أو أخذتما مضاجعكما فكبرا ثلاثا وثلاثين وسبحا ثلاثا وثلاثين واحمدا ثلاثا وثلاثين فهذا خير لكما من خادم ) . وخلاصة الأمر لو لم يكن في الذكر إلا قول الله ( ولذكر الله اكبر ) لكفى فيذكره الله عند الطاعة فييسرها له ويذكره الله عند المعصية فيصرفها عنه ويذكره الله عند الشدائد فيفرجها عنه . أما عقوبات الغفلة فهي رابع : أولا قسوة القلب : يقول الله } فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ { فالقلب اذا خلا من الذكر قسا وإذا قسا لم يستجيب لأمر الله يقول الله } وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ{ ونهاية قسوة القلب موته ثانيا ومن عقوبات الغفلة ضيق الصدر : يقول الله } وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا { أي فيه هم وغم وخوف وحزن وهلع وقلق والعلاج القلب لا ينشرح و لا يطمئن إلا بذكر الله } الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ { قال ابن القيم : ( إذا أصابك خوف شديد فأكثر من ذكر الله ) وإذا قرأت القران على شخص مريض تنفس في أخره وما صنعت معه سوى ا ن قرأت القران عليه ثالثا ومن عقوبات الغفلة تسلط الشياطين : يقول الله }وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَانِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا{ من لم يشغل نفسه بالحق شغلته بالباطل ومن لم يقبل التمرة فأعطه الجمرة ومعنى يقيض له شيطان أي يقيض له شيطان فيؤذيه في بدنه ومنزله وأهله . فالمؤمن إذا دخل بيته فذكر الله تنحى عنه الشيطان وإذا قدم له الطعام فذكر الله تنحى عنه الشيطان وإذا أتى فراشه فذكر الله تنحى عنه فلم يشاركه في ماله وأهله وأما الغافل إذا دخل بيته فلم يذكر الله قال الشيطان أدركتم المبيت وإذا قدم له الطعام فلم يذكر الله قال الشيطان اردكتم العشاء وإذا أتى أهله فلم يذكر الله فيقول الله } وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَال وَالْأَوْلَاد { فذكر الله يحصن العبد من الشياطين فإذا ذكرنا الله تحصنا وإذا غفلنا تسلطت الشياطين علينا وقال ابن عباس : ( الشيطان جاثم على قلب بني آدم،فإذا سها وغفل وسوس فإذا ذكر الله تعالى خنس ) وهو جاثم على قلبه يوسوس له فيأمره بمعصية الله ويصرفه عن طاعة الله . |
#2
|
|||
|
|||
![]() رابعا و من عقوبات الغفلة الوقوع في المعاصي : فمن ذكر الله ذكره الله و من نسي الله وكله إلى نفسه وغرق في المعاصي والذنوب يكفي في الذكر قول الله ( ولذكر الله اكبر ) فيكفي أن الله يذكره عند الطاعة فييسرها له ويذكره عند المعصية فيصرفها عنه ويذكره عن الشدائد فيفرجها عنه . ومن عظمة الذكر أن جميع التكاليف يوم القيامة تسقط عن أهل الجنة سوى الذكر يلهمون التسبيح كما نلهم النفس قولة واعني على شكرك قال شيخ الإسلام ابن تيمية ( العالم من يسير الى الله بين مشاهدة المنة في كل ما يقوله ويفعله وبين مشاهدة عيوب النفس والعمل كما ورد في سيد الاستغفار ( أبوء لك بنعمتك علي و أبوء لك بذنبي ) ومن دعا الله بهذا الدعاء ولم يعرف هذا المعنى لم ينتفع به سيد الاستغفار و لذلك سأل ربه أن يوزعه شكر نعمه عليه والناس ) أمام النعم على أربعة أقسام : 1- لم يعرف نعمة الله إلا بعد فقدها . 2- عرف نعمة الله عليه ونسبها إليه }إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي { 3- عرف نعمة الله عليه وشغلته عن شكرها فشغله ماله وأهله عن ذكر الله وعن الصلاة }لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ{ 4- عرف نعمة الله وشكرها واستعملها في طاعة الله فعلى سبيل المثال الله أعطاه نعمة البصر فقال ماذا أمرني فيه } قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ{ وهؤلاء قال الله فيهم } وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ{ خامسا أسالك حسن العبادة : حسن العبادة مرتبة زائدة على مجرد أدائها فالعبادة الكاملة تؤتي ثمارها وتبلغ بالعبد منازل عظيمة من القبول والحصول على الأجر والمغفرة وقد تكون مقربة من الله واسجد واقترب والكثير من الناس حريصون على أداء عباداتهم وما افترضه الله عليهم ولكن القليل منهم من هو حريص على أدائها بإحسان . و السؤال ما صفة حسن العبادة بثلاثة شروط : أولا: يقول الله }وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ{ سورة النساء فيشترط في كل عبادة أولا أن يكون العبد سالما من الشرك لان الشرك لا ينفع معه عمل يقول الله بلى من اسلم وجهه لله فأي عبد صرف حق الله لغير الله فقد أشرك وحبط عمله . ثانيا: أن تكون العبادة سالمة من الشرك وهو إخلاص العمل لله وحده يبتغي به مرضاة الله . ثالثاأن يكون متابعا للرسول صلى الله عليه وسام في أدائها فتكون كاملة السنن والواجبات والشروط والأركان وسالمة من كل خلل ونقص فمن الناس من يؤديها فينقص من سننها وقد يتخللها بعض المكروهات ككثرة الحركة أو يدخلها شيء من المحرمات فتنقص هذه العبادة فيكون الخلل بمقدار ما نقص من حسنها . و لذلك للصلاة جانبين الأول يؤديها فتسقط عنه العقوبة و لا يحصل على أجرها ولا تكون مكفرة وقد يكون معاقبا فمن المصلين من تلف ويرمى بها في وجهه وتقول ضيعك الله كما ضيعتني ومنهم من يكتب له العشر إلى أن قال ومنهم من ينصرف وما كتب له منها شيء . و الجانب الآخر منهم من يؤديها فمنهم من تكون مكفرة ومنهم من يحصل على الأجر ومنهم من تكون مقربة له . فلاشك أن من صلحت صلاته فقد افلح وانجح وصلح سائر عمله وحفظه الله كما حفظ صلاته وإذا فسدت صلاته فقد خاب وخسر وهذا من أعظم البلاء ومن فساد الصلاة أن يضيع حقوقها وواجباتها فلا يبالي بوضوئها ولا بستر عورته ومن فساد الصلاة حينما لا يتم ركوعها ولا سجودها ولا خشوعها فتجده يصلي وكأنه لا يصلي ومن فساد الصلاة انه إذا سمع النداء للصلاة لم يبالي بالصلاة ولم يبالي بهذا النداء ولا يحس انه يقرع أذنيه وربما تشاغل عنها بحيث تافه فلم يشعر إلا وقد خرج الناس من صلاتهم وكلها أمارات على فساد صلاة العبد وإذا تكرر منه التهاون بالصلاة واحتقارها ولم يعظم شانها جره ذلك إلى خسارة الدنيا والآخرة وخلاصة الأمر في حسن العبادة أن تكون مطابقة للشرع ولما سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وان تكون خاصة لله ويراعي حقها وحقوقها فجميع أركان الإسلام و شرائع العظام تربي في الإنسان الابتعاد عن المحرمات إذا أداها على الوجه الصحيح . كتاب المواعظ للكاتب عبد الرحمن اليحيا التركي |
![]() |
|
|
![]() |