![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#2
|
|||
|
|||
![]() هذه عصمة النبي، معصوم عن الخطأ، والله عصمه مِن أن يُقتَل . فدأب يتحيَّن الفرص للقضاء على النبي صلى الله عليه وسلم، حتى أصاب منه غرة غفلةً، وكادت تتم الجريمة الشنعاء لولا أن أحد أعمام ثمامة ثناه عن عزمه في آخر لحظة، فنجَّى الله النبي من شرِّه, فإلى هذه الدرجة بلغت عداوته للنبي عليه الصلاة والسلام, لكن ثمامة إذا كان قد كفَّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لم يكفَّ عن أصحابه، حيثُ جعل يتربَّصُ بهم، حتى ظفر بعددٍ منهم، وقتلهم شرَّ قتلة، لذلك أهدرَ النبي عليه الصلاة والسلام دمه، وأعلن هذا في أصحابه، أنّ هذا الرجل دمه مهدور . كيف أسر ثمامة بين أيدي المسلمين وكيف عامله النبي ؟ أذكِّركم كلمة كنت أرددها: هكذا تدار الأمم, لا بالانتقام, ولكن بالعقل والغفران، هذا الإنسان, ما جزاؤه؟ القتل والتنكيل، ولم يمض على ذلك طويل وقتٍ حتى عزم ثمامة بن أُثال على أداء العمرة، على النمط الجاهلي فانطلق من أرض اليمامة، مولياً وجهه شطر مكة، وهو يمنِّي نفسه بالطواف حول بالكعبة، والذبح لأصنامها، وبينما كان ثمامة في بعض طريقه، قريباً من المدينة، نزلت به نازلة، لم تقع له في الحسبان، ذلك أن سريةً من سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت تجوس خلال الديار، خوفاً من أن يطرق المدينة طارق، أو يريدها معتدٍ بشر، فأسرت السريةُ ثمامةَ بن أثال، وهي لا تعرفه، فألقت عليه القبض وأسرَتْه، وأتت به إلى المدينة، وشدّته إلى ساريةٍ من سواري المسجد وهذه طريقة سجنه, وهي تنتظر أمر النبي عليه الصلاة والسلام في شأن هذا الأسير، ولما خرج النبي عليه الصلاة والسلام إلى المسجد، وهمَّ بالدخول فيه، رأى ثمامة مربوطاً في السارية، فقال لأصحابه: ( أتدرون من أخذتم؟ ) قالوا: لا, يا رسول الله! ( قال: هذا ثمامة بن أثال الحنفي.) -ماذا قال النبيّ عليه الصلاة والسلام لهذا الملك الحاقد الذي أراد قتله، والذي جمع أصحاباً له، ونكَّل بهم وقتلهم شر قتله؟ هنا الوقفة، وهنا الحقيقة، فأيّ إنسان على وجه الأرض تمكَّن مِن عدوٍّ لدودٍ وخصمٍ عنيدٍ، ومبغضٍ حاقدٍ، وألقى القبض عليه، فلا بدَّ أن يقتله، وربما كان قتله لا يشفي غليل الأول، فماذا يفعل به إذًا؟ يأمر بتعذيبه، والتمثيل به، ثم قتله- قال عليه الصلاة السلام، حينما رأى ثمامة بن أثال مربوطاً إلى ساريةٍ من سواري المسجد، قال: ( أحسنوا إسارَه ) لماذا؟ إنه خلاف المألوف، الجواب هو أن النبي عليه الصلاة والسلام، لا يمكن أن يبغض إنساناً لذاته، لكن يبغضه لعمله، فإذا كان هناك أمل ٌ في هدايته، ونقله من الضلالة إلى الهدى، ومِن الضياع إلى الرُشد، ومن الخطأ إلى الصواب، فمرحباً بذلك، فالنبيّ عليه الصلاة والسلام، قال: ( أحسنوا إسارَه ) أيْ أحسٍنوا إلى هذا الأسير- ثم رجع عليه الصلاة والسلام إلى أهله، وقال: ( اجمعوا ما كان عندكم من طعام، وابعثوا به إلى ثمامة بن أثال ) ليطعمه من طعام بيته، فجمع من طعام أهله شيئًا، وأرسله إلى ثمامة بن أثال- ثم أمر بناقته أن تُحلب له في الغُدو والرواح، وأن يُقدَّم لبنها إلى ثمامة بن أُثال ما هذا يا رسول الله؟! هذا الذي أراد أن يقتلك، أراد أن ينكِّل بأصحابك، وبل نكَّل بهم، وجمع عدداً منهم، وقتلهم شر قتلة، ثم تجمع له من طعام بيتك وتأمر بحلب ناقتك، وترسلها إلى ثمامة، ليأكل وليشرب، وتمَّ ذلك كلُّه قبل أن يلقاه النبيّ عليه الصلاة والسلام، وقبل أن يكلمه, بعد أن أكل وشرب وشبع وشعر أن هذا من عند النبي عليه الصلاة والسلام أقبلَ النبيُّ عليه الصلاة والسلام على ثمامة، يريد أن يستدرجه إلى الإسلام . فإذا كان لك عدو لدود، وخصم عنيد، وإنسان أوقع فيك أشدَّ أنواع الأذى، ثم وقع في قبضتك، فأنت بين أمرين؛ إمّا أن تنتقم منه، وتشفي غليلك، وإمّا أن تسعى كي يُسلم، وكي يهتدي ، وقد ملكتَ أمره، ووقع في قبضتك، فإذا اخترت الانتقام، فما أبعدك عن الإيمان، وإن اخترت له الهداية، وصفحت عنه، وعفوت عنه، فقد أفلحتَ وأنجَحتَ، وربنا عزَّ وجل يأمرنا بالصفح فيقول: }فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ { ) سورة الحجر الآية: 85( هذه أخلاق الأنبياء . إليكم قصة إسلام ثمامة بن أثال : أيها الأخوة أقبل عليه النبيّ صلى الله عليه وسلم، وقال: ) ما عندك يا ثمامة؟ ) فقال ثمامة: عندي يا محمد خير، فإن تقتل تقتل ذا دم, -يعني إن قتلتني فأنت محق، والحق معك، وأنا أستحق أن أُقتل لأنني قاتل- وإن تنعم علي بالعفو، تنعم على شاكر- أنا لا أنسى لك هذا المعروف- وإن كنت تريد المال، فسَلْ تُعطَ منه ما شئت |
|
|
![]() |