![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
![]() |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
![]() أن إتمام النعمة هو النبوة وحمل الرسالة ، وهذه هي المهمة التي يعدّك الله للقيام بها بعد اختيارك وتأييدك بعلم تأويل الرؤيا . وتختتم الآية بقوله تعالى حكاية عن سيدنا يعقوب : { إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } [ يوسف : 6 ] فكلمة { عَلِيمٌ } ترجع إلى قوله تعالى : { وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ } [ يوسف : 6 ] ، وكلمة { حَكِيمٌ } تعود إلى الاجتباء والاختيار ، أي أن هذا الاختيار جاء لحكمة يعلمها الله فـ { اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ } [ الأنعام : 124 ] إذاً في هذه السن المبكرة يختار الله تعالى سيدنا يوسف ليقوم بتبليغ رسالته، وهذه مهمة عظيمة تحتاج إلى تهيئة واستعداد ، وقد تكفّل الله { رَبِّهِ } بتربيته وتهيئته ورعايته حتى يتم المهمة الموكلة إليه على الوجه الذي يرضي ربه . فكيف تجلت مظاهر التربية في مراحل حياة سيدنا يوسف عليه السلام ؟ مظاهر التربية في حياة يوسف عليه السلام : * حادثة إلقائه في الجب : يعيش يوسف عليه السلام المحنة الأولى في حياته في مرحلة الطفولة حين يكيد له إخوته ويقرروا أن يلقوه في ظلمة بئر ليلتقطه بعض السيارة ، ويحملوه بعيداً، فيخلو لهم وجه أبيهم . { فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ } [ يوسف : 15 ] إنه الآن في ذروة الأزمة، وفي أشدّ أوقات المحنة والكرب ، وهو ما يزال طفلاً صغيراً . هنا يأتي دور المربي في بث الطمأنينة في نفسه { وَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَـذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } [ يوسف : 15 ] إن سيدنا يوسف وهو في هذه السن المبكرة وفي ظرف كهذا بحاجة إلى من يهدئ نفسه ويشعره بالأمان ، غير أنه على حداثة سنه يفتقر إلى الدليل الموصل إلى هذه الغاية ، فكان أن طمأنه{ رَبِّهِ } بأن لا تخف ولا تحزن فإنك ناج مما أنت فيه ومخبرهم بما يدبرونه من المكر والأذى . ولنا أن نتصور مشاعر هذا الطفل وقد طمأنه ربّه وآنسه ووعده بالنجاة والسلامة . * حادثة بيعه عبدا ً : ينجي الله سيدنا يوسف من محنته الأولى ويُحمل إلى مصر ليباع ـ وهو الحرّ ـ عبداً بثمن قليل . ويشتريه العزيز ثم يطلب من امرأته أن تهتم بهذا الغلام وتكرم مثواه ، ويأتي قوله تعالى : { وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ } [ يوسف : 21 ] إن { رَبِّهِ } الذي تولّى رعايته وتربيته سيجعل من محنته هذه ـ إذاً ـ سبباً من أسباب رفعة شأنه وعلوّ منزلته كيف لا والله هو { رَبِّهِ } ! * أمره مع امرأة العزيز : يوسف عليه السلام ما يزال حتى هذا الوقت في مرحلة الاختيار والاجتباء بما تتطلبه هذه المرحلة من الرعاية والتربية، والحفظ والإعداد . ويأتي قوله تعالى : { وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ } [ يوسف : 21 ] وهذه المرحلة سيشهدها سيدنا يوسف في مصر بعد أن جعل الله من مصر مكاناً لاستقراره وعيشه في عزّ وأمان { وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ } [ يوسف : 21 ] بعد أن حفظ الله تعالى سيدنا يوسف في طفولته ونجاه من محنتين عظيمتين، |
![]() |
|
|
![]() |