![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#2
|
|||
|
|||
![]() ويقول أيضاً مقسِماً بالسماء : { وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا } [ الشمس : 5 ] وهكذا آيات كثيرة تأتي دائماً بصيغة البناء لتؤكد لنا أن الكون بناء ، وهذا ما وجده العلماء يقيناً في القرن الحادي والعشرين . وجد العلماء بأن الكون عبارة عن بناء محكم ، ولذلك فالأبحاث الصادرة حديثاً ، والتي ينال أصحابها الجوائز عليها ، تهدف بالدرجة الأولى الأبحاث الكونية الحديثة إلى اكتشاف بنية الكون ، تهدف إلى اكتشاف البناء الكوني . وهنا تتجلى معجزة القرآن ، فالعلماء عندما أطلقوا على الكون اسم ( فضاء ) كانوا مخطئين ، واليوم يعدلون عن هذه التسمية إلى ما هو أدق منها فيستخدمون كلمة ( البناء ) من أجل وصف الكون ، ولكن هذه الكلمة موجودة منذ أكثر من أربعة عشر قرناً في كتاب الله تعالى تبارك وتعالى ، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن القرآن الكريم دقيق من الناحية العلمية واللغوية ، فجميع كلماته تأتي مناسبة تماماً للحقيقة الكونية التي يصفها . ولكن.. ماذا يعني قوله تعالى : { اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا } [ غافر : 64 ] ما معني كلمة { قَرَارًا } ؟ وكيف نحسُّ بهذا القرار ؟ إننا نعيش على هذه الكرة الأرضية ، والله تبارك وتعالى زوّد هذه الأرض بحقل للجاذبية بحيث أنه يجذبنا إليها في كل لحظة ، فنحس بالاستقرار . إن رواد الفضاء مجرد أن غادروا الغلاف الجوي ، وارتفعوا خارج الأرض فإنهم على الفور يفقدون أوزانهم ويحس رائد الفضاء وكأنه يسبح في بحر عميق ، فإذا أراد أن يأكل اضطرب لديه نظام الأكل ، لأنه تعود على نظام الجاذبية الأرضية ، وإذا أراد أن ينام لا يستطيع النوم لأنه ليس لديه أرض يستقر عليها وينام عليها ، بل إنهم أحياناً يضعون نوابض على رؤوسهم ليضغطوا هذه الرؤوس فيحسّون بشيء من الثقل ليتمكنوا من النوم ، وتضطرب لديهم الذاكرة، وتضطرب لديهم الدورة الدموية ، ونظام عمل القلب يضطرب ، وكثير من الأشياء . كل هذه النعم لم نحس بها إلا بعد أن غادر رواد الفضاء وخرجوا خارج الأرض ووصفوا لنا ما يحسون به ، وهناك علم قائم بذاته اليوم ، يدرس المشاكل التي يسببها فقدان الجاذبية الأرضية ، وهذا العلم يهتم بالدرجة الأولى برواد الفضاء ، وبالناس الذين يمضون فترات طويلة سواء في الفضاء الخارجي أو في الغواصات في أعماق البحار . ومن هنا ندرك أهمية هذه الجاذبية وأهمية هذا القرار , وهذا الأمر لم يكن أحد يدركه في زمن نزول القرآن . ولكن الله تبارك وتعالى ذكرنا بهذه النعمة فقال : { اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } [ غافر : 64 ] |
|
|
![]() |