![]() |
![]() |
المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#2
|
|||
|
|||
![]() فليس لمتهاون عذرٌ و هو يسمَع وصيّةَ النبيّ <IMG width=14 height=14> ، و التي جاد بها و هو يجود بنفسِه ، ألا يسمَعُ مَن يَتَكَاسَل عَنِ الصَّلاةِ ؟! ألا يَسمَع من يظلِمُ العاملَ و الخادم و الأجيرَ فينتَقِص أجرَه و يهضِم حقَّه و يؤذِيهم بالكلام و بالفِعال ؟! فليتّق الله كلُّ من ولاّه الله أمرَ ضعيف . و في الصحيحَين أيضًا أنَّ النبيَّ <IMG width=14 height=14> رأى السواك و أخذه ، و استنّ به أحسنَ ما يكون استنانًا ، و بين يديه ركوةٌ فيها ماء ، فجعل يدخل يديه في الماء ، فيمسح بهما وجهَه يقول : (( لا إلهَ إلا الله ، إنَّ للموت سكراتٍ )) ، ثم نصب يدَه فجعل يقول : (( اللهم في الرفيق الأعلى )) ، يردِّدها حتى قبِض و مالت يده . و تسرّب الخبرُ بين الصحابة في لحظاتٍ ، فضجّوا بالبكاء ، و أظلَمَت عليهم الدنيا ، و اشتدّت الرزيّة ، و عظم الخطبُ ، وأخذوا يبكون ، لا يدرون ما يصنَعون ، و حُقَّ لهم ؛ لقد غابَ الحبيبُ المصطفى <IMG width=14 height=14> و ماتَ ، لقد افتقدوا مهجةَ قلوبهم و من كانَ ملءَ أسماعهم و أبصارهم ، و لكنّ قدَرَ الله نفذ و حكمه نزل ، و الله غالب على أمره و لكن أكثر الناس لا يعلمون . بارك الله لي و لكم في الوحيَين، و رزقنا مرافقةَ سيِّد الثقلين ، أقول قولي هذا ، و أستغفر الله تعالى لي و لكم و لسائر المسلمين و المسلمات من كلّ ذنب ، فاستغفروه و توبوا إليه ، إنه هو الغفور الرحيم . الحمد لله على إحسانه ، و الشكر له على توفيقه و امتنانه ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه ، و أشهد أن سيدنا و نبينا محمدأ عبده و رسوله الداعي إلى جنته و رضوانه ، صلى الله و سلم و بارك عليه و على آله و صحبه و إخوانه ، و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . أيّها المسلمون ، إنَّ الصحابةَ رضي الله عنهم لم يكادوا أن يصدِّقوا خبَرَ الوفاة ، و لم يستَوعِب بعضُهم هذه الفاجعةَ لِعِظَم المصيبة و هول الصدمة ، حتى كان عمر رضي الله عنه يهدِّد من يقول : إنَّ رسولَ الله قد مات . يقول أنسٌ رضي الله عنه : لما ماتَ رسول الله فما زالَ أبو بكر يشجِّعنا حتى كنّا كالأسودِ المتنمِّرة ، و كان أبو بكر رضي الله عنه قد خَرَج في الصَّباحِ إلى منزله في طرف المدينة ، فأقبل بفرسِه سريعًا حين سمِع الخبر ، فنزل و دخَل المسجدَ ، و لم يكلِّم أحدًا ، حتى دخَل الحجرةَ الشريفة و عيناه تسيلان و زفراتُه تتردّد ، فقَصَد النبيَّ ثم قال : بأبي أنت و أمي ، طِبتَ حيًّا و ميّتًا . ثم خرج أبو بكر و عُمَر يكلّم الناس ، فقال : اسكُت يا عمر ، فأبى إلاّ أن يتكلّم ، فأقبل الناسُ إلى أبي بكر و تركوا عمر رضي الله عنهم أجمعين ، فحمِد الله تعالى و أثنى عليه و قال : ( أمّا بعد : فمَن كان منكم يعبد محمّدًا فإن محمّدًا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حيّ لا يموت ) ، و تلا قولَ الله عز وجل : أَفَإِيْن مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ <IMG width=14 height=14> [آل عمران: 144] ، قال ابن عباس رضي الله عنهما : و الله ، لكأنَّ الناسَ لم يعلموا أن الله أنزَل هذه الآيةَ حتى تلاها أبو بكر ، فتلقّاها منه الناس ، فما أسمعُ بشرًا من الناس إلا يتلوها ، قال عمر : و الله ، ما هو إلاّ أن سمعتُ أبا بكر تلاها فعُقِرت حتى ما تُقلّني رجلاي ، و حتى أهويتُ إلى الأرض، فحين سمعته تلاها علمتُ أنَّ النبيَّ و في هذا فضيلةُ العلم و العُلماء ، و أنَّ العلمَ مقدّم على العواطفِ ، و أنّ قول العالم بكتاب الله المطّلع على حقيقة الواقعة مقدّم على قول غيره . ثم بايَع المسلمون أبا بكر رضي الله عنه بالخلافةِ بالإجماع ، بعدَ نقاشٍ و حوار لم يدُم طويلاً ، فرضي المسلمون ما رضيَه لهم ربهم و رضيَه رسوله و لم يجِدِ الشيطان سبيلاً لتفريق الكلمةِ أو تمزيق الشّمل . لقد ردَّ أبو بكر رضي الله عنه الناسَ إلى دين الله ، و أوضَحَ لهم المنهجَ الذي دلّ عليه القرآنُ ، وأنَّ الارتباط يجب أن يكون بالمبادئ لا بالأشخَاص ؛ لأن الأشخاصَ يموتون و من سوى الأنبياء قد يتغيرون . و كانت وفاةُ النبيِّ في يومِ الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول في السنةِ الحادية عشرة من الهجرة . و قد غُسِّل النبيُّ ثم دخَل الناس يصلّون عليه أفرادًا ، ثم دُفن في موضِعِه الذي قبض فيه ليلة الأربعاء . عن أنس رضي الله عنه قال : لما كانَ اليومُ الذي قدِم فيه النبي فلما كان اليوم الذي مات فيه أظلمَ منها كلّ شيء ، و ما نفَضنا أيديَنا من الترابِ و إنا لفي دفنه حتى أنكرنا قلوبنا ، و يقول رضي الله عنه : لما رجعنا من دفن رسول الله <IMG width=16 height=14> قالت فاطمة : يا أنس أطابت أنفسكم أن تحثوا التراب على وجه رسول الله . أيها المسلمون ، لقد تَرَك النبيُّ <IMG width=16 height=14> الدنيا و هو أكرمُ مخلوق على اللهِ ، و لم يترك دينارًا و لا درهمًا و لا مالاً إلا بغلتَه البيضاء و سلاحَه ، و توفي ذاق اليتم ، و تحملّ أعباء الرسالة ، و واجه التكذيب و الأذى و المطاردةَ و فراق الأوطان في سبيل الله، صبَرَ و صابر ، و عفا و سامح ، و ربَّى أمّة خالدة ، فيها الهدايةُ و الإيمان و الشريعةُ الباقية ، تركَ أمّةً هي خير الأمم و أوسَطُها ، ترك سيرة عطرةً لتكون منهاجا للأمة إلى يوم القيامة . إنَّ محبّةَ النبيِّ و من أحبَّ لقاءه فليتبَع سنّتَه حتى يوافِيَه على الحوض ، [آل عمران: 31]، مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا <IMG width=14 height=14> [النساء: 69] . و أخيرًا ، فبالرّغم مِن عِظَم المصيبة بموتِ النبيِ و لم تُضعِفِ المسلمين ، بل انطلق الدين الحقّ يتخطّى الحدود و السدود ، و يعلو الوِهاد ، و يطوي الأرض ، حتى بلغَ مشارقَ الأرض و مغاربها ، و أظهَره الله على الدينِ كلّه ، و لئن ضعُف حال المسلمين في يومٍ فإن الجولةَ الأخيرة للإسلام ، و النصرَ آتٍ لا محالة . هذا و صلّوا و سلّموا على الهادي البشير و السراج المنير . اللّهمّ صلِّ و سلِّم و زِد و بارك على عبدك و رسولك محمد ، و على آلِه و صحبه أجمعين ، اللهم ارزقنا شفاعته ، و احشرنا في زمرتِه ، و أورِدنا حوضَه ، و اسقنا من يده الشريفةِ شربةً هنيئة مرئية لا نظمأ بعدها أبدا . و قال صلى الله عليه و سلم : (( من صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشرًا )) . اللهم صلِّ و سلم و بارك على عبدك و رسولك سيدنا محمد و على زوجاته الطاهرات أمُهات المؤمنين و على آله الطيبين الطاهرين اللّهمّ صلّ و سلِّم و زِد و بارك على عبدك و رسولك محمّد و على آله و أزواجِه و ذرّيته و صحابتِه و من تبِعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين . اللّهمّ أعِزَّ الإسلام و المسلمين ، و أذلَّ الشرك و المشركين ، و أخذل الطغاةَ و الملاحِدة و المفسدين ... و أرض اللهم عن أصحابه الكرام الغر المحجلين أبو بكر و عمر و عثمان و على و على العشرة المبشرين و على سائر الصحابة و التابعين و من سار على نهجهم إلى يوم الدين اللهمّ أعزّ الإسلام و المسلمين... ثم باقى الدعاء اللهم أستجب لنا إنك أنت السميع العليم و تب علينا إنك أنت التواب الرحيم اللهم أميـــــن أنتهت بعون الله و توفيقه |
|
|
![]() |